|
حماس كظمت غيظها بعد الاغتيال في الخليل لكن التصعيد لا زال على الطاولة
نشر بتاريخ: 24/09/2014 ( آخر تحديث: 25/09/2014 الساعة: 15:50 )
بيت لحم - معا - انتظر كل من اعتقد بأن حماس سترد على عملية الاغتيال التي جرت يوم أمس وسط مدينة الخليل بصليات صواريخ قاتلة خيبة أمل كبيرة حيث اعلن طاقم مفاوضات حماس وبعد ساعات قليلة من اغتيال مروان القواسمة وعمار ابو عيشة نيته تأخير افتتاح المفاوضات احتجاجا على عملية الاغتيال ليتم استئنافها بعد ثلاث ساعات فقط ما شكل دون ادنى شك ردا مناسبا لكن هذه المفاوضات لم تحقق أي اختراق ولم يتحسن وضع سكان غزة لو قليلا وفقا لما قاله عضو هيئة تحرير موقع "واللا" الإخباري العبري افي سخاروف في مقالة نشرها اليوم الأربعاء.
وقال سخاروف "هذه هي حماس بعد الحرب تطلق في كل الاتجاهات رسائل انتصار "تافهة ومضحكة" لكن في الواقع لا يحدث أي شيء.. صحيح ان البحر لم يعد ذات البحر وبات بإمكان الصيادين الصيد على مسافة 6 أميال بحرية بدلا من 3 أميال قبل الحرب لكن حماس وبعد الحرب وجدت نفسها تقريبا في نفس النقطة التي سبقت الحرب، فالحصار لم يرفع والأسرى لم يطلق سراحهم ولا وجود للميناء البحري أو المطار وفي المقابل ازداد الوضع الإنساني في غزة سوءا وتعمقت الأزمة وسكان غزة الذين يحاولون الحفاظ على تفاؤلهم باتوا رويدا رويدا يدركون ان منازلهم التي دمرت في الحرب لن يعاد بناؤها في وقت قريب". مر شهر تقريبا على نهاية الحرب دون ان يعاد بناء لو منزل واحد وتوصلت إسرائيل والسلطة وحماس إلى تفاهمات تتعلق بإدخال مواد البناء لكن في الواقع لم يسجل أي تقدم او تحرك لان هناك عوامل سياسية مبدئية تعيق انطلاق عملية إعادة الأعمار حيث تطالب السلطة من حماس التنازل عن سيطرتها على قطاع غزة الأمر الذي ترفضه حماس لكن حتى هذه اللحظة حالة الغليان لم تتجه نحو حماس بل متجهة نحو إسرائيل حيث يؤيد غالبية الجمهور الغزي المقاومة لكن ضائقة حماس تتمثل بأن هذه الغالبية التي تؤيد المقاومة ليس بالضرورة مؤيدة للحركة، وإضافة لذلك يمكننا أن نسمع الان في الميدان شرارات الإحباط، فعلى سبيل المثال سجلت داخل المدارس التي تحولت إلى مأوى يأوي ألاف المهجرين الذين دمرت منازلهم نزاعات حادة بين ذوي التلاميذ الراغبين بانتظام أطفالهم وأولادهم على مقاعد الدراسة وبين "سكان" هذه المدارس الذين لا يجدون مكانا آخرا يأوون إليه ويمثل المطر القادم اكبر مخاوف ومصادر قلق حماس التي قد تحول الاحباط العام من احباط "مؤدب" إلى واسع وعنيف أو أكثر عنفا". وأضاف سخاروف "هنا تكمن معضلة حماس فوضعها العسكري غير "واعد" وقيادتها السياسية توضح كل مرة بأنها لا ترغب في جولة عنف أخرى في غزة بل هي راغبة بالمفاوضات مع إسرائيل والحوار مع السلطة الفلسطينية، ومع ذلك فان استمرار الوضع الراهن قد تؤدي الى تدهور في وضع حماس من حيث ان تأييد الجمهور لها وان تختفي الشعبية الواسعة التي نالتها خلال الحرب. وهناك عدد ليس بالقليل داخل القيادة العسكرية يؤيدون فكرة العودة للقتال حتى وان كان بصورة غير مكثفة بل عبر العودة الى "تنقيط" الصواريخ ما يشكل تذكارا مؤلما لإسرائيل يذكرها بضرورة ترميم غزة فورا، لكن حتى هذه اللحظة لا زلت يد معارضي العودة للتصعيد هي العليا لكن مع كل يوم يمر دون ترميم غزة يميل خطباء المساجد نحو كتائب القسام رغم ان غزة تماما كما اسرائيل تعتقد بعدم وجود مصلحة لاي طرف في العودة للقتال الشامل، لكن يجب علينا ان نتذكر ان مثل هذه التقديرات كانت سائدة قبل الثاني عشر من حزيران الماضي يوم خطف المستوطنين الثلاثة حتى قبيل انطلاق عملية "الجرف الصامد" بلحظات. |