|
غزة لا تحتاج أنفاق بل تحتاج اّفاق
نشر بتاريخ: 15/10/2014 ( آخر تحديث: 21/10/2014 الساعة: 22:32 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كنت ولا أزال ارى في الاحتلال الاسرائيلي ثمرة شيطانية لمؤامرة امبريالية دولية ، ولا ينفع مع هذا الاحتلال اي اتفاق من دون اجباره على تنفيذ الشرعية الدولية ، وربما اختلف مع بعض من اساتذتي الكتاب الوطنيين في جزئية صغيرة , فأنا ارى اسرائيل دويلة تافهة وصغيرة وغير قادرة على حل مشاكلها ولن تستطيع ذلك في ظل وجود احزاب صهيونية قديمة متاّكلة تحمل افكار الحرب الباردة ولا تزال تعتقد ان ضابط مخابرات يهودي يجيد التحدث باللغة العربية قادر على اخافة شعب ومنعه من المطالبة بالتحرر الوطني .
في مؤتمر القاهرة الدولي لاعادة اعمار غزة حاول جون كيري ابتزاز الرئيس عباس ومقايضته اموال الدعم لاعادة اعمار قطاع غزة بالتراجع عن خطوة التوجه لمجلس الامن ضد اسرائيل . ولا أعرف بعد اذا ينفع هذا الابتزاز ام لا ؟ ولكنني الاحظ ان مسألة الانفاق اخدت حجما كبيرا وصارت تستخدم بطريقة ما لكسر ارادة غزة ومواصلة الحصار عليها . قناعتي الشخصية ان الانفاق مجرد طريقة عمل وليس قران كريم لا يمكن البحث فيه ، والانفاق اداة عمل مثل خطف الطائرات وتفجير السيارات في تل ابيب ومثل الاغتيالات السياسية ، مارستها التنظيمات الفلسطينية في مرحلة معينة للدفاع عن النفس في وجه الاحتلال لكنها ليس الطريق الوحيد لتحرير فلسطين . والمقاومة الفلسطينية في غزة اثبتت انها قادرة على اهانة اسرائيل وتجريع لواء جولاني وجفعاتي العار في ازقة الشجاعية وبيت حانون ورفح وجباليا ، ولم يكن ذلك بفضل الانفاق فقط وانما كان بفضل ارادة المقاتل وايمانه بحتمية نصر المقاومة . اما اسرائيل فوجدت في الانفاق ذريعة لشن حرب اعلامية دولية لمواصلة الحصار ، واقنعت امين عام الامم المتحدة والبيت الابيض والغرب بضرورة ربط اعادة الاعمار بالانفاق . كل نفق تحت غزى يكلفنا ما بين 2 الى 3 مليون دولار ، ومقابله يمكن ان تقتل المقاومة جندي اسرائيلي او مستوطن وانا ارى النفق في هذه المرحلة استثمار غالي في زمن تحتاج فيه غزة الى كل قرش . وقد استخدمت المقاومة في غزة الانفاق في مراحل مختلفة وبأشكال مختلفة وابرز تلك الاستخدامات كانت للجبهة الشعبية ومسؤولها العسكري في غزة محمد الاسود والذي اعتمد الانفاق في جميع عملياته اوائل السبيعينيات الى حين اشتهاده ، لذلك لا اتردد في دعوة الاخوة في قيادة المقاومة بتعطيل مؤقت لحفر الانفاق والتركيز الحالي على اعادة الاعمار وبناء شخصية المقاومة والتركيز على الميناء والمطار ، لانهما اهم من الانفاق . فغزة تحتاج الى ميناء قبل ان تحتاج الى نفق ، وتحتاج الى مطار قبل ان تحتاج الى نفق ، وتحتاج الى حرية سفر قبل ان تحتاج الى نفق ، وتحتاج الى فتح معبر رفح ومعبر ايريز قبل ان تحتاج الى نفق . مسألة هزيمة الاحتلال محتومة تاريخيا ولا تشكيك فيها ، ومسألة اقامة دولة فلسطينية بقيادة شبان غزة وشبان القدس والضفة امر لا غبار عليه . واذا ادعو الى تجميد العمل بحفر الانفاق في الفترة الحالية فانني اقصد الالتفاف على المؤامرة الدولية ضد غزة وان تكون المقاومة ديناميكية وليس ميكانيكية ، ، عملا بمقولة شكسبير الشهيرة : لا تكسر يد العازف ليلة الحفل . |