وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استقراء رؤى وتصورات للقضايا الرئيسية ما بعد الحرب على غزة

نشر بتاريخ: 07/09/2014 ( آخر تحديث: 07/09/2014 الساعة: 14:03 )
بيت لحم- معا - سعيًا منه للحصول على رؤى وقراءات النخبة فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة والمستقبلية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، أجرى المركز المعاصر للدراسات وتحليل السياسات (مداد) استقراءً لشريحة من النخبة الفلسطينية بلغت 22 شخصية (ناشطون ومحللون سياسيون، أكاديميون، نواب في المجلس التشريعي) موزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك في الفترة ما بين 31/8 وحتى 2/9/2014 وهذا هو الاستقراء الخامس الذي يجريه المركز ضمن سلسلة استقراءات للنخبة الفلسطينية في قضايا عدة.

وطرح مركز (مداد) على النخبة المستقرأة آراؤهم الأسئلة التالية:
1- كيف أثرت الحرب في رؤى وتصورات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية تجاه المقاومة؟
2- كيف ستنعكس الحرب على مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؟
3- هل تعتقد أن هناك مخاوف على الوحدة الوطنية؟ وما هي؟
4- هناك إقرار بضرورة تقوية حكومة الوفاق الوطني، كيف يمكن أن يتم ذلك ؟

وبالاطلاع على نتائج الاستقراء جاءت آراء النخبة الفلسطينية على النحو التالي:

أولًا: الرؤى تجاه المقاومة

اتفقت غالبية النخبة الفلسطينية المستطلع رأيها أنه من الناحية النظرية ارتفعت وتيرة النظرة إلى المقاومة، وأن المستقبل سيكون للمقاومة بكافة أشكالها، وأن المقاومة السلمية والشعبية هي شكل المقاومة السائد في المرحلة الحالية، متمثلا بالمسيرات والمواجهات المستمرة بين المواطنين وقوات الاحتلال عند النقاط الساخنة كالحواجز ومناطق الجدار والمستوطنات، وفي الوقت نفسه لا يمكن الاستغناء عن الأشكال الأخرى بما فيها المقاومة المسلّحة وأن هذا الخيار بات مطروحًا بقوة في الشارع الفلسطيني، نظرًا لعدة عوامل، منها:

1- التفاف الشعب بكل مكوناته حول المقاومة الفلسطينية في غزة خلال الحرب.
2- التأييد الشعبي للمفاوضات المدعومة بالمقاومة كخيار جديد لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، وإدراك أن المفاوضات وحدها لن تكفي لانتزاع الحقوق.
إلا أن الغالبية كذلك اعتبرت أن هناك مجموعة من المعيقات في الضفة الغربية في المرحلة الحالية، وتضعف خيارات الشعب الفلسطيني ومن أبرزها:
1- الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الضفة الغربية في المرحلة الراهنة، والتي تشكل عائقًا أمام أي حراك مجتمعي.
2- غياب التوافق السياسي الوطني الشامل، مما يعيق ضمان أي شكل من أشكال العمل المنظم، سواء كان مقاومة شعبية، أو سلمية أو أي شكل آخر.

ثانيًا: مستقبل المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية

وعند سؤال النخبة الفلسطينية عن مستقبل المفاوضات إن كانت ستستمر بالطريقة نفسها، أم أن النهج التفاوضي سيتغير في المرحلة المقبلة، كانت رؤى وتصورات النخبة كالآتي:

غالبية الشريحة المستقرأة رأت أن المفاوض سيستفيد من تجربة الوفد الفلسطيني المشترك في مفاوضات القاهرة، وما تلا الحرب على غزة من متغيرات في العملية التفاوضية، وهذا سيفتح أمام المفاوض الفلسطيني استخدام العديد من المتغيرات ومنها:

1- استخدام خيار المقاومة كورقة جديدة في التفاوض مع الاحتلال بصفتها ورقة داعمة للعملية السياسية.
2- فتح باب جديد على المجتمع الدولي ومواجهة إسرائيل من خلال المنظمات والمحاكم الدولية.
3- ضم المفاوض الفلسطيني للاعبين إقليميين جدد للضغط باتجاه التسوية مع الجانب الإسرائيلي.
4- اصطفاف الرأي العام العالمي مع الفلسطينيين بعد الحرب، سيذهب باتجاه التغيير في المفاوضات لصالح الجانب الفلسطيني مما يشكل إحراجًا لإسرائيل نحو الجدية في المفاوضات.

إلا أن نسبة قليلة من المستَقرئين رأت أن نهج المفاوضات لن يتغير عما قبل الحرب على غزة، وذلك لأسباب منها:

1- الضغط الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني، بحيث لا يصبح أمام القيادة الفلسطينية سوى الذهاب للمفاوضات ضمن شروط إسرائيل وهيمنتها.
2- غياب الإجماع الوطني الفلسطيني تجاه نهج المفاوضات وسياستها المستقبلية، وعدم وجود برنامج موحد يضم كافة القوى والفصائل للذهاب إلى مفاوضات من نوع جديد.

ثالثًا: مستقبل الوحدة الوطنية

على الرغم من تأكيد الغالبية العظمى على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية قطعت شوطا كبيرًا، وتجاوزت العديد من الإشكاليات السابقة، من خلال تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وكذلك الوفد الفلسطيني المشترك، إلا أنه ما زالت هناك مخاوف على مستقبل الوحدة الوطنية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وتتجسد المخاوف بالأمور الآتية:

1- عدم الاتفاق على برنامج سياسي وطني موحد يضم كافة الأطر والفصائل.
2-ارتفاع حدّة الفصل الإداري بين الضفة والقطاع، وصعوبة التوصل الى حلول سريعة بهذا الخصوص.
3- عودة التراشق الإعلامي والمناكفات بين الفصيلين الأكبر "فتح" و"حماس" بعد الحرب على غزة.
4- التدخلات الخارجية التي ما زالت تعارض أي تطور في مسار الوحدة الوطنية .
5- عدم اكتمال مسيرة التغيير المؤسساتي في النظام السياسي الفلسطيني لغاية يومنا هذا، ليتوج الوحدة المؤسساتية .


رابعًا: حكومة الوفاق الوطني

اعتبرت نسبة كبيرة من المستطلعة آراؤهم، أن حكومة الوفاق الوطني تعتبر خطوة مهمة في مسيرة الوحدة الوطنية، ولذا يجب العمل على تدعيمها، وتقويتها، وتعزيز دورها وذلك من خلال:


1- استمرار الحوار بين الفصائل وعلى رأسها فتح وحماس، وانعقاد دائم للجسم القيادي الممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ليشكل الغطاء السياسي الداعم لحكومة الوفاق الوطني.
2- تفعيل برنامج الحكومة القائم أصلا على إعمار قطاع غزة، والشروع في الانتخابات، حيث أنه بعد الحرب زادت أهمية هذا البرنامج.
3- تشكيل وزارة أو هيئة داخل الحكومة وظيفتها إعمار قطاع غزة وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
4- العمل على ربط الضفة الغربية بقطاع غزة لتسهيل مهام عمل حكومة الوفاق وتقوية أدائها وهذا يتطلب إلزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في أوسلو من تسهيل الحركة بين الضفة والقطاع.

إلا أن نسبة قليلة من النخبة رأت أن يتم تغيير الحكومة في المرحلة المقبلة، مع طرح فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وشمولية حكومة الوحدة الوطنية على وزراء من كافة الحركات السياسية مما يضمن الوصول لقرارات وحدوية ويضمن تمثيل كافة ألوان الطيف السياسي في صناعة القرارات.