|
مسؤولون يطالبون بوضع خطة وطنية لمعالجة "هجرة الشباب"
نشر بتاريخ: 22/09/2014 ( آخر تحديث: 22/09/2014 الساعة: 11:39 )
غزة -معا- طالب مسؤولون فلسطينيون وباحثون وأكاديميون بضرورة وضع خطة وطنية محددة لمعالجة قضية هجرة الشباب.
وقالوا ان الجميع حكومة وفصائلاً ومؤسسات حقوقية والمجلس التشريعي لا بد أن يتحمل المسئولية أمام واقعة غرق عشرات الشباب الفلسطيني أثناء هجرتهم لعدد من الدول الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط. محملين في ذات السياق المجتمع الدولي والاحتلال المسئولية الكاملة عن مواصلة فرض الحصار على قطاع غزة. جاء ذلك خلال ندوة حوارية عقدها معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية التابع لمؤسسة إبداع للأبحاث والدراسات والتدريب بعنوان "الشباب وأرق المستقبل .. الهجرة ظاهرة عابرة أم ثقافة راسخة"، بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والمختصين وطلبة برامج التنمية البشرية الخاصة بالمعهد. وتحدث م. إيهاب الغصين وكيل وزارة الإعلام – رئيس المكتب الإعلامي الحكومي – في المحور الأول حور دور الحكومة في قضية الهجرة غير الشرعية للشباب الفلسطيني من غزة. وشدد الغصين على أن هجرة الشباب من غزة لا تُعد "ظاهرة" لكنها أمر خطير جداً يجب متابعته والتكاتف الوطني للحد منه. وأشار إلى أن الحكومة شكلت لجنة خاصة غرفة عمليات مشتركة تضم الأجهزة الأمنية ووزارتي الخارجية والشئون الاجتماعية لمعالجة هذه القضية. وأوضح الغصين أن هجرة الشباب الفلسطيني لبعض الدول الأوربية والاسكندنافية موجودة منذ عدة سنوات لكنه أمر زاد خلال سنوات الحصار المفروض على غزة. وأرجع الأسباب التي دفعت الشباب الغزي للتفكير بالهجرة إلى سوء الأحوال الاقتصادية في غزة بفعل تشديد الحصار وارتفاع معدلات البطالة وعدم تمكن مئات آلاف خريجي الجامعات من الحصول على الوظائف المناسبة والحياة الكريمة. وبين أن أرقام المهاجرين في الآونة الأخيرة ليست كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، مستعرضاً الطرق التي توصلت إليها الجهات الرسمية لهجرة الشباب عبرها تشتمل الأولى على الخروج بشكل رسمي من معبر رفح البري باتجاه الأراضي المصرية ومن ثم البحث عن طرق غير شرعية للهجرة عبر البحر. في حين تشتمل الطريقة الثانية بحسب الغصين على خروج أعداد محدودة بشكل غير شرعي عبر الأنفاق الممتدة أسفل الشريط الحدودي بين رفح والجانب المصري، منوهاً إلى أن الجهات الأمنية ضبطت نفقين عملا على تهريب عدد من الشبان مؤخراً واتخذت الإجراءات اللازمة بحق صاحبيهما. ونبه إلى أن الكثير من الشباب المهاجرين تعرضوا لعمليات خداع ونصب واحتيال وابتزاز، مستطرداً "هم يظنون أن الأمر سهل وأنهم سيجدون مفاتيح الجنة أمامهم بمجرد وصولهم لتلك الدول لكن الأمر ليست بالسهل مطلقاً فقد يتعرضون للاعتقال والملاحقة والسجن وقد تكون هناك بعض الحلول". ولفت إلى تعرض عدد من المهاجرين للخطر الشديد بالإضافة إلى اعتقال العشرات منهم في الأراضي المصرية، مضيفاً "هذا أمر مرفوض لا أحد يقبل به". وأكد الغصين على ضرورة إعطاء شعبنا الفرصة الحقيقية ليقوم بنهضة شعبه وبناء وتطوير بلده عبر إنهاء الحصار بشكل كامل وفتح المعابر المتنفس الوحيد أمام أبناء شعبنا. وعدَّ استمرار اغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري يزيد من معاناة شعبنا، مجدداً المطالبة بفتح المعبر بشكل كامل لإدخال المواد وسفر الأفراد. ودعا الغصين حكومة الوفاق الوطني برئاسة د. رامي الحمد الله إلى تحمل مسئولياتها في غزة، مؤكداً استعداد وكلاء الوزرات وكافة الموظفين منذ اليوم الأول لتنفيذ كافة الأعمال لكن الوزراء في الضفة صدوا كل محاولات التعاون مع وكلائهم وموظفيهم. من جانبه، استعرض خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خلال المحور الثاني من الندوة دور الفصائل في علاج قضية هجرة الشباب الفلسطيني من غزة. ووصف حبيب هذه القضية بأنها "موضوع وطني بامتياز لا بد من إيجاد حلول وطنية فصائلية جذرية له"، مشيراً إلى أن الشباب فكروا في هذه الطريقة بعد انسداد الأفق أمامهم وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة واشتداد الحصار على غزة. واتهم القيادي في الجهاد بأن للاحتلال يد مباشرة ويقف خلف محاولات إفراغ غزة من شبابها، مضيفاً "هجرة الشباب على أجندة الاحتلال ويعمل بكل جد وطريقة لاقتلاع شعبنا من أرضه عبر طرق كثيرة ومتعددة تصب كلها في مواجهة شبابنا بعدما فشل على مواجهته في ميدان المعركة وأثبتوا مقاومة شرسة قوية". وأكد أن هذه القضية تضع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية أمام مسئولياتها لإيجاد الحلول اللازمة لعلاج هذا الأمر في أسرع وقت ممكن، موضحا أن هذا الأمر بمثابة تديد لشعبنا وقضيته ويُلبي أحلام المشروع الصهيوني، وفق تعبيره. وتابع "هذا الأمر مسئولية الجميع فالحكومة يجب أن تتقدم لتأخذ دورها .. تباشرنا خيرا بعد تشكيل المصالحة ومغادرة مربع الانقسام لكن لحتى اللحظة الحكومة لم تتحمل مسئولياتها ولم تأخذ دورها خاصة بعد هذه الحرب المدمرة". وشدد حبيب على أن شعبنا ينتظر الحلول لكافة مشاكله، مطالباً الفصائل بأن تتحمل المسئولية عبر عمليات التثقيف وبث الوعي في صفوف الشباب الفلسطيني لخطورة قضية الهجرة وترك البلاد. من جهته، تحدث النائب د. سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين في المحور الثالث حول رأي الشرع والعلماء في قضية هجرة الشباب من بلاد المسلمين لبلاد الغرب. واستشهد الشيخ سلامة بجملة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة حول بركة أرض فلسطين وقدسيتها، مضيفاً "نحن ندرس حالة فريدة تمر على شعبنا ظهرت نتائجها المؤلمة في الأسبوعين الأخيرين بعد غرق 500 فلسطيني هاجروا من غزة". وحمل النائب سلامة الاحتلال الجزء الأكبر من هذا العمل الذي أودى بعشرات الفلسطينيين في عرض البحر الأبيض المتوسط، مستدركاً "الاحتلال جن جنونه من وقوف الشباب أمام آلة حربه في المعركة الأخيرة فرتب لإفراغ غزة منهم". وتساءل قائلاً "هذه مصيبة وكارثة كيف يخرج شبابنا من أرضهم المباركة وكيف يهون عليهم أن يهجروا الأرض المقدسة التي بارك الله فيها؟". |