|
منصور: إسرائيل مسؤولة عن جميع جرائم المستوطنين
نشر بتاريخ: 22/10/2014 ( آخر تحديث: 22/10/2014 الساعة: 11:14 )
القدس - معا - قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور إن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تتحمل المسؤولية عن جميع الجرائم المرتكبة من قبل المستوطنين الذين نقلتهم إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في انتهاك خطير للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها السفير منصور الثلاثاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (الأرجنتين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أدان فيها بشدة أعمال القتل والجرائم التي ترتكب من قبل المستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين المتطرفين الذين قامت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال بنقلهم بطريقة غير مشروعة إلى الأرض الفلسطينية، وكذلك أعمال التحريض والاستفزاز الإسرائيلية ضد المقدسات، خاصة في القدس الشرقية، و'هي محاولات متعمدة لتأجيج التوترات وخلق المزيد من عدم الاستقرار'. وأضاف منصور بحسب الوكالة الرسمية أن المستوطنين الإسرائيليين يواصلون أيضا عمليات الاقتحام والهجمات على المدنيين الفلسطينيين، وتدمير ممتلكاتهم وسرقة أراضيهم ومواردهم الطبيعية، مشيرا إلى الجريمة الإرهابية التي وقعت يوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، عندما دهس مستوطن إسرائيلي طفلتين فلسطينيتين بسيارته في بلدة سنجل بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد الطفلة إيناس خليل (?5 أعوام) وإصابة الطفلة تولين عصفور (8 أعوام) بجروح بالغة. وأدان السفير منصور هذا العمل الإرهابي الوحشي، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانته وإدانة جميع الهجمات الإسرائيلية والإرهابية ضد الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي. كما أشار إلى أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الفترة الأخيرة، التي تتزامن مع موسم قطف الزيتون الفلسطيني، ومن بينها اعتداءاتهم بالضرب المبرح على امرأة فلسطينية بينما كانت تقطف الزيتون من بستان في قرية ياسوف بمحافظة سلفيت وسط الضفة الغربية. وتطرق منصور إلى تصريح رئيس إسرائيل روفن ريفلين الذي قال إن إسرائيل تعاني من وباء العنف الذي يجب أن يعالج، قائلا 'لقد حان الوقت لنعترف بصدق أن المجتمع الإسرائيلي مريض - وأنه من واجبنا علاج هذا المرض المستشري حقاً في المجتمع الإسرائيلي'. وذكر أنه 'إذا أرادت السلطة القائمة بالاحتلال حقاً معالجة هذا المرض، فإننا نطالبها أن تعترف أولا وقبل كل شيء بعدم شرعية ووحشية الاحتلال العسكري لأكثر من 47 عاماً، وآثاره المدمرة على كلا الشعبين، وعلاوة على ذلك، يجب على إسرائيل أن تقوم فورا بمساءلة مرتكبي هذه الجرائم لتفادي استمرار هذه الهجمات الاستفزازية التي تزيد من تفاقم التوترات والحساسيات الدينية بين الجانبين، وتزيد من مشاعر الغضب وتعميق عدم الثقة'. وأشار منصور إلى أعمال التحريض والاستفزاز ضد الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة، خاصة الحرم الشريف، مشيراً في هذا الصدد إلى اضطرار الآلاف من الفلسطينيين يوم الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى أداء الصلاة في الشوارع وأزقة البلدة القديمة في القدس، ومنع قوات الاحتلال الرجال دون الـ50 عاما من دخول المسجد الأقصى. وأضاف انه علاوة على ذلك، هاجمت القوات الإسرائيلية المصلين الشباب وهم يحاولون دخول البلدة القديمة لأداء صلاة الجمعة، ويأتي هذا في أعقاب أعمال الاستفزاز الأسبوع الماضي عندما قام نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي، موشيه فيجلين، محمياً من قبل مئات من قوات الاحتلال، بدخول المسجد الأقصى مرة أخرى، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع المصلين الفلسطينيين. وشدد السفير منصور مجددا على مخاطر هذه الأعمال الاستفزازية والتحريضية، وأدان كل الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية لتغيير طابع والهوية التاريخية والدينية والوضع القانوني للأماكن المقدسة. وطالب بوقف جميع هذه التدابير والممارسات غير القانونية في جميع أنحاء القدس الشرقية، التي تهدف أيضا إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للمدينة في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأشار إلى البيان الذي أدلى به رئيس دولة فلسطين محمود عباس الذي ذكر فيه أن القيادة الفلسطينية سوف تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، على المستوى الدولي، بخصوص العدوان من قبل المستوطنين ضد المسجد الأقصى. وذكر السفير منصور أنه علاوة على ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وعلى مدى الأسبوعين الماضيين فقط، قامت السلطة القائمة بالاحتلال بأكثر من 55 غارة عسكرية في الضفة الغربية واعتقلت أكثر من 51 فلسطينيا، بينهم ستة أطفال. وأشار في هذا الصدد إلى استشهاد الطفل بهاء سمير بدر (13 عاماً) برصاص قوات الاحتلال خلال غارة عسكرية في قرية بيت لقيا بالضفة الغربية يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مضيفا أنه من المرجح أن يمر قتل هذا الطفل، مثل العديد من الأطفال الفلسطينيين الآخرين، دون عقاب، ودون عواقب، ودون أي مساءلة عن ارتكاب هذه الجرائم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وطالب السفير منصور المجتمع الدولي بإدانة هذه الأعمال الإسرائيلية غير القانونية والاستفزازية والعمل بشكل جماعي لإجبار إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على وقف انتهاكاتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وعلى التقيد بشكل كامل بالتزاماتها القانونية والعمل فورا على كبح جماح أعمال الإرهاب والعنف التي ترتكب من قبل المستوطنين، مضيفا أنه يجب على مجلس الأمن على وجه الخصوص دعم واجباته بمقتضى الميثاق لمعالجة هذا الوضع الذي يشكل تهديدا مستمرا للسلم والأمن في المنطقة وخارجها. |