وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أحرار يعقد مؤتمرا صحفيا حول واقع الأسيرات ومعاناتهن في سجون الإحتلال

نشر بتاريخ: 13/10/2014 ( آخر تحديث: 14/10/2014 الساعة: 09:44 )
نابلس- معا - عقد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا في مدينة نابلس حول واقع الأسيرات في سجون الإحتلال لتسليط الضوء على معاناتهن، وذلك بحضور ومشاركة الأسيرتين المحررتين مؤخرا ريم حمارشة، وآلاء أبو زيتون اللواتي قدمن شهاداتهن من واقع تجربتهن في الأسر حول ما تعانيه الأسيرات الفلسطينيات لدى الإحتلال.

واستعرضت الأسيرة المحررة ريم حمارشة (40 عاما) من بلدة يعبد قضاء جنين، والتي تحررت مؤخرا بعد مكوثها في الأسر مدة ثمانية شهور تجربتها في الإعتقال وتحدثت عن الإهمال الطبي الذي تتعرض له الأسيرات، وعن نقص الخدمات الطبية التي يعد أبرزها حسب ما تحدثت به هو عدم وجود طبيبات مختصات بمعالجة الأسيرات، وهو ما يعد صعوبة حقيقية تواجه الأسيرة المريضة، كما تكلمت حمارشة عن سياسة الغرامات التي يفرضها الإحتلال على الأسيرات حيث يفرض عليهن مبالغ باهظة مقابل عدم سجنهن لفترات زمنية طويلة.

وفي معرض حديثها بالمؤتمر تطرقت الأسيرة المحررة حمارشة لصعوبة ما تعانيه الأسيرات أثناء زجهن في الزنازين، وما لذلك من توابع قاسية على الأسيرة، وأوضحت تعرضها للإبتزار أثناء التحقيق معها وتهديدها بزوجها وأبنائها وأسرتها، لمحاولة التأثير عليها والإدلاء باعترافات تدينها، وأوضحت أن ساعات التحقيق الطويلة تشكل صعوبة مضاعفة للأسيرة.

وطالبت حمارشة التي لا زال زوجها الأسير الإداري عدنان حمارشة معتقلا ويعاني من أمراض عدة، ومشكلات صحية بضرورة التدخل من قبل كل من لديه ضمير حي، ومن يقع على عاتقه المسؤولية للتحرك نحو تحرير الأسيرات وإغلاق سجنهن وإخراجهن جميعا.

أما الأسيرة المحررة آلاء أبو زيتون (22 عاما) من قرية عصيرة الشمالية بنابلس والتي أفرج عنها مؤخرا بعد اعتقال دام لعام وسبعة شهور، فتحدثت بدورها عن جانب آخر من مشقة الأسر فيما يتعلق بالمحاكم، وظروفها القاسية، و"البوسطات" أي عملية نقل الأسرى بين المعتقلات والمحاكم حيث تعد فترة مرهقة وقاسية، ينتهزها الإحتلال لتعميق المعاناة وزيادة المرارة على الأسيرة.

وتطرقت الأسيرة المحررة أبو زيتون في حديثها لموضوع الطعام المقدم للأسيرات وما يعثر بداخله من حشرات في بعض الأحيان الأمر الذي يشكل صعوبة نفسية وصحية للأسيرة الفلسطينية، كذلك تحدثت عن وجود سجينات جنائيات في الأسر حيث أوضحت أبو زيتون أن ذلك يزيد من معاناة الأسيرات المناضلات لما يصدر من السجينات المعتقلات على خلفيات جنائية من تصرفات وأفعال مثيرة للقلق، كما أكدت وجود تقصير من قبل الصليب الأحمر باعتباره المؤسسة الدولية التي تتابع الأسرى وتقف على مشكلاتهم.

وقد تحدث والد ووالدة الأسيرة أبو زيتون عن معاناتهم أثناء زيارتهم لابنتهم آلاء داخل المعتقل، وما يتعرضوا له من تفتيش مذل ودقيق، ومعاملة صعبة وقاسية لجميع الأهالي الزائرين، وأكدوا أن المعاناة هي مزدوجة للأسير وأهله.

ومن جانبه أكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن هدف المؤتمر هو تسليط الضوء أكثر على الواقع الذي يعشنه الأسيرات الفلسطينيات خلف قضبان الإحتلال، ولعرض نماذج وشهادات حية تسهم في إطلاق صرخة لكل المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية، ولوسائل الإعلام بضرورة التحرك والعمل الجاد نحو تخليص الأسرى الفلسطينيين والأسيرات بشكل خاص من شتى صنوف المعاناة، والقهر الذي يفرضه الإحتلال لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وبعث الخفش من خلال المؤتمر برسالة خاصة للمؤسسات النسوية مطالبا إياها بضرورة العمل الجدي والسريع والفعال لوضع حد ووقف الإنتهاكات والمعاناة التي يتعرضن لها الأسيرات الفلسطينيات، مشددا على أهمية دور تلك المؤسسات الفاعلة والموجودة بكثرة على الساحة الفلسطينية.

وأشار الخفش أنه لا يزال هناك 16 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الإحتلال، ويعانين من ظروف صعبة، وإهمال طبي، ومن أقدم الاسيرات هي الأسيرة لينا الجربوني(39 عاما) من عرابة البطوف في الداخل الفلسطيني المحتل، والتي تعاني من المرض، ومعتقلة منذ اكثر من (13 عاما)، وكذلك وجود أصغر اسيرة فلسطينية هي ديما سواحرة من القدس والتي تبلغ من العمر (16 عاما).

وفي ختام المؤتمر قدم مركز أحرار لدراسات الأسرى دروعا تقديرية للأسيرتين المحررتين تثمينا لتضحياتهن وصمودهن خلف قضبان الأسر.