|
حماس تلعب دور الملك وتكرر نموذج حزب الله في غزة
نشر بتاريخ: 11/10/2014 ( آخر تحديث: 15/10/2014 الساعة: 11:38 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
خلال زيارة الحكومة ورئيسها د. رامي الحمدالله قطاغ غزة؛ كان المشهد بحاجة الى تأمل من نوع خاص. وبينما حظي وزراء الحكومة بصورة تذكارية للمشهد كانت حركة حماس تلعب دور الملك الذي يملك ولا يحكم.
وبالفعل جلس اسماعيل هنية في بيته واقام مأدبة غداء دعا اليها الوفدين الحكومي والرئاسي؛ وفي غمرة الزيارة وفرحة نجاحها نسيت السلطة والحكومة أن تدعي حركة فتح في غزة؛ وقال لي قادة كبار في فتح غزة أن احدا لم يدع فتح للاستقبال أو اللقاءات أو الحضور. وفي قراءتي للامر أن حركة حماس- بقصد أو من دون قصد- معجبة بتجربة حزب الله في لبنان، والذي اكتفى أن يلعب دور الثلث المانع. ومن دونه لا ينجح تعيين رئيس في لبنان ولا رئيس حكومة ولا رئيس برلمان، ومن دونه لا ينتظم عمل المطار أو الموانئ أو الحدود. اما باقي الوزارات وخصوصا الخدماتية فاعطاها بطيب نفس لتيار الرابع عشر من اذار وجعل كتلة الحريري تواصل عملها "كالمعتاد". في غزة تملك حماس أكثر من الثلث المانع؛ لانها فعلا تملك النصف المانع. وقياسا مع تجربة الحكم الاسلامي في مصر والسودان والصومال وغيرها فان تجربة الحكم الاسلامي في لبنان حققت نجاحا منقطع النظير. وبينما كان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يبكي في المحافل الدولية خلال حرب تموز 2006 كان حزب الله يقيم احتفالات النصر في حارة حريك أو الضاحية الجنوبية ويزيد من قوته وتسلحه. في 2008 عقد مؤتمر اعادة اعمار غزة في شرم الشيخ وكان الرئيس مبارك حينها وهيلاري كلينتون وكان رئيس الوزراء د. سلام فياض يقول للدول المانحة أن غزة تدمرت وتحتاج لخمسة مليار دولار لاعادة اعمارها، وحين كتب مثقفو حماس حينها أن غزة لم تخسر الحرب وانما انتصرت. علق السفير الفلسطيني في مصر حينها الاستاذ نبيل عمرو بظرافته وثقافته فقال: هذه خمسة مليار لغزة. أم تريدون أن نقول نحن انتصرنا واسرائيل انهزمت فيعطوا المبلغ لاسرائيل!!! حماس تركت الحكومة ولم تترك الحكم وهي تجربة مهمة وجديدة وتستحق المتابعة. ومن المبكر الان الحديث عن افكار مسبقة؛ فالامر يستحق أن نجلس ونتعلم. |