وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غرفة الخليل تعقد اجتماعا حول مستقبل منطقة باب الزاوية

نشر بتاريخ: 27/08/2014 ( آخر تحديث: 01/09/2014 الساعة: 15:43 )
الخليل - معا - بدعوة من غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، عقد الخميس، في قاعة الغرفة لقاء تشاوري حول الاوضاع في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، التي يهددها خطر الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

وجرى اللقاء، بحضور محافظ الخليل كامل حميد، ورئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباوي وأعضاء مجلس إدارة الغرفة ورئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري ورئيس ملتقى رجال الاعمال محمد نافذ الحرباوي، ومدير جهاز الامن الوقائي العقيد حمدي ابو كامل ورئيس رابطة الجامعيين أحمد بيوض التميمي ورئيس لجنة اعمار الخليل الدكتور علي القواسمي، وممثلين عن الاجهزة الامنية والمدنية، ووجهاء عشائر ورجال اعمال وقادة العمل الوطني وممثلين عن مكتب القوى السياسية والوطنية لمحافظة الخليل وتجار منطقة باب الزاوية ومدير تربية وتعليم الخليل بسام طهبوب، وبحضور ممثلين عن نقابة تجارة المواد الغذائية في محافظة الخليل ورئيس الجمعية الخيرية الاسلامية في محافظة الخليل.

وفي كلمته الترحيبية أكد رئيس الغرفة على أهمية هذا اللقاء الذي سيحدد مصير مدينة الخليل في ظل التهديدات الاسرائيلية بالاستيلاء على أجزاء من منطقة باب الزاوية وحالة الفوضى التي تعيشها المنطقة.

وقال المهندس الحرباوي:" لمدينة الخليل وضع خاص جداً يختلف عن بقية المدن الفلسطينية، حيث قسمها بروتوكول الخليل -المشؤوم- الى منطقتين (H1-H2) وبقيت البلدة القديمة التي تحتضن الحرم الابراهيمي الشريف وهي المركز التاريخي والتراثي والاقتصادي للخليل تحت السيطرة الاسرائيلية اضافة لوجود البؤر الاستيطانية في تلك المنطقة".

وأضاف:" هذه العوامل بالاضافة الى عوامل الاحتلال وسياسة الترحيل القصري التي ينتهجها في تلك المنطقة أجبرت الكثير من أصحاب المحال التجارية والسكان على البحث عن بدائل لمحالهم ومساكنهم خارج البلدة القديمة، وقد نجح الاحتلال على مدار السنوات السابقة في تخفيف التواجد الفلسطيني في تلك المنطقة، ويسعى حالياً لتوسيع المحيط الآمن بدعوى توفير الامن للمستوطنين".

وقال رئيس الغرفة في كلمته:" نحن لا نزاود ولا نشكك في وطنية أي أحد، وعلى الامن الفلسطيني أن يحمي السكان والتجار في منطقة باب الزاوية وتوفير الامن ، ورفع الغطاء عن الخارجين على القانون، الخليل هي مدينتنا ويجب علينا ان نقرر مصيرها".

من جانبه أعتبر رئيس بلدية الخليل، اللقاء بأنه لقاء هام لمواجهة الاستيطان في الخليل، داعياً للتمييز بين ما هو وطني وبين ما هو مندس في الصفوف لاثارة الفتنة والبلبلة، وأبدى استعداد بلدية الخليل للمشاركة في اتخاذ أي قرار لحماية الخليل من التمدد والتوسع الاستيطاني.

وقال الدكتور الزعتري:" نحن في بلدية الخليل وكل مؤسسات المدينة مهتمون بأن تعود الحياة الطبيعية للبلدة القديمة، ونقترح بأن تقوم البلدية باستئجار المحال المغلقة من اصحابها وتشغيل هذه المحال، وتعمل بلدية الخليل على تقديم الخدمات لسكان البلدة القديمة فهي على سلم أولويات المجلس البلدي".

