|
نتنياهو معزول ومهزوم لكن ربما لن يسقط
نشر بتاريخ: 27/08/2014 ( آخر تحديث: 28/08/2014 الساعة: 12:44 )
بيت لحم - معا - تشير نهاية عملية " الجرف الصامد " التي تلوح في الأفق إلى توقف المعارك العسكرية لصالح تعاظم وارتفاع وتيرة المعارك السياسية رغم انه من السابق لأوانه تقدير حجم ومدى الضرر الذي أصاب نتنياهو في عين الرأي العام الإسرائيلي نتيجة استمرار القتال ضد حماس لفترة طويلة والاكتفاء بالتوصل الى تسوية بدلا عن تحقيق النصر الحاسم حسب تعبير المراسل السياسي والبرلماني لموقع " والله" العبري " عمري نحمياس " في مقالة تحليلية نشرها اليوم " الأربعاء" حملت عنوان " نتنياهو معزول ومهزوم لكن لن يسقط ".
"إذا تم احترام وقف إطلاق النار بشكل كامل وتام هذه المرة خلافا للمرات الـ 11 السابقة وتتوصل الأطراف إلى تسوية تضمن هدوء طويل المدى يمكن حينها لنتنياهو ان يقلص حجم الضرر السياسي خاصة في ظل حقيقة توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في ظروف لم تعط حماس تقريبا أي شيء وكان أي سيناريو مستقبلي اخر من قبيل بناء الميناء والمطار وصولا إلى استئناف إطلاق النار سيقود نتنياهو حتما إلى مواجهة مع "ليبرمان" و"نفتالي بينت" اللذان يتربصان به على كل زاوية. وبغض النظر وفي كل الظروف أنهى نتنياهو العملية العسكرية في ظل ظروف غاية في السوء قياسا بالظرف الذي بدأت فيه العملية حيث خرج بصدع في ثقة اليمين وناخبي اليمين كما تلقت صورته كـ " سيد الأمن " ضربة قوية كما لن يجد احدا يأخذ شعارا " قويا في مواجهة حماس" على محمل الجد في المرة القادمة وفي احسن الاحوال سيشتري الجمهور من نتنياهو شعار " قوي في مواجهة جون كيري " " قال المراسل السياسي لموقع " والله " الالكتروني. وأضاف " من زاوية معينة أكل نتنياهو العصيدة التي طبخها على مدى سنوات عمله السياسي وخلال كل السنوات التي اطلق خلالها الوعود بتدمير وتحجيم وحرق سلطة حماس ونظام حكمها ليترك لدى الجمهور شعورا وإحساسا "حامضا " والجمهور محق بإحساسه بالغبن فحين يتوصل رئيس الوزراء الذي قال طيلة السنوات الماضية بأنه سيعمل على إنهاء حكم حماس إلى تسوية مع منظمة " إرهابية " هو نفسه ساواها مع حركة "داعش " فمن الواضح ان هذا الامر سيترك لدى الجمهور شعورا بالإحباط . في الحقيقة لا يوجد لحماس حلا سحريا ومن المشكوك فيه في هذه المرحلة ان يكون هناك حلا من اصله لا عبر الحل السياسي ولا الحل العسكري وكل محاولة قد يقوم بها الساسة لتسويق "حلول جميلة " لقضايا وأوضاع معقدة في أرجاء العالم سيكون مصيرها الفشل وخيبة الأمل ". ويمكننا التدليل على عمق وحجم ومدى الضائقة السياسية التي يعيشها نتنياهو بقراره عدم عرض اتفاق وقف إطلاق النار على الكابينت للمصادقة عليه " قانونيا هو غير ملزم بذلك "لان الكابينت منحة صلاحية اتخاذ القرار فيما يتعلق بتمديد وقف إطلاق النار لكن من الناحية العملية يمكن القول بان وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه يوم أمس يختلف عن الاتفاقات التي تعلقت بالهدن القصيرة التي شهدها الشهر الماضي وهذه المرة يدور الحديث عن خطوة هامة وجوهرية وذات مغزى تستوجب اتخاذ قرار استراتيجي يقف وزراء الكابينت خلفه ويدافعون عنه ولكن تشير حقيقة اختيار نتنياهو الاختباء وراء ذريعة قانونية ليبرر امتناعه عن طرح الاتفاق على الكابينت خشية ان يفشل في إقناعه بالتصديق على الاتفاق إلى عمق العزلة التي يعيشها داخل الائتلاف الحكومي الذي يقف على رأسه . السؤال الكبير ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ على المدى القريب سيواصل الائتلاف الحكومي العض على شفتيه ويصك على أسنانه لكنه لن يتفكك لان نتنياهو الذي حاز قبل أسبوع على دعم 80% من الجمهور الإسرائيلي وكان بإمكانه أن يتفاخر بالأعجوبة السياسية التي حققها الى الانتظار خاصة وان نسبة التاييد هبطت الى حدود الـ 40% وهو بهذه النسبة لن يسارع الى الذهاب الى صندوق الاقتراع وكذلك " لبيد وليبرمان " يشقان طريقها نحو باب الخروج من الائتلاف فيما نسق وزراء الخارجية والاقتصاد مواقفهم خلال جلسات مغلقة حول أمرين الأول قرروا البقاء في الحكومة والثاني عدم تمكين " الحريديم" من دخول الحكومة كما لا توجد مصلحة لدى يائير لبيد بالخروج من الحكومة قبل ان يمرر قانون " صفر ضريبة مضافة " وقانون الميزانية وهو مصر على تمرير القانونين فيما يمكن لليبرمان من الناحية النظرية ان يتحدى زعامة نتنياهو وان يهاجم طريقة قيادته لعملية " الجرف الصامد " وبالتالي ان يفكك الائتلاف لكن يبدو انه وفي هذه المرحلة غير معني بذلك . الشخص الوحيد صاحب المصلحة في إجراء انتخابات عامة ألان هو " نفتالي بينت" رئيس حزب البيت اليهودي الذي عزز قوته كثيرا خلال الحرب على غزة ويمكن أن تضعه الانتخابات فيما لو جرت ألان في موقع الحزب الثاني من حيث الحجم لكن هناك مشكلة تواجه " بينت" وهي " إذا تسبب ألان بتفكيك الحكومة وذهب الى الانتخابات ومثل أمام الرئيس الإسرائيلي بعد ثلاثة أشهر من الشخصية التي سيوصي الرئيس بتكليفها تشكيل الحكومة الجديدة؟ فاذا قام بكل هذه العملية ليعود قويا بزيادة أربعة أعضاء كنيست الى قائمته لينضم إلى حكومة جديدة برئاسة نتنياهو فان الجمهور سينظر إليه كشخص ذهب إلى الانتخابات لمصالح شخصية ضيقة فقط الامر الذي قد يلحق به الضرر على المدى البعيد . قال وزير كبير في حكومة نتنياهو " لشعب لن يسامح من يتسبب بسقوط الحكومة ألان فنحن ألان في فترة ما بعد الحرب وفي وضع اقتصادي ليس جيدا و سنة ونصف بعد الانتخابات ليست بالوقت المناسب للعودة لانتخابات جديدة " بكلمات اخرى فان ما سيحدث خلال الأسابيع القادمة هو مزيدا من صك الأسنان والمزيد من البيانات والتصريحات السامة والمسمومة لكن دون حركة او بركة . |