وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لتمكين ادارة المشاريع- دعم نساء في محافظتي القدس والأغوار

نشر بتاريخ: 25/09/2014 ( آخر تحديث: 25/09/2014 الساعة: 11:10 )
رام الله- معا - "قديش إلنا في هالبلد، أول مرة بنعرف أهمية زيت الزيتون في صناعة الصابون". بهذه العبارة استهلت رفعة زيدان "أم إياد" من بير نبالا وإحدى المستفيدات من مشروع تقوية النساء الريفيات بمشاريع صغيرة مدرة للدخل الذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بدعم من الصندوق العربي، والذي يستهدف مجموعات النساء في المناطق المهمشة في محافظتي الأغوار والقدس.

التقت منال عواد، وعائدة حمد، وأمل نعيم، ورفعة زيدان، وأربعتهن ينحدرن من قرى شمال غرب القدس في تدريب نظمته، "مفتاح"، مستهدفا نساء من قرى المنطقة.

لا تخفي "أم إياد" رغبتها في الشروع فورا بعملية التصنيع والبدء بتسويقها، لكنها في هذه المرحلة ومعها شريكاتها في المشروع يهيئن المكان المناسب لبدء بالتنفيذ بعد الحصول على ما يلزم من مواد خام. تقول" في اللحظة اللي بنبدا فيها التصنيع رح نسوق منتوجنا داخل المنطقة وخارجها، ويمكن نتوسع بمشروع تاني حتى ندعم المشروع الأول".

مع ذلك، تحتاج "أم إياد" هي وزميلاتها مزيدا من التدريب. لكن ما حصلت عليه من تدريب في المرحلة الأولى وسع أكثر من مداركها، ومن إحساسها بأن لها دور ما في أسرتها وفي مجتمعها".

تشير حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح":" أن الهدف من هذا التدريب هو تمكين النساء المستفيدات بالمهارات اللازمة لإدارة المشاريع الصغيرة الممنوحة لهن باختلاف التخصصات، والتي تتناول صناعة الصابون والعطور الزيتية، وتربية الأغنام، والتصنيع الغذائي.

يطمح التدريب إلى تمكين المستفيدات من المشروع اقتصاديا بما يعزز مكانتهن داخل أسرهن ومجتمعهن، كما تقول حنان سعيد، وهو رأي عبرت عنه أيضا جمالات داود التي أشرفت على تدريب النساء المستفيدات.

ترى داود أن التدريب كان على غاية من الأهمية، بالنظر إلى أنه نفذ في منطقة شمال غرب القدس التي تفتقر لهذا النوع من التدريبات.

وتأمل داود بأن تكون هناك مرحلة استكمالية من التدريب تساعد المستفيدات على تطوير مشاريعهن وتوسيع دائرة التسويق للتجاوز التحديات والمعيقات التي تواجهها النساء في تسويق منتوجاتهن.

ولدينا بشارات من قرية جبع شمال شرق القدس، والتي شاركت ضمن المشروع ذاته في تدريب مؤخرا حول مهارات الاتصال والتواصل، رأي في هذا النوع من التدريب الذي توفره "مفتاح"، لتمكينها من إدارة مشروع خاص بالتصنيع الغذائي مع مجموعة من زميلاتها.

(دينا) ربة بيت وأم لطفلين، شاركت في التدريب الأخير، وعبرت عن ارتياح كبير من نتائجه. " ما تلقيناه كان على نحو كبير من الأهمية، من حيث المقدرة على التواصل مع الجمهور، بلترك تأثيره علينا داخل بيوتنا وفي تعاملنا داخل الأسرة. أشعر الآن بقوة أكبر وبت أكثر معرفة بما أريد".

أما افتخار عبد القادر، من قرية بيت سوريك شمال غرب القدس، والتي تشترك مع مجموعة من زميلاتها في مشروع للتطريز، فقد أكسبها التدريب على مهارات التواصل والاتصال قدرة على مخاطبة الناس والتعامل معهم. " قبل التدريب كنا نواجه صعوبة في التعامل اليومي مع من يحيطون بنا. اليوم بتنا أكثر مقدرة وأكثر إقناعا في حديثنا، وسيكون لهذا أثر على مشروع وعلى إمكانيات تطويره".

تتفق كل من آمنة محمد محمود من بير نبالا، وهي أم لخمسة أبناء، وأسماء عزت زيدان من بير نبالا أيضا وأم لثلاثة أطفالـ وتشتركان في مشروع تصنيع الصابون والعطور الزيتية ، مع ما ذهبت إليه من قبل كل من رفعة زيدان ودينا بشارات من تأثير التدريب عليهن. تقولان:" عزز التدريب من قوة الشخصية لدينا، ووسع من مداركنا". وتضيفان": صرنا نروح ونيجي. قبل هذا ما كنا نعرف كيف نتواصل مع الناس".

تأمل جميع المشاركات، في هذا المشروع الذي تنفذه "مفتاح" بتمويل من الصندوق العربي، ديمومته وتوسعه، وأن يقدم لهن بالإضافة إلى الخبرة والمعرفة والتدريبات الاستكمالية المزيد من التمكين الاقتصادي والمجتمعي، وأن يكن عونا لأسرهن.

تقول فداء البرغوثي، خبيرة النوع الاجتماعي، والتي أشرفت على تدريب المستفيدات، على مهارات الاتصال والتواصل، والتفاوض " تم اعتماد منهجية التدريب التشاركي الفعال الذي تكمن أهميته في قدرته على استنطاق قدرات وطاقات المجموعات وتفعيلها من أجل رفع الوعي وإحداث التغيير المجتمعي للوصول إلى مجتمع متكافئ بالفرص بين جميع إفراده. تفعيل الأفراد يكون من خلال تدعيم القوى البشرية منطلقين من أن لدى كل إنسان طاقات فيه وعليه أن يدركها لكي يستعملها.