|
لقاء حول واقع مشاركة المرأة في الحياة السياسية والمجتمعية في بيت لحم
نشر بتاريخ: 28/10/2014 ( آخر تحديث: 28/10/2014 الساعة: 13:05 )
بيت لحم- معا- نفذت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية- REFORM، لقاءً جماهيرياً بعنوان: "واقع مشاركة المرأة في الحياة السياسية والمجتمعية في بيت لحم"، وذلك ضمن مشروع "مدخل للعدالة" الذي ينفذ بدعم من ممثلية جمهورية ألمانيا الاتحادية، والذي يهدف الى رفع الوعي المناهض للعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، وبناء وتطوير مهارات مجموعات ضغط قادرة على مناهضة العنف، وإدماج المكونات المجتمعية المختلفة في مساحات عمل مشتركة، وتعزيز واقع الاستخدام الفعّال للإعلام في رصد الانتهاكات الواقعة على الفئات المهمشة سيما النساء، وتمكين المجموعات المستهدفة من احداث أثر بنيوي في واقع العلاقة بين المكونات المجتمعية في المناطق المستهدفة.
وشارك في اللقاء عدد من مؤسسات وهيئات بلدة تقوع والأطر الفاعلة إلى جانب مجموعة من شبان البلدة، وبمشاركة متدريبي مشروع مدخل للعدالة، وتحدث في اللقاء عليا الشاعر رئيسة المركز النسوي في تقوع، وفريد الاطرش رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في جنوب الضفة. وافتتح اللقاء رئيس بلدية تقوع حاتم صباح بكلمة رحب خلالها بالحضور والمشاركين، مؤكداً على أهمية تعزيز مفهوم ودور المرأة في المشاركة السياسية والمجتمعية إلى جانب الرجل وعلى أهمية عقد ورشات عمل تخدم هذا الهدف وخاصة في المناطق المهمشة. وقال رئيس البلدية إن المرأة تشكل نصف المجتمع الفلسطيني، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الإيمان بأهمية المشاركة السياسية للنساء وتفعيل دورهن في صنع القرار على كافة المستويات السياسية والمجتمعية، مطالبة باحترام مبدأ المساواة بين الجنسين في تلبية الحقوق السياسية والمشاركة في المؤسسات التشريعية ورفض المساس بهذا الحق بأي شكل من الأشكال. وفي حديثها عن واقع ومعوقات مشاركة المرأة في الحياة السياسية والمجتمعية، أكدت عليا الشاعر رئيسة المركز النسوي في تقوع أن نسبة تمثيل النساء في الهيئات المحلية والأطر التنظيمية والأحزاب السياسية محدودة جداً، متحدثة عن تجربتها في المشاركة السياسية في بلدتها. وقالت الشاعر إن المرحلة الراهنة تقتضي القضاء على كل أشكال التميز ضد المرأة الفلسطينية وضرورة اعطاءها الحق بتكريس مشاركتها السياسية ودعم جميع حقوقها بالوصول إلى المواقع القيادية وتقلد مواقع صنع القرار. وتحدثت الشاعر عن العادات والتقاليد وما اسمته بثقافة العيب التي تطغى على الدين ما يحد ويعيق حصول النساء على حقوقهن، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية كان لها مشاركات واضحة في مسيرة النضال الوطني. وذكرت أن ابرز المعوقات التي تحول دون مشاركة المرأة في الحياة السياسية تتمثل بمعوقات قانونية واخرى اجتماعية، موضحة أن ضعف تشجيع مشاركة النساء في الاحزاب وسيطرة العشائرية والقبلية على رأيها وقرارها السياسي وعدم وعيها بأهمية دورها السياسي كلها عوامل تضعف من مشاركتها السياسية في المجتمع. بعد ذلك انتقل الحديث إلى الاستاذ فريد الاطرش رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في جنوب الضفة، والذي تحدث عن مشاركة المرأة بين قانون مغيب وولاية قانونية مغيبة. وقال الاطرش إن هناك تميز في المجتمع من ناحية تطبيق القانون والثقافة المجتمعية التي تنتهك حقوق النساء الامر الذي يعيق تقدم المرأة في الحياة السياسية. ولفت إلى وجود تعديل بالقوانين الفلسطينية لصالح المرأة مستشهداً بذلك بتعديل نظام الانتخابات من خلال ادخال نظام "الكوتا"، مشيرا إلى أن انضمام فلسطين سابقاً ومؤخراً لعدد من الاتفاقيات الدولية ومن بينها اتفاقية "سيداو" يستوجب على صناع القرار والجهات الضاغطة تعديل القوانين والسياسيات والتشريعات في فلسطين بما يدعم ويخدم تعزيز مشاركة المرأة بالحياة السياسية. وأضاف أن كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية تؤكد على حق المرأة في المساواة مع الرجل والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، مطالباً بضرورة أن تأخذ المرأة دورها الفاعل لان الحقوق تنتزع ولا توهب ويجب أن تشارك المرأة في كافة الفعاليات والتحركات التي دعم جهود المصالحة و المشاركة المجتمعية. بعد ذلك فتح باب النقاش على مصرعيه أمام المشاركين، فقال الصحفي موسى الشاعر في مداخلة له إن ما عرض خلال ورشة اللقاء كان واقعياً ولامس الكثير من الحقائق التي نواجهها في مجتمعنا، معتقداً في ذات الوقت أن المرأة تمارس بعض الاجحاف بحقها تجاه مشاركتها في الحياة السياسية. ورأى الشاعر أن النخب السياسية تعتقد أن الذكر هو الوحيد القادر على القيام بالمهام الموكلة له، الأمر الذي يتطلب توعية تؤكد على أن المرأة نصف المجتمع المشارك محمد البدن، علق على ما طرح خلال اللقاء بالقول إن ما تعانيه المرأة في المجتمع من تغيب مشاركتها السياسية ناتج عن ازمة ثقافية مجتمعية اضافة إلى وجود بعض القوانين السلبية تجاه حقوق المراة. اما المشاركة حنين عايش اشارت إلى عدم وحدة العمل تجاه الهدف الواحد في المؤسسات والمراكز النسوية في فلسطين ما يؤثر سلبا على امكانية نزع الحقوق السياسية والمجتمعية، مؤكدة على ضرورة تعزيز ثقة المرأة بنفسها على أنها قادرة على صناعة التغيير في المجتمع والوصول إلى مستقبل يمكن مشاركتها في الحياة السياسية والعملية بما يضمن مكانتها الاجتماعية. في حين رأت منال سليمان عضو مركز نسوي تقوع أن تعزيز مشاركة المرأة بالحياة السياسية يتطلب منها بذل العديد من الجهود على الصعيد الفكري والعملي لتمكينها من الوصول إلى مواقع صنع القرار. وفي ختام اللقاء خرج المشاركون بعديد النتائج والتوصيات من بينها: ضرورة العمل على مخاطبة وتوعية الرجال بأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي، وضرورة أن تعمل المؤسسات على تمكين وصول المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية والاستفادة من النماذج والتجارب الناجحة على هذا الصعيد، ووجوب عمل جميع قطاعات المجتمع بشكل متكامل ومكمل لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والمجتمعية. |