وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مستشفى المقاصد على حافة الانهيار

نشر بتاريخ: 22/09/2014 ( آخر تحديث: 23/09/2014 الساعة: 12:43 )
القدس - معا - حذر مسؤولون مقدسيون وشخصيات وطنية من خطورة الأزمة المالية التي يمر بها مستشفى المقاصد بالمدينة، والتي من الممكن أن تؤدي خلال الأيام القادمة الى اغلاق هذا الصرح الطبي والتعليمي والتحويلي الأول، بسبب ما وصفوه بـ"الإهمال الواضح" من قبل السلطة الفلسطينية وعدم التزامها بدفع مستحقاتها للمستشفى وقيمتها 64 مليون شيكل.

وأكد المسؤولون أن مستشفى المقاصد يعاني من أزمة مالية خانقة، حيث لم يتلق الموظف راتبه منذ 3 أشهر، ولا تتوفر في المستشفى كافة المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج المرضى.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد على سطح أحدى بنايات مستشفى المقاصد في حي الطور بالقدس.

مدير مستشفى المقاصد
وأكد مدير مستشفى المقاصد الدكتور رفيق الحسيني أن مستشفى المقاصد يمر بأزمة مالية خانقة، بسبب عدم إلتزام السلطة الفلسطينية بدفع مستحقاتها للمستشفى والبالغة قيمتها 64 مليون شيكل.

وحذر الدكتور رفيق الحسيني من الوقت الذي سيرفع فيه العلم الإسرائيلي على بنايات مستشفى المقاصد، بسبب تجاهل إنقاذه من الأزمة المالية، قائلا :" رغبنا بعقد المؤتمر الصحفي على سطح إحدى بنايات المستشفى المقاصد على بعد 500 متر هوائي عن المسجد الأقصى المبارك، وعلى بعد أمتار من المستوطنة الجديدة التي يرفرف عليها العلم الإسرائيلي".

وأضاف ان مستشفى المقاصد يمر بأزمة مالية خانقة، لأن له مستحقات لم تدفع من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتحديد من وزارتي المالية والصحة، وتمثل تلك المستحقات 40 % من ميزانية المقاصد السنوية، وهو مبلغ لا يمكن لأي مؤسسة أن تواصل عملها دونه.

وأعرب عن أسفه لعدم تجاوب السلطة مع حقوق المستشفى، حتى وصل الأمر الى عدم القدرة على شراء المستلزمات الطبية ودفع رواتب الموظفين.

رئيس جمعية المقاصد الدكتور عرفات الهدمي
من جانبه طالب رئيس جمعية المقاصد الخيرية الدكتور عرفات الهدمي المسؤولين وأصحاب القرار في السلطة الوطنية بالإجابة على البيان الصادر عن الهيئة الادارية لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية بالقدس، والذي تم نشره على الصفحة الأولى لجريدة القدس وعلى مدار يومين.

وأضاف إن المؤسسات المقدسية أمانة في أعناقنا جميعا وأنني أخشى أن يأتي يوم تكون فيه هذه المؤسسات شيء من الماضي، وأن تكون القدس قد تم تهويدها ولن ينفع الندم، لأننا نكون قد أغلقنا هذه المؤسسات بأيدينا وسيحاسبنا الله سبحانه وتعالى بما فعلته هذه الأيادي.

هيئة العمل الأهلي والوطني والمؤسسات مقدسية
بدوره قال راسم عبيدات في كلمة لهيئة العمل الأهلي والوطني ومؤسسات مقدسية ان المؤسسات المقدسية يجب ان تكون خطاً أحمراً والسيادة الوطنية تتطلب الحفاظ على هذه المؤسسات فسقوط مستشفى المقاصد أو أي مؤسسة وإغلاقها يعني أننا ننتحر ذاتيا.

وقال :" ان السلطة الوطنية ترتكب جريمة بحق هذه المؤسسات إذا ما جرى إغلاق أي مؤسسة مقدسية، يجب ترجمة الشعارات التي ترفع حول أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية إلى شيء عملي على الأرض، لا نريد أن نبقى نردد هذه الاسطوانة المشروخة " القدس ... القدس ".

وطالب عبيدات بتشكيل لجنة مشتركة من أجل مخاطبة السلطة بإتجاه كل مؤسسات القدس، فالخطر يداهم كل المؤسسات، المسجد الأقصى
ومستشفيات المطلع والمقاصد والفرنسي والمسرح الوطني، كلها تعيش أزمات بسبب عدم وجود أولويات لدى السلطة الفلسطينية.

وأضاف عبيدات :"على منظمة التحرير -المسؤول المباشر عن الشعب الفلسطيني بمدينة القدس- أن تتحمل التزاماتها بهذه القضية، فالسلطة تصرف أعمال بإتجاه قضايا حياتية ومعيشية وإقتصادية وإجتماعية".

