وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مراثون سد الفجوة الجندرية بين الجنسين

نشر بتاريخ: 10/10/2014 ( آخر تحديث: 10/10/2014 الساعة: 16:40 )
مراثون سد الفجوة الجندرية بين الجنسين ينبغي الإشادة بنجاح الفلسطينيين بازالة الفجوة بشكل كبير بين الجنسين في مجال التعليم
بقلم دوروثي شيا
نائب القنصل الامريكي العام- القدس

قال وزير الخارجية جون كيري أن إيجاد حل لعدم المساواة الجندرية بين الجنسين هو بمثابة سباق المراثون وليس قفزة سريعة. لقد وصلت حديثا الى القدس ولكن خلال هذه الفترة القصيرة أعجبت بالفعل بتقدم الفلسطينيين في هذا الماراثون. في 11 أكتوبر 2014، نحتفل باليوم العالمي للفتاة اعترافا بحقوق الفتيات بالتعليم وبالتحديات الخاصة التي تواجهها الفتيات والنساء باستمرار في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك النساء والفتيات في الأراضي الفلسطينية.

ان تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم لطالما كان هدفا طويل الامد للوزير كيري كما كان للوزيرة كلينتون قبله. ان سد الفجوة الجندرية هذه ستستغرق وقتا طويلا ولكننا يجب أن نتحرك بقوة وثبات نحو مجتمع أكثر شمولا وخصوصا إذا ما كنا نريد تحقيق السلام والازدهار.

ينبغي الإشادة بنجاح الفلسطينيين بالقضاء إلى حد كبير على الفجوة بين الجنسين في التعليم. فخلافا لما هو الحال في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فان الفتيات الفلسطينيات والنساء الشابات يتمتعن بالمساواة في الحصول على التعليم مع نظرائهن من الرجال. ففي عام 2012، شكلت الفتيات نصف المسجلين في المدارس الفلسطينية، حيث شكلن50% من طلبة المدارس الاساسية و54% من طلبة المدارس الثانوية. في الواقع، تظهر إحصاءات العام الماضي وجود أقوى للفتيات في التعليم العالي حيث شكلت الشابات 58% من المجتع الطلابي. وكذا الحال بين عدد الخريجين حيث تشكل النساء أغلبية واضحة - حوالي 60% في العام 2012. ويجدر الذكر ان التحصيل العلمي (معرفة القراءة والكتابة) تبلغ 94% بين النساء الفلسطينيات، وهذا المعدل هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فان الفلسطينيين ما زال لديهم فجوة بين الجنسين في مكان العمل، وهذا الأمر يحتاج إلى اهتمام أكبر. فوفقا للجهازالمركزي للإحصاء الفلسطيني كانت نسبة التوظيف في عام 2014 هي 72% للرجال مقابل 19% فقط للنساء. ومن المفارقة انه في المجتمع الفلسطيني تتناقص فرص العمل للنساء الفلسطينيات مع تزايد نسب التعليم لديهن. فالنساء الفلسطينيات اللواتي يتمتعن بـ 13 سنة دراسية أو أكثر يعانين من أعلى نسبة للبطالة، حيث تعدت هذه النسبة 53%. ونتيجة لذلك تضطر العديد من النساء من ذوات التحصيل العلمي العالي لقبول وظائف ادنى بكثير من مؤهلاتهن. فخريجات من غزة إلى جنين وأريحا اضطررن الى وضع شهاداتهن في الادراج والذهاب إلى العمل في صالونات التجميل أو محلات خياطة. فقد وصلن الى قناعة ان فرصهن بالعمل في مجال اختصاصهن تكاد تكون معدومة، ولكنهن رغم ذلك فضلن المساهمة في اعانة أسرهن من خلال العمل في مهن قليلة الرواتب بدلا من الجلوس بلا عمل.

انه من حسن حظي ان اتيحت لي الفرصة ان ارى بام عيني ومن موقعي في القنصلية الأمريكية العامة الكم الهائل من الطاقة والإبداع والثقة التي تجلبها الفتيات والنساء الشابات الى البرامج العامة التي نقوم بها. لقد أرسلنا مؤخرا فتاتين فلسطينيتين رائعتين إلى بوسطن في الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر القيادة كجزء من البرنامج التبادلي المعروف باسم نساء-الى- نساء، وايضا هناك برنامجتيك كيرلزالذي يشجع الفتيات على الالتحاق بمهن أكاديمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا. سياسيا، فان صوت المرأة الفلسطينية هو أيضا صوت عالي وملهم. أن أشد الاراء وضوحا وإقناعا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية سمعتها من النساء. لقد حقق الفلسطينيون نجاحا كبيرا نحو المضي في سباق المراثون هذا، ولكن كما اننا نحتفي بهذا اليوم الهام يجب علينا أيضا أن نعترف بأن المرأة الفلسطينية اصبحت جاهزة للمرحلة المقبلة من تحقيق المساواة بين الجنسين.

وكما تظهر البيانات الكثيرة الصادرة من البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فانه عندما تعمل النساء بوظائف كاملة وباجور مستحقة فان المجتمعات تكون أفضل وأكثر استقرارا وازدهارا. أنني على قناعة تامة أنه عندما يتم دمج المرأة الفلسطينية بشكل أكبر في الأعمال التجارية والصحافة والسياسة فان جميع الفلسطينيين سيكونون مستفيدين. وأعتقد أن القيادة الفلسطينية تدرك القوة المؤثرة لعمالة الإناث وتلتزم في وضع حد للتمييز ضد المرأة في مكان العمل وضمان حقوق أوسع لها. لقد حان الوقت لتحقيق هذا الهدف النبيل - في مجالس الإدارة وفي ادارة المؤسسات الاعلامية وفي القمم المختلفة.

في المحصلة، يجب على الفلسطينيين أنفسهم ان يقرروا في الاستثمار في مجتمعهم من خلال الاستفادة بشكل أفضل مما تقدمه المرأة من المهارات والتعليم. ان التغلب على عدم المساواة بين الجنسين لا يأتي بين عشية وضحاها، ولكننا في نفس الوقت لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونضيع الوقت. فاليوم ونحن نحتفي باليوم العالمي للفتاة، دعونا ننظر الى ما حققناه حتى الآن وما الذي ينبغي القيام به من أجل مجتمع أكثر شمولا.