وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مع انطلاق العام الدراسي ...طلبة غزة مصدومين وخائفين

نشر بتاريخ: 14/09/2014 ( آخر تحديث: 15/09/2014 الساعة: 09:44 )
غزة- تقرير معا- في اليوم الأول لبدء العام الدراسي أجمع مرشدون نفسيون وجود طلبة لا زالت عليهم آثار العدوان التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من يوليو الماضي والتي استمرت 51 يوما.

وأكد المرشدون في حديث لمراسل "معا" أن هناك طلبة يعانون من الصدمة والخوف وبحاجة الى تدخل سريع للعودة الى ما كانوا عليه قبل اندلاع الحرب.
وتوجه اليوم الأحد حوالي نصف مليون طالب وطالبة من قطاع غزة الى مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الأونروا بعدة تأخر نحو 3 أسابيع بسبب الحرب.

محمد الحواجري مرشد نفسي في مدرسة شهداء الزيتون الثانوية "أ" للبنين يقول:" تم استقبال الطلبة اليوم في بداية العام الدراسي رغم المعاناة والألم خلال فترة الحرب هناك آثار نفسية وبعض الحالات بحاجة للدعم والعلاج النفسي بسبب فقدان ذويهم وأشقائهم وأقاربهم وأصدقائهم وزملائهم وهناك بعض الحالات بحاجة لتدخل نفسي سريع"، مشيرا إلى جمع بيانات عدد من الحالات للتعامل معها وتم وضع خطط إرشادية ونفسية للتخفيف من المعاناة قدر المستطاع والوصول الى حالة من التكيف.

ويضيف :" اليوم تم تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخاصة بالدعم النفسي من خلال التفريع النفسي مع الطلبة من خلال التعبير الحر عن المعاناة والآلام والمشاعر والأفكار بطريقة الرسم والكتابة وغيرها من الطرق.

وأوضح الحواجري وجود الكثير من الخطط والاستراتيجيات سوف يتم التعامل معها خلال الأيام القادمة، مؤكدا هناك طلبة مصدومين من آثار الحرب مثل الطلبة الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم تم وضع مجموعة من الخطط للتعامل معهم.

وتابع :" الطلبة لديهم القدرة على التأقلم من جديد رغم حالة الصدمة والألم والجراح والآثار السلبية سوف يتم التغلب عليها من خلال التعلم".
أما جبر ثابت من مركز فلسطين للصدمة يشير إلى أن عملهم بالتنسيق مع وكالة الغوث لتنفيذ أنشطة جماعية الأطفال لتساعدهم للتغلب على الصعوبات والمشاكل التي واجهوها خلال الحرب.

ويقول :"اليوم كنا موجودين في مدرسة الدرج الابتدائية هناك حالة من الخوف لدى بعض الطلبة ولكن مع الأنشطة هناك استجابة كما أن الأمر بحاجة لتدخل فردي من قبل المرشدين بالوكالة الذين سيكونوا مع الطلبة على مدار العام".

يذكر أن الأونروا قامت على تدريب المعلمين في مدارسها في غزة والبالغ عددهم 7,800 معلما للتعامل مع الأطفال الذين قد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وأكثر قدرة على توقع السلوكيات المحتملة والمرتبطة بهذا الاضطراب، إضافة إلى قدرتهم على تقديم الدعم للأطفال من خلال الأنشطة الترفيهية، كما سيُمكن التدريب المعلمين من تحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى الإحالة إلى الإخصائيين النفسيين.

كما يشار الى ان وزارة التربية والتعليم في غزة دربت 11 ألف معلم ومعلمة على نوعين من البرامج التدريبية وهما الدعم النفسي والدعم الأكاديمي، وذلك للتعامل مع الطلبة بشكل سليم والتخفيف عنهم وتخليصهم مما أصابهم من حالات نفسية بعد العدوان على قطاع غزة خلال الشهرين الماضيين.

بدورة قال خالد أبو فضة نائب مدير عام الارشاد بوزارة التعليم :” إنه تم تدريب 184 مشرف تربوي و405 مرشد تربوي و397 مدير مدرسة و397 منسق للصحة المدرسية على أساليب حديثة في مجال التدخل والدعم النفسي، كما تم نقل هذه الخبرات للمعلمين للاستفادة منها خلال العملية التعليمية.

وأكد أبو فضة أن الطواقم العاملة ستبذل مختلف الجهود من أجل التخفيف عن الطلبة العاديين وحتى الطلبة المصابين حيث ستصل فرق الوزارة إلى الطلبة المصابين في المستشفيات وفي بيوتهم لتقديم الدعم النفسي لهم، مؤكداً أنه سيتم حصر الحالات التي لا تستجيب للتدخل من أجل التعامل معها بشكل أعمق في العلاج، مبيناً أن الوزارة تنسق وتواصل مع عدة مؤسسات لصالح هذا الأمر، كما ستفعل الوزارة من دورها في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة طيلة العام الدراسي.