وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هكذا ستؤثر حرب غزة على معدل الأمطار في الشتاء المقبل

نشر بتاريخ: 15/09/2014 ( آخر تحديث: 16/09/2014 الساعة: 10:36 )
بيت لحم- تقرير معا - ينتظر الناس بعد عدة شهور أن يطرق فصل الشتاء الأبواب حاملاً معه الخيرات من الأمطار والثلوج، في وقت يتوقع فيه خبراء ومختصون أن يكون هذا الشتاء مغايرا عن المواسم الماضية.

فبعد خوض إسرائيل حرباً ضروس ضد قطاع غزة، قذفت خلالها آلتها الحربية بالقذائف والصواريخ على مناطق متفرقة من القطاع، مخلفة وراءها غازات وانبعاثات كيماوية جراء انفجارها، إضافة إلى ذرات من الغبار جراء هدم المنازل، لتتصاعد إلى السماء وتستقر في الغلاف الجوي.

مؤخراً، ترددت تساؤلات وتوقعات كثيرة حول تأثير هذه الحرب على معدل الأمطار نحو الازدياد في الشتاء المقبل. فما كان من وكالة معا إلا متابعة الموضوع والخوض في تفسيرات علمية وتوقعات جوية حول ماهية التأثير الذي ممكن أن تتركه أثار الحرب على الشتاء.
|296400|
وفي هذا الخصوص، أوضح البرفسور محمد أبو صفط استاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة النجاح أن فصول الشتاء التي قدمت في أعقاب الحروب بالمنطقة، كان منسوب هطول الامطار فيها مرتفعاً.

وأضاف أبو صفط في حديثه لـغـرفـة تـحـريـر معا أن السبب في زيادة في هطول الأمطار انبعاث كميات ضخمة من المواد الكيماوية من القذائف والطائرات الحربية تزرع في الغلاف الجوي، ينتج عنها سلسلة من ردود الفعل الجوية.

وقال إن الغازات المنبعثة والغبار الناتج تشكل "نوى التكاثف" التي تعد جزءا من الدقائق المعلقة في الهواء الجوي التي تذوب في الماء، وهي المسؤولة الرئيسية عن تكون النقط المائي في السحابة، وبالتالي زيادتها في الجو يزيد من فرص تشكل قطرات المطر.
|296404|
وأشار البرفسور صفط إلى أن تقلبات مناخية تحدث على مستوى الكرة الأرضية نتيجة وجود غازات حارة تبقى تشع حرارة في جو الأرض، ما يزيد من قدرة الهواء على استيعاب بخار الماء، ومع وجود نوى التكاثف يحدث هطول المطر.

واستذكر البرفسور حرب الخليج عام 1991 وما تبعها من شتاء غير مسبوق بحيث تجاوزت كمية الأمطار الهاطلة معدلاتها السنوية.

أما الراصد الجوي الإسرائيلي "أوري باتس" فيعتقد أنه وبناءا على المعطيات الحالية، من المحتمل جدًا أن يكون معدل الأمطار في المنطقة المحيطة في غزة، وأيضًا في قطاع غزة نفسها، عالياً أكثر من المعدل في أعقاب الحرب.

وذكر "باتس" أن البالغين من الناس الذين عاشوا في الثمانينات في لبنان، تحدثوا عن أن الشتاء الذي عايشوه في سنة 1983 كان شتاء لم يصادفوا مثله من قبل.
|296401|
المهندس يوسف أبو اسعد مدير عام الارصاد الجوية الفلسطينية كان له رأي مختلف في هذا الموضوع، فقال لـغـرفـة تـحـريـر معا إنه لا يوجد أثر مباشر للحرب على معدل الهطول المطري في الشتاء المقبل، بحسب ما يتوقع.

ويعتقد أن الغبار المتطاير نتيجة القصف الاسرائيلي حركته الرياح لمناطق بعيدة وجزء أخر منه سقط على الأرض ما يؤشر لعدم استقراره في الغلاف الجوي وبالتالي عدم حدوث عملية تكاثف النوى.

وأضاف أبو اسعد أن الحرب على غزة كانت في شهر أب أي بفصل الصيف، وحتى يكون هناك تأثير لها على الغلاف الجوي ومعدل هطول الامطار يجب أن تكون في مرحلة لحظية أي انبعاث الغازات وتتطاير ذرات الغبار يجب أن يكون الشتاء حتى نلمس أثر ذلك على الهطول.


تقرير: أحمد تنوح


|296403||296402|