|
النساء البدويات في النقب "يصنعن حلما" في الفوج الثالث لمشروع التمكين
نشر بتاريخ: 16/10/2014 ( آخر تحديث: 16/10/2014 الساعة: 21:08 )
بئر السبع - معا - أكثر من 100 مشاركة من النساء العربيات البدويات في النقب، في غضون عام واحد، حصلن على ارشادات وتوجيهات مهدت دمجهن في ثلاثة مسارات جديرة في سوق العمل: العمل كأجيرات، تأسيس مشاريع اعمال صغيرة وتأسيس تعاونية نسائية في رهط
ويأتي مشروع "نساء يصنعن حلماً" الذي بادرت اليه "اجيك" بمشاركة قسم الخدمات الاجتماعية في بلدية رهط ومركز "ريان" أنهى مؤخرا الفوج الثالث له. حيث هدف المشروع الى تمكين مجموعات من النساء واحداث تغيير جوهري في حياتهن في سبيل الارتقاء بمكانتهن ودورهن في أسرهن بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام. وشارك في المشروع منذ انطلاقه أكثر من 100 امرأة حصلن على مدار السنة على ارشادات وتوجيهات في نوادي نسائية وفق برنامج عمل سنوي يشمل مجالات تثقيفية واسعة مثل: دورات محو الأمية، تعلم اللغة العبرية، التدعيم معنوي، ومحاضرات تخص صحة المرأة والعائلة وكيفية تجنب الحوادث البيتية. ذلك بالإضافة الى دورات اثراء وتأهيل مهني متعددة تشمل دورات خياطة، صناعة الاجبان والخبز، فن الماكياج والتجميل وكيفية تأسيس مصلحة تجارية صغيرة، وذلك بهدف دمجهن في سوق العمل وتوفير الدخل الثابت لعائلاتهن. ويوجب بالذكر بأن النساء المشاركات في المشروع بادرن خلال السنة للعديد من النشاطات التطوعية في البلدة بهدف مشاركة تجربتهن الفريدة مع نساء اخريات ومن منطلق الايمان بالقدرات الطاقات التي يملكنها، ومن ضمن هذه النشاطات مرافقة نساء اخريات والقيام بورشات توعوية حول الاعتناء بالصحة والمشاركة في المبادرات الاقتصادية التي أطلقنها. |299954| نشير في هذا السياق ان ضمن الشراكة بين "اجيك" و"مركز ريان" يحصلن خريجات المشروع على خدمات التوجيه والاستشارة التي يقدمها للمساهمة في توظيفهن في وظائف شاغرة، وبالإضافة الى المرافقة المهنية من قبل قسم التطوير الاقتصادي في "اجيك" الذي يعمل على تأسيس مخبز نسائي هو الأول من نوعه والذي سيكون بمثابة مبادرة اجتماعية-اقتصادية تعود أرباحها للخريجات والى تمويل نشاطات اجتماعية في البلدة، وذلك على غرار المطبخ النسائي "سنابل" الذي أقيم في حورة وأصبح اليوم نموذج ناجح وعلى مستوى قطري. وقالت احدى الخريجات في المشروع: " لا أملك الكلمات الكافية للتعبير عن شكري للقائمين على المشروع وعلى وجه الخصوص المركزات والمرشدات التي قدمن لنا كنز من المعلومات والنصائح، فلم تعد حياتي اليوم كما كانت في السابق، فمن امرأة ضعيفة ومهزومة، ها أنا اليوم عصامية ومستقلة، اتدبر كافة اموري عند زيارة الطبيب او المكاتب الحكومية، واساهم في اعانة أسرتي من خلال العمل الذي اكتسبته في مجال المكياج، ومن أجمل ما في الأمر ان زوجي سعيد بالتغيير الذي قمت به وانا أحظى اليوم باحترام ودعم لا مثيل لهم". رنا أبو فريح، مركزة أحد النوادي في رهط: "اتأثر كثيراً حينما افكر في التغييرات التي طرأت على حياة النساء المشاركات في المشروع، فهن لم يعدن مهمشات ودن أي معنى كما كن في السابق، انما حظين بمكانهن الطبيعي كشريكات لأزواجهن الذين قدما لهن كل الدعم وأمهات واعيات لدورهن الفعّال داخل الأسرة" وأضافت قائلة " لدى النساء رغبة عظيمة في التطور اكثر والتقدم بحياتهن الشخصية والاجتماعية, وتغمرني السعادة حينما افكر بالإنجازات التي سيقمن بها على صعيد حياتهن الشخصية وعلى صعيد بلدي رهط". |299953| خير الباز، المدير العام الشريك في "أجيك" قال في هذا السياق: "على العالم برمته التعلم من التجارب الفريدة التي نقوم بها في النقب, فهنا تكتب كل يوم صفحة جديدة في "الثورة الهادئة" التي يخطها أهالينا بتحدي الصعاب المعيسية والتوق لحياة أفضل ينعم بها أبناءنا, تشمل التطور الاجتماعي والاقتصادي والتربوي". وأضاف الباز :"بموازاة ذلك نحن نعي القيم الاجتماعية المتينة للمجتمع العربي-البدوي في النقب ونعمل وفقها، فنحن لا نطمح الى اعفاء الدولة من مسؤوليتها اتجاه الأهالي في النقب من خلال القيام بمثل هذه المشاريع, انما نعمل جاهدين على خلق قصص نجاح ونماذج عمل براقة في خدمة المجتمع, وفي الوقت نفسه نعمل جاهدين قبال المكاتب الحكومية المسؤولة على ان تتبنى هذه المشاريع وتعمل على توسيعها". |