|
عقد ندوة بعنوان "السياسات الاعلامية وحرية التعبير أثناء العدوان"
نشر بتاريخ: 29/08/2014 ( آخر تحديث: 29/08/2014 الساعة: 12:02 )
رام الله - معا - عقد مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان، في مقره بمدينة رام الله، ندوة بعنوان "السياسات الاعلامية وحرية التعبير أثناء العدوان على غزة"، بحضور عدد من الإعلاميين والمثقفين وأصحاب الإختصاص.
وفي افتتاحية الندوة، رحب مدير عام المركز د.اياد البرغوثي بالحضور، وأكد أن الاعلام الفلسطيني أكد خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، أهمية كبيرة لا تقل عن تلك التي يضطلع بها المقاوم الفلسطيني، مشيرا الى ان دور الاعلام الفلسطيني سيكون أكثر أهمية عند التوجه الى الجانب القانوني من الصراع وتقديم حكومة الاحتلال الى المحاكم الدولية على الجرائم التي اقترفتها بحق المدنيين العزّل. وأوضح د.البرغوثي أن من راقب الاعلام الفلسطيني خلال العدوان الذي لا زال مستمرا على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لاحظ الانقسام في السياسات لبعض الفضائيات ووسائل الاعلام، إلا أن جوهر ذلك الاعلام كان مهنيا ومناضلا وهدفه ايصال الرواية الفلسطينية الى العالم أجمع. وكان المتحدث الرئيس في الندوة، الكاتب والاعلامي د.حسن عبد الله، الذي أكد أن الاعلام الفلسطيني جاء في المرتبة الثانية بعد المقاوم الفلسطيني، ولا مبالغة إذ قلنا إن دور الاثنين كان في نفس المنزلة، لاسيما وأن الاعلام الفلسطيني استطاع ضحد الرواية الاسرائيلية وتكذيبها ونقل صورة الفلسطيني الى العالم أجمع. وبيّن د.عبد الله ان الاعلام الفلسطيني استطاع من خلال رباعية تمثلت في المقاوم والاعلامي والطبيب والمواطن العادي البسيط رسم الصمود في أوضح تجلياته، وكان جلياً تلاحم المهني والوطني في اداء الاعلام الفلسطيني. واستطرد د.عبد الله، "على الرغم من الدور الكبير الذي اضطلع به الاعلام الفلسطيني الا انه لا يمكننا وضع كل وسائل الاعلام الفلسطيني في نفس الخانة من ناحية النجاح، إذ ان هناك وسائل اعلام نجحت بامتياز ووسائل اعلام كانت اقل نجاحا وأخرى حاولت كل جهدا لكنها لم تصل الى المستوى المطلوب. مشيدا بما اسماه "الاستبسال" الاعلامي في الميدان، الذي لولاه لما تسنى لنا نقل روايتنا الى كل الشعوب الأخرى. وتطرق الاعلامي د.عبد الله الى الفشل الذريع الذي باء به الاعلام الاسرائيلي حيث كانت تفرض عليه رقابة مشددة تحول بينه وبين نقل الصورة كما هي بخاصة وأن الجيش تكبد خسائر جمة خلال عدوانه الاخير على القطاع. واستشهد بمراحل تاريخية سابقة، اثبت خلالها الاعلام الاسرائيلي تخندقه وراء المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، وكان واضحا الارتباط الوثيق بين الطرفين، حيث أن الاعلام الاسرائيلي ينقل الرواية التي تريدها المؤسسة العسكرية وليست الرواية الصحيحة على ارض الواقع. وضرب مثالا حول تخبط الاعلام الاسرائيلي واخفائه للحقائق، حيث أنه وخلال الايام الاولى للعدوان كان يخفي عدد القتلى في صفوف الجيش بل كان يطمسها ولا يتطرق لها، وكان تركيزه فقط بالحديث عن ضرب لمنشآت وقواعد فصائل المقاومة في غزة. وحول الكتّاب الفلسطينيين، أوضح د.عبد الله أن هناك نوعين من الكتاب برزوا خلال العدوان على قطاع غزة، الأول كان مهنيا ووطنيا ولديه التزام واضح تجاه قضيته الوطنية، والنوع الثاني كان يتلوّن حسب المرحلة حيث كان في البداية يطعن بالمقاومة وحينما حققت الاخيرة انجازات على ارض المعركة بدأت وتيرته ونبرته بالحديث تخفت. وقارن المتحدث بين الاعلام الفلسطيني والآخر الاسرائيلي، حيث أكد أن الاخير رسب لعدة اسباب منها، التخندق مع العسكري الاسرائيلي، الرقابة المشددة التي فرضت عليه، وكان مرتبكا غير قادر على مواكبة تطورات العدوان. وعرّج د.حسن عبد الله على الأخطاء التي وقع فيها الاعلام الفلسطيني، موضحا أن هناك اخطاء وقع فيها وكانت غير مقصودة ومن ابرزها (المصطلح)، حيث أن بعض المصطلحات اذا ما تكررت في اعلامنا فإنا تعطي معانٍ أخرى غير الحقيقية. واختتم حديثه بالتأكيد أن الاعلام الفلسطيني سجّل تقدما مهنيا مقارنة بمراحل سابقة من الصراع، كما أنه من الخطأ حصر الاعلامي الفلسطيني بالمراسل التلفزيوني فالمصوّر والتقني هم ايضا يتعرضون للدرجة ذاتها من الخطورة والجازفة، إن لم تكن أكثر، كما أن الاعلام الفلسطيني امتاز بالسرعة في نقل الصورة والخبر. كما أشار ايضا الى ضعف الاعلام الفلسطيني الناطق بلغات أخرى وضرورة معالجة هذه القضية، كذلك ضرورة ابراز القصص الانسانية للمواطنين الفلسطينيين من خلال ايجاد عدد من الصحفيين والباحثين والمتخصصين لتوثيق القصص الانسانية للشهداء وغيرهم، وذلك لكي لا تذهب هذه المعاناة وتُنسى، فهناك الكثير من المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني وكانت مراحل تاريخية ومفصلية، الا انها لم توثق ولم تحفظ في ارشيفنا الوطني مثل نبة العام 1948 وثورة العام 36 والانتفاضة الاولى وتجربة المعتقلين الفلسطينيين، حيث ان هذه المراحل شديدة الاهمية الا ان ما كتب ووثق عنها قليل جدا ولا يذكر. وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش أمام الحضور، الذين شددوا على ضرورة تطوير الاعلام الفلسطيني أكثر مما هو عليه الآن، لاسيما وأن الاعلام والتكنولوجيا باتت الوسائل الاسرع والانجع في نقل روايات الشعوب الى العالم. |