وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ذكرى صفقة "شاليط"- بسمة أمل بتحرر قريب للمعتقلين

نشر بتاريخ: 20/10/2014 ( آخر تحديث: 20/10/2014 الساعة: 21:33 )
القدس- معا - مرت الذكرى السنوية الثالثة لتحرر أسرى صفقة "شاليط- وفاء الأحرار" على الأسرى المحررين سابقاً (المعتقلين حالياً) لتعيد لهم ملامح الفرحة التي عاشوها وترسم بسمة أمل بأن يحرروا في أقرب فرصة.

وقد اعيد اعتقال الأسرى المقدسيين المحررين في صفقة شاليط (اضافة الى عشرات النواب والأسرى من الضفة) منتصف شهر حزيران الماضي عقب عملية "اختطاف وقتل" المستوطنين الثلاثة والتي اتهمت فيها حركة حماس بالوقوف وراء العملية.

الاسرى المقدسيون المحررون الذين اعيد اعتقالهم يمرون ظروفا اعتقالية صعبة، خاصة وأنهم عاشوا تجربة الاعتقال وحياة السجون، كما عاشوا قرابة الثلاث سنوات في حرية وأمان، بين عائلاتهم وأحبائهم.

عائلات الأسرى تطالب الحكومة المصرية بالتدخل العاجل للإفراج عن الأسرى المعاد اعتقالهم، دون أي قيود.

وللتعرف على الأسرى المقدسيين الذين تحرروا في صفقة "شاليط" أوضح أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين لوكالة معا، أن صفقة وفاء الأحرار شملت 46 أسيرا مقدسيا من حملة الهوية الزرقاء، أفرج عن 16 منهم إلى مدينة القدس، و15 الى غزة، و11 الى تركيا، و4 الى قطر.

وأوضح أبو عصب أن الاحتلال الاسرائيلي اعتقل في منتصف شهر حزيران الماضي 8 أسرى مقدسيين أفرج عنهم في الصفقة "وهم علاء الدين البازيان 56 عاما، وسامر العيساوي 35 عاما، وجمال أبو صالح 50 عاما، وعدنان مراغة 45 عاما، وناصر عبد ربه 47 عاما، وابراهيم مشعل"، لافتا انهم يقبعون في سجن جلبوع، أما رجب الطحان وإسماعيل حجازي يقبعان في سجن ريمونيم.

وقال أبو عصب :" إن الأسرى (باستثناء سامر العيساوي) أُعيدت لهم الاحكام المؤبدة الصادرة بحقهم، وحدد المؤبد لهم مدة 40 عاما، باستثناء عدنان مراغة فقد حدد له لمدة 45 عاما لأنه كان قد تقدم باستئناف خلال اعتقاله الاول على قرار الحكم وحدد حينها حكمه بالسجن لمدة 45 عاما"، لافتا ان الاحتلال افرج وبشكل مفاجئ عن الأسير المقدسي إبراهيم مشعل دون أن يعرض على أية محكمة أو لجنة، بعد 28 يوما من اعتقاله.

وأضاف :" أن الاسير سامر العيساوي لم يعاد له حكمه السابق لانه سيعرض على لجنة خاصة في محكمة عوفر (العسكرية)، بينما بقية الأسرى عرضوا على اللجنة في المحكمة المركزية في حيفا (محكمة مدنية)".

وقال أبو عصب:" إن ما جرى مع أسرى "صفقة شاليط" هو ظلم لهم ولعائلاتهم، الاحتلال قام بتخريب النسيج الاجتماعي للناس، وللمرة الأولى في التاريخ يتم خرق صفقات التبادل.

ولفت إلى وثيقة أرسلت للعائلات من الشرطة الاسرائيلية جاء فيها بعد ذكر كل اسير وتاريخ اعتقاله (لقد تم التحقيق مع أبنائكم بتهمة "العضوية بتنظيم إرهابي" و"خرق بنود الإفراج"، ولكن تقرر إغلاق الملف وعدم تقديمهم للمحاكمة لعدم وجود أدلة كافية ضدهم).

وتسأل أبو عصب عن أي "خروقات" تتحدث اللجنة الخاصة التي شكلت لهؤلاء الأسرى، وهم يتوجهون كل شهر لتوقيع لدى شرطة الأقليات في مركز المسكوبية غربي القدس، أي يوجد رقابه متواصلة عليهم، وبالتالي لا يوجد لديهم خروقات، بعكس ما تدعيه اللجنة.