كما وتطرق رئيس البلدية للحديث خلال كلمته عن الصعوبات التي تواجهها بلدية الخليل والعراقيل التي يضعها الاحتلال أمام تنفيذ المشاريع الحيوية مستشهداً بتدخل بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل بعد 6 شهور من طلب بلدية الخليل مد خط أنابيب المياه من منطقة شارع الشهداء الى منطقة مسجد القزازين وسط البلدة القديمة، حيث وافق الاحتلال على مد الخط".

وشدد على أن بلدية الخليل ماضية في تنظيم أسواق المدينة تزامناً مع تنفيذ بعض المشاريع الحوية في منطقة باب الزاوية داعياً الجميع لمساعدة بلدية الخليل في تنظيم المدينة.

وتحدث نافذ الجعبري في كلمة وجهاء وعشائر الخليل عن مراحل التهويد والاستيطان في الخليل، مشيراً الى أن سكان وأهالي الخليل كانوا يظنون بأن الاحتلال سيقوم بطرد المستوطنين من مدينة الخليل بعد مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994 والتي راح ضحيتها 29 مصلياً واصيب العشرات على يد أحد المستوطنين، لكن ما حدث هو ان قسم الاحتلال الاحتلال الحرم الابراهيمي واستولى المستوطنون على المزيد من البيوت والاراضي في مدينة الخليل وخاصة البلدة القديمة.

وقال الجعبري:" نطالب الاجهزة الامنية بتوفير الامن في منطقة باب الزاوية والقضاء على المظاهر السلبية، ونحذر من مغبة استمرار اعمال الفوضى في تلك المنطقة المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وعلينا ان نحكم العقل في التعامل مع الامور".

كما أكد المحامي أمجد ابو عصب عضو حركة فتح اقليم وسط الخليل، على أن حركة فتح ستبقى تحافظ على تراب وأمن الوطن المقدس، مشيراً الى أن ما يحدث في الخليل هو جريمة، داعياً جميع مؤسسات الخليل للتكاتف مع اجهزة الامن والوقوف الى جانب سكان وتجار منطقة باب الزاوية.

وقال ابو عصب:" سنقف مع اجهزتنا الامنية وسنكون يداً واحدة، ومن حق المواطنين التعبير عن غضبهم من الاحتلال وعلينا حماية المواطن والخليل والخروج من هذا اللقاء بتوصيات وقرار وطني واحد يخدم أبناء شعبنا".

وفي كلمة القوى الوطنية والسياسية والتي القاها فهمي شاهين، أكد فيها على حساسية الوضع في منطقة باب الزاوية، ويتطلب معالجته الكثير من الحيطة والحذر لأن أي قرار سيتم اتخاذه سينعكس على مستقبل مدينة الخليل ومحافظتها.

كما اقترح شاهين باسم القوى الوطنية والسياسية، نقل القرار للمستوى القيادي الأول في القيادة الفلسطينية مع ابداء وجهات النظر أمامهم ليتحمل الكل مسؤولياته أمام الله والمواطن والوطن.

وقال شاهين: نحن في القوى السياسية والوطنية نأخذ بعين الاعتبار مطالب أهلنا المتمثلة بإنها الاحتلال واعادة النظر في بروتوكول الخليل وإخراج الخليل من دائرة التهويد الاسرائيلي بدل التكيف مع احتياجاته، و علينا رفع قضية باب الزاوية الى قيادات منظمة التحرير الفلسطينية لدراستها والخروج بقرار مع ابداء الرأي والمشورة من قبل أهالي الخليل".

ودعا الحكومة والمؤسسات لوضع خطط لتعزيز صمود المواطنين والتصدي للاحتلال الاسرائيلي وقطعان المستوطنين، مؤكداً على الحق المشروع للتصدي للاحتلال، مضيفاً:" وأي تجاوزات او اشكاليات قد تقع هنا وهناك في النشاطات الوطنية يجب الوقوف عليها ومعالجتها سياسياً وليس أمنياً، والتصدي للاحتلال لا يعني ارهاب وافزاع المواطنين".

