وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خريجة تناشد أهل الخير مساعدتها في تسديد قسطها الأخير

نشر بتاريخ: 06/09/2014 ( آخر تحديث: 06/09/2014 الساعة: 22:38 )
سلفيت- معا - إستقبلتنا بإبتسامة مفتعلة على شفتيها والحزن يملأ عينيها وكأنها تحمل جبلا مثقلا بالثلوج التي تنتظر حرارة الشمس حتى تبدأ بالذوبان وتنهمر بغزارة..لأخذ دموعها في الانهمار عندما وجهنا لها سؤالا "كيف حالك" وتزداد دموعها علها تشفي غليلها وحرقة حرمانها وفقرها قليلا .. تمسك وسادة "الكنبه" وتضمها بقوة الى صدرها ..لترد الطالبة الجامعية "سهى " من احدى قرى محافظة نابلس "الحمد لله".

وبكلمات متقطعة تواصل "سهى " حديثها بألم ووجع الفقر الذي جعل منها ومن أسرتها عاجزة امام توفير احتياجاتهم، قائلة":من يوم ما فتحت عيني على الحياة ونحن نعيش في الفقر، كان والدي وهو على قيد الحياة يوفر لنا بعض الاحتياجات وليست كلها، كنا نقتصد بإستخدام كل شيء حتى بالاكل ، فكنا نطبخ في الاسبوع فقط يوم الجمعة وكانت طبختنا صغيرة تكفي فقط لسد جوعنا في تلك اللحظات،صمتت لتبدأ دموعها هي من تتحدث عن واقعها، دقائق لتعود لمواصلة حديثها بنبرة صوتها الحزين قائلة": نعيش انا وامي واخي وعمره 18 عام في غرفة قديمه كلها رطوبة لا نستطيع تقبل رائحتها ،ولا يوجد حمام ولا مطبخ، نجلي على الارض بإبريق" اضافة الى ذلك ان هذه الغرفة ليست ملكا لنا جدتي والدة امي أعطتنا اياها لنسكن فيها بعد زواج والدي رحمة الله عليه،مرة اخرى على والدتي،ومن يومها ولم نجد من يصرف علينا،فعملت والدتي في مواسم الزراعة كالزيتون مع الناس من اجل توفير احتياجاتنا، وكان ذلك مقابل صحتها فهي الآن تعاني من امراض والم بأرجلها، فبسبب الوجع لا تعرف النوم، ولعدم توفر المال لم تذهب الى الطبيب لاعطاءها الدواء، وها هي صابرة على ألمها،كانت تريد لي ولأخي مستقبلا كباقي البشر ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".

أجهشت بالبكاء لتواصل كلماتها بحرقة والم وقهر قائلة":كبرت والفقر يكبر معي ،وبالرغم من هذه الظروف نجحت في الثانوية العامة فكانت امي تشجعني على النجاح من أجل اكمال تعليمي الجامعي علني أكون السند لها ولاخي بعد التخرج، ولكن لا امنيات وسط الفقر، اما ان لا تتحقق او تتحقق بصعوبة بعد أن ترى نجوم الليل وسط وضح النهار،وهذا ما حدث معي، فبعد نجاحي في الثانوية اصرت والدتي على التحاقي بالجامعة فقررت الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة لان تكلفة التدريس فيها اقل الجامعات، فتبرع عمي بدفع قسطي، وبعدها قررت أن ابحث عن عمل الى ان وجدت عملا ، ولكن اي عمل لصبية بعمري وطالبة جامعية ،عملت مراسة في احدى المؤسسات لا اريد ذكر اسمها، تحملت كل شيء الى ان فاض بي التحمل، فقررت ترك عملي،وعند اقتراب كل فصل دراسي يكون الهم كيف سأدبر القسط، وكان من يعرف بوضعنا الاقتصادي كان يقدم لي ويساعدني ، وهذا كان صعب علي ولكن املي يبقى بأن اتخرج واعمل لكي احسن من وضعنا الاقتصادي وأوفر لوالدتي العلاج وما نحتاجه كأسرة،اما أخي الوحيد، انهى تعليمه الثانوي خلال هذا العام ولم يلتحق بالدراسة وهو يبحث عن عمل ولكنه لم يجد احدا ليشغله معه".

هدوء وصمت خيم على المكان ،دقائق وتعود سهى لمواصلة حديثها بنبرة صوتها الخجل قائلة": الله وحده هو العالم بظروفنا الصعبة ،وما بنحب نشكيها لأي أحد ،ما بحب أرى الشفقة في عيون الناس،أجهشت بالبكاء لتختلط نبرة صوتها بدموعها لتضيف":لا اذهب لحظور محاضراتي الا بالمناسبات عندما يتوفر لي اجرة التنقل، من قبل عمي عندما يأتي لزيارتنا كل فترة،ولا اخبر صديقاتي عن موعد حضوري للجامعة ،أفضل الهروب منهن لكي لا اقع بالاحراج عند جلوسنا بالكافتيريا لانه لا يتوفر معي ثمن فنجان القهوة فما بالك بسندويش وعصير؟، وتواصل: "حتى اللباس وهو عبارة عن جلباب أخذه من جارتي عند ذهابي الى الجامعة، القندرة التي البسها الها عندي سنتين، عادي بلبسها لاني متعودة على الفقر والحاجة ،ولم يقف الحال عند هذا الحد، قالتها والدموع تملأ وجنتيها، وما جبرني على التحدث معك اغلاق جميع الابواب بوجهي ولم أجد من يساعدني في تسديد آخر قسط لي في الجامعة، فكان أملي بأن يوفر لي المبلغ عمي فكان رده عندما طلبت منه مساعدتي، لا يتوفر معه حاليا ولديه عائلته، ليبقى أملي بالله اولا وبأهل الخير ثانيا مساعدتي في توفير قسطي الجامعي الاخير والذي يقدر ب 300 دينار اردني فعلني أجد ما يساعدني قبل فوات الآوان".