ولفت أبو عصب إلى أن محامي المعتقلين قدم استئنافا للمحكمة المركزية في الناصرة حول قرار المحكمة في حيفا، ومن المقرر عقد جلسة في السادس من شهر تشرين ثاني القادم للبت في الحكم الظالم ضدهم.

وأما عن السنوات المتبقية للاسرى المختطفين –في حال رفض الاستئناف- فقد أوضح ابو عصب السنوات التي قضاها كل أسير وهي كالتالي: الاسير حجازي قضى 4 سنوات، وأبو صالح 23 عاما، والطحان 13 عاما، والعيساوي 10 سنوات، ومراغة 22 عاما، والبازيان 26 عاما (الاعتقال الأخير)، عبد ربة 23
عاما.

وطالب أمجد أبو عصب من جمهورية مصر التي أشرفت على الصفقة بأن يكون لها دورها الفعال لإعادة الأسرى المقدسيين، وجميع الاسرى الذين اعيد اعتقالهم الى بيوتهم وعائلاتهم دون قيد أو شرط.

الأسير الكفيف علاء البازيان

أما زوجة الأسير المقدسي علاء البازيان فقد وصفت ما جرى لمحرري صفقة "شاليط" بالظلم الكبير، وقالت:" تزوج علاء بعد تحرره بحوالي 3 أشهر، تزوج ليستقر بعد قضائه 31 عاما في سجون الاحتلال، الا ان الاحتلال اصر على ملاحقته واعتقاله مجددا ليغيب الزوج الحنون والأب العطوف عن عائلته وبيته".

وتقول زوجته :"اعتقال علاء هذه المرة اصعب من الـ 31 عاما الماضية، فهو اليوم زوج وأب لطفلة وبانتظار مولده الجديد، علاء دائم التفكير بنا، ورغم وضعه النفسي الصعب الا انه يشجعني بان الافراج عنه سيكون قريب لانه اعتقل دون سبب ودون تهمة" .

وأضافت :"علاء كل شيء بحياتنا كنا دائما سويا، نشتاق اليه واتمنى خروجه من السجن".

وأعربت عن استغرابها واستنكارها للصمت حيال الأسرى الذين تم اختطافهم وانعدام تحركات فعلية للإفراج عنهم، متسائلة اين الدور المصري المشرف والراعي للصفقة؟

الأسير رجب الطحان

أما شقيق الأسير رجب الطحان فقد قال:" ان يوم الافراج عن رجب قبل 3 سنوات كان يوما لِلمّ شمل العائلة من جديد، بعد حرمان وتشتت بسبب الاحتلال دام 13 عاما".

ويضيف:" سرق الاحتلال شهر حزيران الماضي فرحتنا من جديد سرقة فرحة والديه وأولاده الخمسة وحفيده وأشقائه، واعيد حكمه المؤبد من قبل لجنة خاصة شكلت لهم، رجب لم يرتكب أي "خروقات" واعتقاله ومحاكمته سياسية بحتة."

وتابع الطحان حديثه:" والد ووالدة رجب يعانيان من نفسية صعبة منذ اعتقاله وغابت الفرحة عن المنزل، مر رمضان والعيدين تذكرنا رجب وتذكرنا كيف قضينا هذه الأيام الجميلة معه بعد الافراج عنه وغيابه عن المناسبات المختلفة مدة 13 عاما."

وتسأل الطحان كذلك عن الدور المصري الراعي للصفقة وقال:" أين التدخل المصري؟ لماذا لم نسمع أي تصريح حتى الآن من قبل المسؤولين المصريين؟ وطالب بالتدخل الفوري للافراج عن كافة اسرى "صفقة شيالط"، كما طالب السلطة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية الضغط على مصر للإفراج عنهم.

الأسير اسماعيل حجازي

أما شقيق الاسير اسماعيل حجازي فقد قال:" قبل 3 سنوات خرج اسماعيل من قبره... ليعود الى زوجته وطفليه ووالديه واسرته... بعد قضائه 4 سنوات في السجون من حكمه المؤبد، وثم اعتقل مجددا دون سبب، وتسأل الطحان هل يعقل خرق هذه الصفقة واعتقال العشرات من محرريها دون أي سبب او "خرق" كما تدعي اسرائيل.؟

وقال:" ان اعتقال اسماعيل هذه المرة وحكمه بالمؤبد مجددا كان كالصاعقة على العائلة وهو أشد صعوبة من الاعتقال الأول."

وطالبت عائلة حجازي من الحكومة المصري اتخاذ دورها حتى الافراج عن محرري صفقة شاليط.