وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خيارات إسرائيل العسكرية والسياسية وحاجتها لاغتيال قادة حماس

نشر بتاريخ: 20/08/2014 ( آخر تحديث: 20/08/2014 الساعة: 18:05 )
بيت لحم - معا - مرة تلو مرة نحصل على إثبات ودليل يؤكد قناعتنا بأن حماس ليست بالعدو الذي يخضع بسهولة مثلها مثل بقية التنظيمات الإسلامية المتزمتة، وان إخضاع حماس يتطلب الكثير جدا من الصبر وتوجيه ضربات متواصلة تصيب نقاط ضعفها حتى نصل إلى تهدئة.

كان من الضروري عام 2004 ان نغتال الشيخ احمد ياسين زعيم ومؤسس حماس وزعيمها السياسي عبد العزيز الرنتيسي حتى نوقف العمليات "الانتحارية" التي كان تنفذها الحركة خلال الانتفاضة الثانية والان وخلال عملية "الجرف الصامد" نحن بحاجة الى عملية لها تأثير مشابه وتخرج حماس من توازنها وإذا لم نقم بذلك فان خالد مشعل وقطر الممسكة بخيوط اللعبة سيواصلان إملاء طلبات غير منطقية وغير معقولة وفقا لما ذهب إليه اليوم الأربعاء المحلل العسكري لصحيفة "يديعود احرونوت" روني بن يشاي.

تهدف طلبات حماس المطروحة إلى غاية واحدة تتمثل بسعيها الحصول على انجاز سياسي ومدني يبرر ويسوغ الكارثة الإنسانية اللانهائية التي جرت سكان غزة إليها حسب ادعاء المحلل الإسرائيلي.

وأضاف بن يشاي " ليس من الواضح حتى الان هل نجحت إسرائيل في تصفية محمد ضيف خلال الغارة الجوية التي شنتها يوم أمس على احد المباني في غزة أم لا ولكن اذا كان الرجل الذي أصيب مع ابنه وزوجته هو فعلا قائد الذراع العسكري لحماس فان الأمر سيؤثر على المعركة وقد يؤدي إلى تقصير عمرها.

حتى اللحظة تحافظ حماس على حالة الغموض فيما يتعلق بمصير محمد ضيف ما يعزز إمكانية أن يكون الضيف قد قتل أو على الأقل أصيب.

وفي الماضي أدت عمليات اغتيال زعماء وقادة منظمات إلى تفكك هذه المنظمات وتوقف نشاطها وهناك حالات لم يكن لمثل هذه الاغتيالات أي تأثير كما حدث حين اغتالت اسرائيل "احمد الجعبري" في بداية عملية "عامود السحاب" لهذا لم يبق امامنا سوى انتظار واستجلاء خبر ومصير محمد ضيف لنعرف كيف سيؤثر الامر على الذراع العسكري والسياسي لحماس.

من الشرعي أن نتساءل ونقول لماذا لم يغتال الجيش الإسرائيلي محمد ضيف خلال عملية "الجرف الصامد" وانتظر حتى الان لينفذ العملية أو المحاولة ويبدو أن الجواب يكمن في مجموعة الكلمات "الفرصة العملية" حيث نزل قادة حماس عميقا تحت الأرض واختفوا داخل الأنفاق والملاجئ التي أقاموها تحت الأرض ويمكن أن يكون محمد ضيف قد ارتكب الخطأ القاتل وخرج من تحت الأرض قبل الأوان.

