وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحتلال حرم الشهيد الفتى محمد سنقرط من تحقيق حلمه

نشر بتاريخ: 10/09/2014 ( آخر تحديث: 10/09/2014 الساعة: 23:03 )
القدس- معا - صلاة العشاء وشراء الخبز والتحضير للعام الدراسي الجديد..كانت آخر خطوات الشهيد محمد سنقرط "16 عاماً" قبل أن تعاجله رصاصة مطاطية إصابته في رأسه، لتنهي مشوار حياته ولتفتح باب الغضب على الاحتلال في القدس.

أثناء تلقيه العلاج في المستشفى أو بالأحرى أثناء اسبوع وداعه الحياة الدنيا..كانت والدته تجلس الى جواره تقرأ القرآن وتردد الأدعية التي تخفف عن نجلها وعقارب الساعة لا تتحرك، بل تحركت صور آخر يوم في حياته كحلم ستبقى تذكره للأبد.

أسبوع في المستشفى..لحظات عصيبة

وفي لقاء مع والدة الشهيد سنقرط كانت الدموع لم يجف بعد على ولدها ذي ال16 ربيعاً، فهي لم تتخيل يوماً ان تكون أماً لشهيد، لكنها تفخر بذلك وتقول ":لقد مر علي الأسبوع الماضي (أسبوع مكوثه بالمستشفى) كالحلم... حتى اليوم لست مستوعبة ما حدث لنا..الاصابة ثم النقل الى المستشفى، عملية جراحية، وفاته سريرياً، حتى الاعلان حتى استشهاده وتشريحه ودفنه، هي أحداث كثيرة، لكن أصعب اللحظات التي مرت علي هو الوقت منذ الاعلان عن استشهاده حتى دفنه، لقد ارتحت عندما ودعته ليوارى الثرى مطمئناً في مدينة القدس".

وسام فخر..

والدته التي تجلس في أحدى زوايا منزلها المتواضع في حي وادي الجوز بالقدس، تتلفت حولها بين الحين والآخر لتنظر الى صورة محمد المعلقة تارة والى الزاوية التي كان ينام فيها محمد تارة اخرى وتقول :"لقب والدة الشهيد هو وسام فخر، لم أتوقع في يوم من الأيام ان أكون والدة لشهيد وأن احمل هذا اللقب".

تفاصيل اليوم الأخير..صلاة العشاء والخبز والتحضير للمدرسة

وتذكر ام محمد تفاصيل يوم 31-8-2014 منذ الصباح حتى المساء، وتسترجاع الساعات في هذا اليوم التي بها ذكرياتها الاخيرة مع محمد وتقول :"يومها لم يأكل محمد سوى كعكة وكاس عصير وتفاحة في الصباح الباكر... وفي الليل كنت اجهز طعام العشاء، أما محمد الذي كان جائعا خرج لاداء صلاة العشاء في مسجد عابدين القريب من منزلنا ولشراء الخبز لنتاول الطعام سويا، كان يريد الراحة في المنزل والنوم مبكرا ليذهب في صباح اليوم التالي الى مدرسته ليبدء عامه الدراسي الاول بنشاط وأمل".

وتذكر والدة الشهيد تحضيرات محمد لمستلزمات المدرسة وقالت:" ذهبنا سويا وقام بشراء الحقيبة والاقلام واللوازم المدرسية.. وملابس المدرسة، لم يلمس اغراضه وبقيت جديدة."

محمد 16 عاما في الصف 11 بمدرسة الرشيدية، كان يحلم بأكمال دراسته ووعد عائلته بالاجتهاد هذا العام... حلم بالتخرج واصر قبل شهر ارتداء ملابس التخرج الخاصة بأحد اقاربه... فكان حلمه ارتداء (الروب والقبعة)... لكن رصاصة قاتلة اصابته وحرمته من تحقيق حلمه ليرتقى شهيدا في السابع من أيلول.

نظرات الوداع..

من ناحيتها قالت الوالدة عن حادثة اصابته :"محمد خرج ولم يعد الى البيت الا محملا على الأكتاف، لم يحضر الخبز.. ولم انهي إعداد طعام العشاء، فقد جاء أحد اطفال الجيران ليخبرني بأن محمد أصيب، فتركت المطبخ وخرجت مسرعة الى الشارع لأجد محمد ملقى على الارض وفاقدا للوعي ويتقيأ دماً.. وحينها قرأت له آية الكرسي".

وما بين وقت الاصابة ووقت الاستشهاد لم تترك الوالدة فلذة كبدها يوماً، فكانت تجلس ساعات وساعات في المستشفى للاطمئنان عليه، ويوم استشهاده اصرت جدته ووالدته وشقيقته وعمته ان يزوروا محمد في المستشفى، وفور وصولهم الى المستشفى اسرعت والدته الى غرفة العناية المكثفة حيث يمكث محمد وتقول :"رأيت محمد فقرأت له دعاء الميت لتخفيف وحدته ثم خرجت للاطمئنان على طفلتي، ولدى عودتي قرأت له سورة ياسين وخلالها صعدت روح محمد الى خالقها وارتقى شهيدا، فالاجهزة الطبية أطلقت صافرتها، كنت ادعو من الله ان يختار لمحمد الخير له، والله تعالى اختار لمحمد الشهادة".

جدته : نكذب الادعاء الاسرائيلي بأن محمد شارك بالمواجهات

جدته التي وصفت محمد بـ(الولد المدلل) كان يرافقها دائما الى المستشفى وكان يحب مساعدة الكبار واللعب مع الأطفال، وتضيف :"كان محمد يحرص على التواجد عندنا لمساعدتي ومساعدة جده".

وتقول :"اصيب محمد لحظة محادثته عمته في عمان وكان قد حدثني قبلها، فيوم اصابته كنت في عمان، محمد لم يكن مشاركاً في أي مواجهات ونرفض هذه الاتهامات..وكان قد خرج بـ(البابوج) وهذا دليل اخر انه لم يكن مشاركاً في المواجهات بالمنطقة، بل ان القوات قامت باقتحام الحارة واستهداف الشبان".

المطالبة بالتحقيق..

وتطالب عائلة الشهيد محمد سنقرط بالتحقيق في ظروف استشهاده، خاصة انه لم يكن مشاركاً في المواجهات، انما كان يتحدث بالهاتف متوجها لأداء صلاة العشاء قرب منزله.

يذكر أن للشهيد محمد اخوين واختين اكبرهم 18 عاما واصغرهم 4 سنوات.