|
محللون: لا أفق لمواجهة جديدة مع إسرائيل
نشر بتاريخ: 02/09/2014 ( آخر تحديث: 02/09/2014 الساعة: 20:27 )
غزة- معا - أجمع محللون سياسيون على أنه لا ملامح في الأفق لتجدد القتال واندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل، موصين بضرورة بترتيب البيت الفلسطيني وتفعيل جبهة الصراع في الضفة الغربية في المرحلة القادمة، وعدم السماح للاحتلال بالانفراد بفصيل فلسطيني دون البقية.
وأكدوا على ضرورة وضع آليات لمواجهة قرار مجلس الأمن القادم والقاضي بنزع سلاح جيش التحرير الفلسطيني المقاوم، وأن يقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجانب مطالب الفصائل الفلسطينية. جاء ذلك خلال تنظيم معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية حلقة نقاشية بعنوان " قراءة في اتفاق وقف إطلاق النار" بحضور نخبة من المحللين السياسيين في مقر المعهد. وقال طاهر النونو إن انسداد الأفق السياسي في عملية التسوية وإنجاز الفلسطينيين للمصالحة الفلسطينية وعلاقة حماس بالإقليم وخاصة مع مربع الاعتدال وصلت إلى طريق مسدود وعلاقة أبو مازن الهشة بالنظام المصري الجديد ووجود ظهير عربي مساند لإسرائيل دفع إسرائيل نحو خيار شن عدوان على قطاع غزة. وأضاف النونو أن أهداف إسرائيل لشن الحرب على القطاع تتمثل في هدفين الأول اجتثاث المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة بعد خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية، أما الثاني محاول إسرائيل أن تكون جزءاً من المحور الجديد في المنطقة وهذا ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه حين قال:" حماس تعيش في عزلة عالمية تامة، وخاصة من محيطها العربي"، مضيفاً أنه ليست للحركة علاقة سوى بكل من قطر وتركيا وإيران وهم من يقفون إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية. وقلل النونو من نجاح خطوات أبو مازن السياسية خاصة فيما يتعلق بالتوجه نحو الأمم المتحدة لترسيم حدود الدولة الفلسطينية. وفي سياق متصل أوضح المحلل حسن عبدو أن حدوث مركبات جديدة وتشكيل محور جديد على الصعيد الإقليمي والدولي دفع إسرائيل إلى شن عدوان على غزة وهو نفسه المحور الذي لا يسمح بترجمة وتحقيق المطالب الفلسطينية من الناحية السياسية وهذا باعتقادي كان السبب الرئيس لرفضنا كفلسطينيين للحرب منذ البداية. وقال: "لا أتوقع قيام إسرائيل باستئناف القتال مرة أخرى في الوقت الحالي"، حيث إنها تعاني من مقاطعة اقتصادية خانقة وغياب الظهير المؤيد للحرب لها بعد فشلها في عدوانها الأخير على غزة وانشغال إسرائيل في تشكيل لجان تحقيق للقيادة السياسية والعسكرية بتهمة الفشل في تحقيق أهداف الحرب، والمتمثلة بشكل رئيسي في كبح واستئصال المقاومة وقلعها من الجذور، ولكن ذلك لم يحدث ولم يتحقق وبالتالي يعتبر ذلك إنجاز كبير للمقاومة الفلسطينية ومعلم من معالم النصر. ورأى عبدو أن فك الحصار عن قطاع غزة متعلق بشكل العلاقة بين حركتي فتح وحماس، فشكل العلاقة هو من يحدد مستقبل الحصار فإما يرفع الحصار أو يبقى الوضع كما هو الحال عليه على حد قوله. ومن جانب آخر أوضح المحلل حازم قاسم أن هناك جدلاً كبيراً داخل الجانب الإسرائيلي حول الحرب من ناحية الربح والخسارة وهل إسرائيل انتصرت أم لم تنتصر؟ وهل نسمح برفع الحصار عن غزة أم لا؟ وتابع قاسم "إن المشهد الحالي يشبه تماما ًما حدث بعد حرب لبنان عام 2006م"، بالإضافة إلى ذلك فإن إسرائيل تعيش حالة استنزاف عسكرية ومالية، وبالتالي فإن هذه المؤشرات تمنع إسرائيل من خوض جولة عسكرية أخرى على القطاع، لكن إستراتيجية إسرائيل في القتال تسير على مبدأ اقتناص الفرصة المناسبة، وفي المقابل تمتاز المقاومة الفلسطينية بالحكمة في إدارة العدوان. ووصف قاسم موقف الرئيس عباس في الوقت الحالي "بالمتشنج "، وأشار إلى أن تحقيق مسألة مطار وميناء في قطاع غزة مرتبطة بمدى قناعة عباس بهذه المطالب ومدى تحركه لنيلها. وأكد قاسم على ضرورة أن يقف رئيس السلطة محمود عباس بجانب مطالب الفصائل الفلسطينية وأن يتعاطى مع حركة حماس كفصيل سياسي له ثقله فلسطينياً. وفي المقابل لفت المحلل مأمون أبو عامر لواقع ما حدث عسكرياً وسياساً موضحاً أن الخصم كان لديه قدرة هجوم، لكن قدرة التحمل التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني صنعت انتصار المقاومة، وأن حركة حماس كانت تتوقع أن تمتد الحرب لفترة طويلة. ووضع أبو عامر ملاحظاته على أسلوب الرد الفلسطيني فيما يتعلق بالمبادرة المصرية والإستراتيجية التي اتبعتها المقاومة في صدها للعدوان واصفاً المبادرة المصرية "بالفخ" الذي وضع أمام الفصائل الفلسطينية حيث قال:" كان الأجدر في التعامل مع المبادرة المصرية وغيرها بــــــ لا ولكن " وأضاف "أما فيما يتعلق باستراتيجية المقاومة في صد العدوان تمثلت باستراتيجية الجنون الأولي للحرب ولم تتبع التدرج في استخدام القوة أو خوض حرب كلاسيكية مع العدو". واشار إبراهيم المدهون أن إسرائيل لن تقوم بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لأنها تسعى لتثبيت الهدوء دون دفع ثمن باهظ. وأوصى المدهون حركة حماس بالوضوح ونقل التفاصيل وعدم الثقة في الحديث والوعود الشفوية ويجب عليها أن تلملم أوراقها في الوقت الحالي، كما وأكد على أن الحرب قد أثبتت للعالم مدى نجاح حركة حماس بشكل كبير وقد أدرك العالم أن قرار الحرب والسلم بيدها. وأكد حمزة أبو شنب على أنه ليس هناك ملامح في الأفق لتجدد القتال واندلاع مواجهة جديدة، وأشار إلى أنه يجب ترتيب البيت الفلسطيني وتفعيل جبهة الصراع في الضفة الغربية في المرحلة القادمة كما وضح أن المطلوب فلسطينياً عدم السماح للاحتلال بالانفراد بفصيل فلسطيني دون البقية الأخرى. ومن جهته أكد المحلل حسام الدجني على ضرورة وضع آليات لمواجهة قرار مجلس الأمن القادم والذي يقضي بنزع سلاح جيش التحرير الفلسطيني المقاوم وأكد على ضرورة الابتعاد عن المناكفات والتجاذب السياسي في المرحلة القادمة. |