وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كبرت ابداع ولم يهرم خالد الصيفي

نشر بتاريخ: 29/09/2014 ( آخر تحديث: 29/09/2014 الساعة: 20:41 )
بقلم: عمر الجعفري

قبل عشرين عاما كانت البداية، فرقة صغيرة في مخيم اللاجئين "الدهيشة" جنوب بيت لحم، الواقع في حضن الوطن الى الجنوب من العاصمة والمطل على كنيسة المهد، تجمع الاطفال أو جُمع الاطفال وبدأوا اخذ دروس في الدبكة الشعبية واخرى في اللغة الايطالية وثالثة في الجغرافيا حيث قدمت لهم الدعوة لزيارة ايطاليا لتقديم عرض فني هناك بناء على دعوة قدمت من احدى المؤسسات المتعاطفة مع قضية شعبنا.

بدأ خالد الصيفي بتجميع الاطفال وحتى يخرج من أي احراج وباعتباره كان معلما في مدرسة ذكور الدهيشة تم اختيار الاطفال حسب معدلاتهم العلمية في المدرسة وكان صارما في هذا الجانب.

غادر الاطفال الى روما وقدموا عرضهم الفني بعنوان "وصية" و "خيمة"، عرض ابهر الجميع وتحدثت عنه حينها الصحف الايطالية كما وقدمت لهم العديد من الدعوات لتقديم العرض في العديد من دول العالم.

عاد اطفال الدهيشة الذين اصبحوا في هذه الايام قادة في مراكز عملهم، وبعد العودة بأيام وفي خطوة ذكية وجهت ادارة ابداع الدعوة الى العديد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية وأولياء امور الطلاب وأهاليهم لحضور احتفال اقيم على المسرح الداخلي لجامعة بيت لحم احتفاء بالانجاز الذي تحقق وبعودة الاطفال من ايطاليا، وفي الاحتفال، قدمت الفرقة الفنية الناشئة العروض الفنية التي قدموها في ايطاليا.

وقد كانت الصدمة عندما شاهد الحضور عملا فنيا قلما نشاهد مثله حتى على شاشات التلفزة العالمية، عملا فنيا ملتزما يحكي قصة الوطن واللجوء، قصة الهجرة والتشرد، حتى ان العديد من الاشخاص خرجوا من الاحتفال وهم يتمنون ان يكون ابنه أو بنته واحدا من افراد هذه الفرقة التي تقدم عملا ملتزما، وهذا ما زاد من قناعة الجميع بأهمية الفرقة ودورها في التعريف بالمخيم وبحالة اللجوء.

ومرت السنوات وكبرت ابداع وتشعبت مجالات الخدمة التي تقدمها لابناء المنطقة ولم يقتصر اهتمامها على فرقتها الفنية التي ذاع صيتها في مختلف انحاء العالم بل زاد اهتمامها بالجيل الناشىء واصبحت تقدم خدمات عدة في الصحة والتعليم والرياضة وحافظت على شخصيتها كمؤسسة مستقلة تعمل لاجل فلسطين وابناء المنطقة.

واذا كان فريقها السلوي التابع للنادي الرياضي الذي تأسس قبل عدة سنوات رافدا آخرا من روافد العمل في المؤسسة التي اصبحت ايضا تهتم بألوان رياضية اخرى الا انه بالقدر الذي اشتهر به فريقها السلوي بطل فلسطين عدة مرات، فان انشطتها الاخرى مهمة جدا، فهي تقدم خدمات كبيرة للمحتاجين في المخيم سواء في المجال الصحي او الاجتماعي او التربوي ففيها "روضة للاطفال" تضم العديد من ابناء اطفال المخيم، ويتوافد اليها يوميا عشرات الاطفال الذين يجدون الرعاية التربوية والتعليمية والحضن الدافىء كحضن امهاتنا في المخيم.

كبرت ابداع وصمدت امام الامواج العاتية التي تعرضت لها سواء داخليا او خارجيا، صمدت ابداع امام المنحرفين والمهوسين الذين كان يقلقهم الانجاز وحتى ان يكتب خبر في وسائل الاعلام عن هذه المؤسسة، كما صمدت ابداع امام اجراءات الاحتلال والتي كان آخرها تلك الهجمة التي تعرضت لها قبل عدة اشهر وتحديدا بعد عملية قتل المستوطنين الثلاثة في الخليل والهجمة المسعورة التي قام بها جيش الاحتلال فاستولى على العديد من اجهزة المؤسسة كما حطم خزنتها الحديدية واستولى على العديد من الشيكات والاموال التي تسير عمل المؤسسة ومنها تدفع رواتب بعض موظفيها.

في ابداع كل شيء منظم ويتم وفق تخطيط علمي فكانت الدعوة الاخيرة التي وجهت الى العديد من الشخصيات لحضور الاحتفال الخاص بذكرى مرور 20 عاما على تأسيسها، وكان في نفس المكان الذي اقيم فيه الاحتفال الاول ولكن هذه المرة على المسرح الخارجي، فلم يعد المسرح الداخلي يتسع لانصار ابداع والمؤمنين بعمل المؤسسة ومشجعيها وانصارها فكان احتفالا ضخما يليق بالمخيم وتضحياته وبالحضور وبالمؤسسة.

في كل هذه السنوات وبالرغم من مغادرة العديد من الاداريين الذين عملوا في المؤسسة لاسباب مختلفة الا ان هناك شخصا واحدا ظل صامدا يعمل بجد واجتهاد وصمد امام كل التحديات انه "خالد الصيفي" الذي كبرت ابداع في زمنه لكنه لم يهرم وبقي وفيا للمؤسسة ويعمل فيها على حساب وقته وصحته وعائلته وبقي ركنا مهما من اركان قوتها ونشاطها وديمومتها.

هنيئا لابداع، وهنيئا لنا بوجود هذه المؤسسة في المخيم، وبوركت جهودك "خالد" وجهود الخيرين من ابناء المنطقة الذين حملوا معك معاول البناء من اجل غد مشرق لابنائنا.

*****
صور من الاحتفال الاخير الذي اقيم في جامعة بيت لحم :
|297671||297677||297687||297690||297690||297691||297686||297688||297685||297684||297679||297678||297675||297674||297673||297672||297670||297669||297668||297697||297696||297695||297695||297694|