|
صور- ما شوهد في سماء فلسطين والتقطته عدسات الكاميرات
نشر بتاريخ: 30/08/2014 ( آخر تحديث: 31/08/2014 الساعة: 08:43 )
بيت لحم- تقرير معا - تحت وهج الشمس الحارقة دون غطاء من الغيوم الغائبة عن سماء فلسطين، تطير أسراب الطيور المهاجرة في جسد الافق تشق أمواج السماء، ففي كل ربيع وصيف تنطلق مهاجرة في رحلات مختلفة المساحات والاتجاهات بحثا عن قوتها وحريتها.
سماء فلسطين تتوشح بلوحة تشكيلية طائرة تتحرك دونما ترتيب مسبق، في منتصف شهر آب إلى تشرين الأول من كل عام، ففصل الشتاء حل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ما يجبر الطيور إلى الهجرة والبحث عن مصادر غذائية بديلة في النصف الجنوبي الاخر. |294584|مسار هجرة الطيور يمر في فلسطين نظراً لموقعها الجغرافي المتوسط بين القارات، فتزامناً مع هجرتها إلى القارة السمراء، يبدأ هواة تصوير الطبيعة والطيور في فلسطين بالتجهز والتمركز في مواقع وجود الطيور منذ الصباح الباكر يومياً، للفوز بلقطات احترافية والاستمتاع برؤيتها. مدير جمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الاطرش أبدى حماسه وشغعه برصد ومتابعة هذه الهجرة السنوية، تسلح بكاميرته ومنظاره وانطلاق يشق طريق البحث في السماء عن فسيفساء طائرة، حيث يشكّل له هذا الموسم وقتاً ثميناً للاستمتاع بما تحتويه تلك الأسراب من أشكال وأنواع مختلفة من الطيور. |294593|الاطرش أوضح لغرفة تحرير معا أن فلسطين بتضاريسها الطبيعية المتنوعة على موعد كل عام مع أسراب تلك الطيور المهاجرة، التي تعبُر أجوائها، لكن ما يميز هذا العام أنها شوهدت بسماء فلسطين قبل موعد هجرتها، مرجعا السبب في ذلك إلى التغير المناخي الحاصل بالمنطقة وارتفاع درجات الحرارة عن معدلها العام. وبحسب ما قال الاطرش تعد برية القدس محطة استراحة بالنسبة لطيور مهاجرة قطعت مسافات طويلة عبر السهول والجبال والبحار، تلبث في اكنافها اربعة أيام تتغذى على ما تحتضنه ارضها، ومن ثم تستجمع قواها قبل أن يحين موعد الاقلاع من جديد. |294596| لكن السؤال هنا لماذا كل هذا الحرص على متابعة هذه الاسراب، وما الفائدة التي تجنيها فلسطين من عبور الطيور سماءها؟ الاطرش بين لـ معا أن الطيور المهاجرة تعد حلقة ذات أهمية بالغة في التنوع البيولوجي، اضافة الى أهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي للنظم البيئية التي تقع في مسارات هجرتها ومحطات توقفها للتزود بالغذاء أثناء الهجرة ذهاباً وإياباً. |294590| وتساعد الطيور المهاجرة وخاصة الجارحة منها على التخلص من الجيف، والقضاء على يرقات الحشرات التي تضر بالمحاصيل الزراعية، والمساهمة في تلقيح النباتات. اضافة إلى ذلك أكد الاطرش أن عبور سماء فلسطين يجذب تمويلا من المؤسسات العالمية المهتمة بالتنوع الحيوي الى مجتمعنا ومؤسستنا الوطنية من أجل الحفاظ على الطيور المهاجرة. |294595| وفي فلسطين، تهاجر مئات الملايين من الطيور من بحيرة طبريا إلى بلدان أخرى، وتعتبر هذه المنطقة قريبة من الطريق السريع لمسارات هجرة الطيور، إذ تخلق تيارات حرارية تمكن الطيور الجارحة وغيرها من أنواع الطيور على الهجرة من وسط أفريقيا إلى أوروبا. وتصل المسافة التى تقطعها بعض أنواع الطيور فى هجرتها إلى 50 ألف كم فى السنة، بينما يستمر البعض الآخر فى الطيران دونا انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة بلا طعام أو ماء؛ لذلك قبل بدء رحلتها تقوم الطيور بأكل طعام غنى بالدهون مثل حبوب الذرة، استعدادا للرحلة الطويلة. |294597| وتواجه الطيور المهاجرة العديد من التحديات أثناء الهجرة والتنقل بين المواقع حيث انها تتعرض للعديد من الممارسات البشرية التي تهدد وجودها وقد أدت بالفعل إلى انخفاض مقلق في أعداد بعض هذه ألانواع. وتتضمن هذه الممارسات كل من الايقاع بالشرك والقتل (الصيد القانوني وغير القانوني)، والتأثريات السلبية لسوء إدارة النفايات والمكبات، والتأثيرات الناجمة عن التوسع الزراعي واستخدام المبيدات الكيميائية في محاولة لتحسين الإنتاجية على مستوى المزرعة. وهناك نحو 400 نوع من الطيور المهاجرة التي تمر فوق فلسطين منها: البجع- اللقلق- الرهو- الزرزور- النورس- السنونو- الصقر- العقاب- أسود الراس- الذعرة- مالك الحزين- الحدأة وغيرها الكثير. تقرير: أحمد تنوح |294588||294589||294587||294583||294576||294582||294581||294585||294580||294578||294579||294591||294592| |