وأكد على ان القوى السياسية والوطنية ترفض رفضاً تاماً اي اعتداء أو مساس بالممتلكات العامة وممتلكات المواطنين الخاصة والحاق أية أضرار فيها، حيث يعتبر الاضرار هو اضرار بالمصلحة العامة والخاصة ولا يمكن القبول بأي مبرر أو ادعاء من اية جهة كانت، فالواجب الوطني المسؤول يتطلب العمل ايضاً على تفويت الفرصة على مخططات الاحتلال الهادفة الى تفريغ وسط الخليل وبلدتها القديمة من التواجد الفلسطيني اليومي.

وجدد مطالبة القوى الجهات المختصة من بلدية الخليل وشرطة المدينة باعادة تنظيم العمل التجاري وحركة المرور وتأمين الممتلكات وحرية وأمن جميع المواطنين من أي مساس بها في منطقة باب الزاوية ومحيطها وفقاً للقانون وبما يعزز الوجود الفلسطيني وانسياب الحركة الى البلدة القديمة.

كما تحدث نضال العويوي في كلمة لجنة تجار باب الزاوية عن الاخطار والخسائر التي لحقت بتجار المنطقة، مشيراً الى ان باب الزاوية هي قلب الخليل النابض، ومؤكداً على ان القطاع التجاري هو جزء من القطاعات الاخرى التي تعرضت مصالحها للاخطار وكذلك سكان المنطقة، وتحدث عن بروتوكول الخليل وانعكاساته السلبية على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والامني لمدينة الخليل.

ودعا العويوي لعدم الانجرار وراء الشائعات، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في منطقة باب الزاوية والبلدة القيمة ومدينة الخليل بشكل عام، مؤكداً أن على رجال الشرطة الحفاظ على الامن في منطقة باب الزاوية، منوهاً الى أن عدداً من التجار بدأ بالدخول في شجارات للحفاظ على منطقة باب الزاوية من التهويد ومشدداً على ان حماية المنطقة يجب ان تكون من قبل الشرطة.

كما دعا أحمد بيوض التميمي في كلمته الجميع للوقوف عند مسؤولياته وحماية الخليل مما تتعرض له، داعياً تجار البلدة القديمة والذين اغلقوا ابواب محالهم التجارية لتسليم مفاتيحها الى محافظ الخليل لاعادة تشغيلها، مطالباً بالضرب بيد من حديد على كل متجاوز يهدد أمن الخليل.

كما طالب عدد من المتحدثين في اللقاء بضرورة التفريق بين المقاومة وبين الفئات الأخرى، مشددين على اهمية خروج اللقاء بتوصيات تحافظ على أمن وسلامة المواطن ومدينة الخليل.

وفي كلمة الختام، طالب محافظ الخليل كامل حميد، باطلاق حملة "انقاذ واغاثة البلدة القديمة من الخليل" مشيداً بالتكاتف والتكامل بين أبناء الخليل ودعمهم اللامتناهي لحملة من الخليل الى أهلنا في غزة، وأكد على ان الاجهزة قامت وتقوم بواجبها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى الجميع دعمهم.

وقال المحافظ حميد:" رجال الامن موجودين لخدمة المواطنين والحفاظ على سلامتهم مهما كلفنا الأمر، وهم من أبناء هذا الشعب ووطنيين ولا يجوز أن نتركهم لوحدهم لبعض النزوات الفكرية، ومن يحرض على الأمن فهو خارج عن الصف الوطني، واذا كان هناك اي تجاوز لأي ضابط فسيتم محاسبته وقد قمنا بمحاسبة العديد من الضباط ورجال الامن ولن نتهاون مع أي أحد".

وأضاف محافظ الخليل:" هذا الاجتماع فيه اجماع واضح على اعادة النظر في التعبير عن رأينا ونحفظ باب الزاوية ونحمي البلدة القديمة من التهويد، ونحن جاهزون لتنفيذ أي أمر بغطاء وطني وغطاء من اهل الخليل، ونعد بأننا لن نخذل أي أحد في أي جانب".

وسيصدر عن اللقاء توصيات سيتم الاعلان عنخها لاحقاً بعد تدراسها والموافقة عليها من قبل مؤسسات وشخصيات الخليل الوطنية والاعتبارية ووجهاء العشائر.