وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 13/09/2014 ( آخر تحديث: 13/09/2014 الساعة: 19:02 )
بقلم : صادق الخضور

قبل انطلاق الدوري، جاءت مباراة السوبر، وانتهت بفوز هلالي، ومن هنا نبارك للهلال الذي يواصل حصد الألقاب تباعا، ونتساءل عمّا حلّ بفريق أبناء الواد بطل الدوري

السوبر: ملاحظات وتنويهات
نتوقّف في عجالة عند بعض الملاحظات المرتبطة بمباراة السوبر، وهي ترتبط في جزء منها بملاحظات عامة:
• إنجازات الهلال ترتبط بتكامل المنظومة، ثمّة من يقول الفريق يمتلك لاعبين مميزين لكن هذا وحده ليس كافيا، فوجود البدلاء الجاهزين، والحضور الإداري الفاعل، واللجنة الرياضية التي تعمل بمهنية، ووجود مدرب قدير بحجم سمير عيسى، وبقاء الجمهور الوفي وفيّا بدليل أن أعداد جماهير الهلال تكاد تكون من بين القلّة القليلة التي حافظت على حجمها وحضورها من بين الفرق كلها... أسباب وجيهة لتحقيق ما تحقّق.
• يتحدّث البعض عن تأثير أشرف نعمان على الترجي، صحيح أن أشرف ترك الفريق، وقد يكون هذا مبررا مقنعا لتراجع الحاسة التهديفية والنجاعة الهجومية للفريق، لكن ومن باب الحرص على مستقبل فريق البطولات والألقاب، نسأل:

هل أخذ أشرف معه النجاعة الدفاعية؟
وهل خروج أشرف هو سبب تراجع اللياقة البدنية؟
وهل خروج أشرف سبب المبالغة في كثرة الأخطاء؟

أسئلة هي بيت القصيد، والمنطق يقول إن خروج أشرف نعمان يجب أن يكون حافزا ليبذل اللاعبون الآخرون جهدا مضاعفا لا سببا للتراجع، وهذا مرتبط بأسباب ثلاثة؛

أولها: الحفاظ على هيبة أبناء الواد.
وثانيها: سدّ الفراغ الحاصل.
وثالثها: لإبراز لاعبين جدد بمستوى أشرف نعمان، فالفريق الذي قدّم أشرف نعمان سفيرا للإبداع الكروي مطالب بإبراز وجوه جديدة، وعذرا لأبناء ترجّي الواد على هذه المكاشفة النابعة من باب الحرص، وبإمكان الفريق الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بإبداعه وإنجازاته أن يعود، لكن بشروط أعتقد أن القائمين على النادي أدرى بها.

• دور المدرب سمير عيسى في حصد اللقب كان واضحا، فلاعبان بديلان يسجلّان، والفريق لم يستعجل التسجيل في الشوط الأول وهذا نابع من توجيهات مدرّب لا يساورنا الشكّ لحظة في أنه جسّد حقيقة أن الشوط الثاني شوط المدربين، وكان الاندفاع في نهاية الشوط الثاني مدروسا وبعد تقييم وضع المنافس بدنيا، ثم إن بروز اللاعب فادي مسجّل الهدف الثاني كان نتاج عمل ممنهج لأداء اللاعب في المباريات السابقة، ومما لا شكّ فيه أن سمير عيسى برهن من جديد أنه مدرّب من طينة الكبار، فامتلاك محموعة كبيرة من اللاعبين لا يكفي لتحقيق الإنجاز والأهم هو توظيفهم، وهذا ما كان.

• حالة غير انضباطية ظهرت على فترات على خطوط الملعب، وهذه نقطة يجدر التنويه لها قبل بدء الدوري، فانضباط الاحتياطيين والإداريين لا يقل أهمية عن انضباط اللاعبين، وجميعنا نتذكّر آلية تعامل الحكم والاتحاد الإسباني مع مدرّب أتلتيكو مدريد في مباراته الأخيرة مع الريال.
من جديد، مبارك للهلال، وحظا أوفر لأبناء ترجي واد النيص، وقد برهن أبناء الترجّي حتى وقت متأخر من عمر المباراة رغم الخسارة أنهم يمتلكون خبرة التعامل مع المباريات الكبيرة لكن الخبرة وحدها لا تكفي.

|280366|
شكرا كابتن جمال محمود
فصل جديد من شكل العلاقة التي تربط الكابتن القدير جمال محمود بالمنتخب الوطني، هذا هو الوصف الأنسب لما آل إليه الحال، فالحديث عن استقالة أو انتهاء علاقة ليس وصفا دقيقا، لأن ما قدمّه الكابتن جمال يجعل هذه العلاقة متجذّرة، ولا يمكن لأيّ كان أن ينكر ما قدمّه الرجل من عمل نوعي وإنجازات كان محطّ تقدير الأسرة الرياضية وفي طليعتها اللواء جبريل الرجوب الذي أشاد مرارا وتكرارا بما قدمّه المدرب محمود.

جمال محمود.. جالب لقب بطولة التحدّي ومعها جواز المرور إلى التواجد بين كبار آسيا، ولذا تأتي الإشادة به من باب ردّ الجميل، وهو الذي كانت له بصمات قبل ذلك في اعتلاء هلال القدس منصّات التتويج.

شكرا جمال محمود ولك كل التمنيات بالتوفيق في المرحلة القادمة، ونأمل أن يتواصل البناء على ما تحقق لظهور طيّب لمنتخبنا الوطني في نهائيات آسيا مطلع العام القادم، وكما نتمنى لك التوفيق نتمنّى لخليفتك في قيادة المنتخب كل التوفيق.

نعم..فصل جديد من العلاقة مع أركان المنظومة الكروية، فجمال محمود وثيق الصلة باللاعبين وبالإداريين وبالجماهير لكل الأندية، وانتهاء عمله كمدرّب للمنتخب الوطني لا ينهي العلاقة الوطيدة مع الجميع، وسيبقى مشهد نهائي التحدّي والاحتفالات التي رافقت الفوز باللقب ماثلا في ذاكرة الجميع، وواثقون من أن جمال محمود من ناحيته يتمنّى لخليفته النجاح.
شكرا جمال محمود ..هذا أقل ما يمكن تقديمه لمن اجتهد ليقدّم كل ما يمكن تقديمه.