وأَضاف عبيدات:" المؤسسات الصحية هي صروح وطنية في مدينة القدس، وهي جزء من السيادة الوطنية فلا سيادة بالقدس في ظل غياب مستشفى المقاصد والمطلع أو شركة الكهرباء والمسرح الوطني، ويجب علينا قوى وطنية وفعاليات ومؤسسات وجماهير الالتفاف حول هذه المؤسسات ومنع إغلاقها".

نائب أمين سر نقابة العاملين بمستشفى المقاصد
من جانبه قال نائب أمين سر نقابة العاملين بمستشفى المقاصد عدنان المصري :" لقد كررنا مناشدة الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه وكل الوزراء المعنيين (وزير الصحة ووزير المالية ووزير شؤون القدس)، وبعد تكرار التواصل وبحث حل للخروج من الأزمة التي أصبحت مزمنة في مستشفى المقاصد، متمثلة بعدم تلقي الموظفين رواتبهم منذ أكثر من 3 شهور وعدم القدرة على توفير المستلزمات الطبية اللازمة للعمل، أصبح واضحا بأن هناك إهمال وتقصير حيال القدس ومؤسساتها من قبل المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وللأسف القدس ومؤسساتها والأقصى أصبحت مجرد شعارات يرفعها رجال لم يعد لديهم نخوة الرجال كي يهبوا لإنقاذ القدس ومؤسساتها من خطر التهويد والأسرلة."

وقارن المصري بين ما تقوم به الحكومة الفلسطينية والإسرائيلية، حيث تهب حكومة نتنياهو لتثبيت الوضع الاسرائيلي في القدس بمليارات الدولارات في بناء المستوطنات والتجمعات السكنية، ودعم المستوطنين فيها ماديا ومعنويا وإنقاذ المؤسسات المنهارة والتي ظهر فيها الفساد مثل مستشفى هداسا، وبالمقابل موقف الحكومة الفلسطينية هو موقف متنكر للقدس حيث يتشدقون بأنها أولى الثوابت الفلسطينية وعلى ارض الواقع لا نجد لديها لا واقع ولا ثوابت، فأين هو موقف هذه الحكومة من صراع البقاء في القدس.

وقال " إننا كعاملين لم نتلق رواتبنا منذ أكثر من 3 أشهر، إلا أن أزمتنا اليوم أكبر من الرواتب فهي أزمة عدم إمكانية توفير المستلزمات الطبية والأدوية وحتى المواد الغذائية مما يعيق استمرارية عملنا".

خطوات نقابية تصعيدية
واعلن المصري ان قرار نقابة عمال وموظفي المقاصد القيام بخطوات نقابية لتحقيق حقوقهم المشروعة، وتتمثل الخطوات بوقف إعطاء مواعيد جديدة للمرضى منذ صباح اليوم 22 – 9 – 2014 ، والبدء بإلغاء المواعيد المسبقة تمهيدا للتوقف عن استقبال المرضى، والبدء بالترتيب لترحيل المرضى الموجودين في مستشفى المقاصد وتحويلهم إلى مستشفيات أخرى، إذا سمح وضعهم الصحي تمهيدا لإخلاء المستشفى.

وأشار الى نية النقابة عقد مؤتمر جماهيري ودعوة رئيس الوزراء ووزراء المالية والصحة والقدس لإغلاق هذا الصرح الطبي الشامخ تنفيذا لأجندة رئيس الوزراء ووزارته والبدء برفع قضايا على حكومة السلطة الفلسطينية في محكمة العدل العليا الفلسطينية من أجل تحصيل حقوقنا.

ممثل القوى الوطنية بالمقاصد
وقال الدكتور علي الحسيني ممثل القوى الوطنية وأمين سر حركة فتح بالمقاصد :" وجهت رسالة للسلطة الفلسطينية بضرورة توجيه الأنظار بشكل أكبر للمؤسسات والمقاصد إذا كانوا معنيين بالقدس والتواجد العربي والفلسطيني فيها".

وقال :"لا يخفى على أحد الهجمة الشرسة التي نتعرض لها من قبل الاحتلال، وإذا بقيت سياسة السلطة كما هي تجاه القدس فقد يأتي وقت ولا نجد أي أثر للتواجد الفلسطيني بالقدس في وقت لا ينفع فيه الندم."

وأضاف " نتيجة للمخاطر التي تتعرض لها القدس والمؤسسات المقدسية والتواجد الفلسطيني بالقدس فأني أقترح تشكيل لجنة متابعة من كافة
المؤسسات الفلسطينية بالقدس، بالاضافة إلى المؤسسات الدينية والشخصيات الوطنية من كافة الاتجاهات من أجل تسليط الأضواء بشكل أكبر على
القدس وقضيتها، وحث السلطة الوطنية على الاهتمام بالقدس ومشاكلها وتثبيت التواجد الفلسطيني بالقدس فيها".

ودعا إلى ضرورة تفعيل وزارة القدس وجعلها احدى الوزارات السياسية الأساسية في الحكومة الفلسطينية وليست ديكوراً سياسياً لا يقدم الدور المنوط به كوزارة لشؤون القدس.