|
"مشردو غزة"- بين آمال الإعمار وقلق إنتاج الحصار
نشر بتاريخ: 11/10/2014 ( آخر تحديث: 12/10/2014 الساعة: 01:25 )
غزة- تقرير معا - تتجه انظار الغزيين خاصة أولئك الذين دمرت اسرائيل بيوتهم في الحرب الاخيرة على قطاع باتجاه مؤتمر المانحين الذي ينعقد غدا في القاهرة من اجل جمع الاموال لإعادة اعمار الدمار الواسع في القطاع، ويأملون ان يخرج مؤتمر المانحين بقرارات سريعة وعاجلة.
المواطن تيسير ابو خوصة دمرت الدبابات الاسرائيلية منزله وثلاثة منازل اخرى تعود لابنائه في منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة، اعرب عن امله في يحقق مؤتمر المانحين رغبات الشعب الفلسطيني في اعادة الاعمار، داعيا الوزراء المجتمعين لان يكونوا على قدر المسؤولية اتجاه معاناة سكان القطاع. وقال ابو خوصة: "على مؤتمر المانحين ان يخطو خطوات عملية باتجاه اعادة اعمار القطاع وإيواء عشرات الاسر التي شردت من منزلها كما حدث معي وأبنائي وأحفادي"، مبينا انهم باتوا جميعا يقطنون في بيوت للإيجار وان الاونروا لم تقم حتى اللحظة باحصاء الاضرار في منطقة العطاطرة. تسعون الف دينار تقريبا هي الخسائر المباشرة لأبو خوصة الذي فقد بيوته الاربعة كليا وجرفت ارضه الرزاعية التي كان يعتاش منها، وكابو خوصة آلاف الاسر الفلسطينية التي افقدها العدوان كل شي. الامال عريضة وواسعة لدى سكان قطاع غزة ان ينتج عن مؤتمر المانحين اجراءات سريعة ورصد اموال بشكل سريع من اجل البدء بإعادة الاعمار خاصة اننا على ابواب فصل الشتاء وقد تصبح المعاناة مزدوجة. المحلل السياسي وسام عفيفة قال لمراسلة معا ان الامل معقود بان لا يكون مؤتمر المانحين غدا في القاهرة مجرد مؤتمر سياسي ومجرد جسر لتمرير تسوية سياسية على حساب الضحايا والمعوزين في قطاع غزة. وأكد عفيفة ان قطاع غزة يحتاج الى خطة استراتيجية من اجل اعادة اعماره خاصة ان الدمار ممتد من العام 2008/2009 حيث ان مؤتمر شرم الشيخ الاخير بقي حبرا على ورق، مبينا ان الخطة يجب ان تشمل مستوى اول طارئ وسريع يبدأ بتوفير مستلزمات البناء لحل مشكلة المواطنين اصحاب البيوت المدمرة جزئيا. وشدد عفيفة انه لا يجب على المواطن ان ينتظر جلسات طويلة وقضايا سياسية معقدة وبيروقراطية من اجل البدء بعملية الاعمار. وحذر عفيفة من ان يتحول موضوع اعادة اعمار قطاع غزة لإعادة انتاج الحصار بطريقة الكبونات "كبونة الاسمنت مقابل الأمن مشددا ان هذه الالية لا تعيد الاعمار. وكان ممثل الأمم المتحدة المقيم في القدس روبرت سيري قدم خطة لإعادة إعمار غزة، تقوم على تسهيل دخول جميع مواد إعادة الإعمار إلى قطاع غزة تحت رقابة المنظمة الدولية في استخدامها وتتضمن خطة سيري التي وافق عليها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي آلية رقابة وفق نظام حاسوبي، تشرف على إدخال واستخدام جميع المواد اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في غزة. وقال عفيفة: "نحذر من تحويل موضوع الاعمار الى انتاج حصار جديد لن يصبر على آلياته الشعب الفلسطيني المحتاج للاعمار طويلا". وحول المدة الزمنية المتوقعة للبدء بالاعمار بين عفيفة أن الامر مرتبط باليات الاعمار والاتساع في مسالة التعاطي مع احتياجات الناس قائلا:"اذا صدقت النوايا ستبدأ المعابر بضخ مستلزمات الاعمار وغزة قادرة على تقديم الموضوع بجداول سريعة". وقدر عفيفة انه في حال فتحت المعابر وكان هناك سهولة وسيولة في مستلزمات البناء فانه سيتم البناء على مرحلتين مرحلة الاعمار الجزئي الذي يمكن ان يمتد من ستة شهور لسنة ومن ثم الانتقال للمرحلة الاولى من خلال بناء الاحياء والمدن التي تم تدميرها في مدة اقصاها من ثلاث الى خمس سنوات ما لم يتم فرض رقابة تمد في عمر الاعمار لعشر سنوات اخرى. وستطالب الحكومة الفلسطينية في المؤتمر المزمع عقده غدا في القاهرة بتوفير تمويل لإعادة الإعمار عبر الأنظمة المعمول بها بين الدول المانحة والسلطة الفلسطينية بينما تقدمت الدول المانحة بطلب ضمانات بعدم تدمير ما يتم بناؤه مرة أخرى، وقالت إن لدى المانحين قلقاً حقيقياً من أن تُقدم إسرائيل على تدمير المنشآت والمباني والبنى التحتية التي ستتم إعادة بنائها، خصوصاً في ظل تجربة السنوات الخمسة عشر الأخيرة. والضمانات المطلوبة تتمثل في التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وليست موقتة، بحيث لا تضطر إلى إعادة تمويل ما يهدمه الاحتلال كل سنوات قليلة. |