أساليب العمل المطروحة على الطاولة
على إسرائيل أن تفكر ألان في مسار عمل جديد وان تحدد لحد الأدنى من أهدافها والمتمثلة بتحقيق هدنة مستقرة لعدة سنوات ومنع إعادة تسليح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ويجب علينا التطلع إلى تحقيق هدف تجريد هذه الفصائل من سلاحها لكن يبدو ان هذا الهدف سينتظر مرحلة يتم فيها التوصل إلى تسوية طويلة المدى بالتعاون التام مع مصر والسلطة الفلسطينية ودول عربية معتدلة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ويمكن لإسرائيل أن تحقق أهداف الحد الأدنى بطريقتين أو عبر مسارين أما المسار السياسي أو مسارا يقوم على عملية عسكرية تتضمن دخول بري إلى قطاع غزة ويمكن تحديد المسارات السياسية بالتالي

1- تحقيق اتفاق بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن تقبله حماس وتعلن التزامها به وبالتهدئة وستعزو قبولها بهذا المسار بتحقيقها لهدف فتح معبر رفح وضمانات من مصر وأبو مازن بأن إسرائيل ستقدم تسهيلات وفي هذه الحالة ستضطر حماس إلى ابتلاع وقبول فكرة وجود إشراف فلسطيني ودولي على البضائع التي ستدخل إلى غزة بهدف منع تعزيز قوتها العسكرية وهذا الأمر ليس بالأمر السهل لكن سيكون سهل لحماس ان توافق على إشراف من هذا النوع كونه مبادرة مصرية فلسطينية وليس على شكل تنازل قدمته إلى إسرائيل إضافة إلى إمكانية حصولها مقابل ذك على الأموال التي ستتيح لها دفع رواتب موظفي حكومتها وحتى يتم التوصل إلى نظام إشراف يراقب البضائع والمواد الداخلة إلى غزة سيواصل الجيش الإسرائيلي عمليات قضم حماس عبر غارات جوية.

2- هناك إمكانية أخرى تتمثل بتوجه إسرائيل ومصر والولايات المتحدة بطلب مشترك لمجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يشكل مظلة سياسية ومبدئية لتسوية طويلة المدى في غزة كما حدث في نهاية حرب لبنان الثانية ما سيمنح حماس مظلة دولية تتيح لها النزول عن الشجرة العالية التي صعدت عليها وان توافق على تنازلات لم تكن مستعدة لتقديمها مباشرة لإسرائيل ومصر ويبدو ان هذا الاحتمال هو الأكثر واقعية في الظرف الحالي بشرط ان تتنازل مصر عن موقعها ألحصري كوسيط.

كما يمكن ان نحصر العملية العسكرية بعدة خيارات على هذا النحو
يمكن للعملية العسكرية ان تجري بالتوازي مع احدى الخيارات السياسية سالفة الذكر أو بشكل منفرد قبل مواصلة العملية السياسية وفي هذا الظرف فان عمليات القضم الجوي لن تكون كافية وستبرز الحاجة لعملية برية تجبر حماس على طلب وقف النار وأيضا في هذه الجزئية هناك عدة احتمالات أو إمكانيات احدها تعبر عن الحد الأقصى والمتمثل باحتلال كامل قطاع غزة بهدف تدمير نظام حكم حماس وفي هذه الحالة سيضطر الجيش الإسرائيلي للبقاء في قطاع غزة على الأقل عاما كاملا على أمل أن تعثر إسرائيل على جهة او طرف فعال ربما " ابو مازن " توافق على أن ننقل لها السيطرة على 1.8 مليون نسمة.

وهناك إمكانية أخرى وتتمثل بتنفيذ عملية برة محدودة من حيث الحجم لمنها تضع حماس امام تهديد خطير جدا يتعلق بوجودها السياسي والعسكري والجيش الاسرائيلي يمتلك عدة خطط ومخططات لتنفيذ عمليات برية من هذا النوع يمكنها ان تجري بالتوازي او بشكل وتدريجي.

واختتم بن يشاي مقالته بالقول" يكفينا أن نعرف بان الجيش يمتلك خيارا حقيقيا لإنهاء الحرب عبر تنفيذ عملية تدمج بين البر والبحر والجو لكن علينا ان نعلم بان عدد الإصابات سيكون كبيرا وان هذه العملية ستحتاج إلى أسبوعين على الأقل لتصل إلى نهايتها المرجوة وتحقق النجاح المأمول".