وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال حفل تأبين الشهيد عامر نوفل: إجماع على رفض الحسم العسكري ودعوات للاحتكام للشعب لا للسلاح

نشر بتاريخ: 12/08/2007 ( آخر تحديث: 12/08/2007 الساعة: 15:37 )
رام الله -معا- نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واللجنة الوطنية لتأبين الشهيد العميد الركن عامر نوفل حفل تأبين حاشد أمس في ذكرى الشهيد نوفل عضو القيادة العسكرية للجبهة الديمقراطية الذي توفي في دمشق قبل نحو شهرين ووري الثرى في مقبرة الشهداء في العاصمة السورية.

وحضر الاحتفال قيادات العمل الوطني يتقدمهم النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في الأراضي الفلسطينية، وعبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية، وواصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من النواب وقادة فصائل العمل الوطني والمجتمع المدني ومئات المواطنين.

وقدم عريف الاحتفال المربي عاهد سمحان نبذة عن حياة الشهيد وعطائه على مدار أربعة عقود في صفوف الثورة المسلحة.

ثم القى الدكتور واصل أبو يوسف كلمة القوى السياسية فأشاد بمناقب الشهيد نوفل, مشيرا إلى مشاركته في كافة معارك الدفاع عن الثورة والشعب انطلاقا من قناعته الراسخة بأن المقاومة المسلحة هي الأسلوب الكفاحي الأساسي الذي مهد للإنجازات السياسية التي حققها الشعب الفلسطيني عبر نضاله الطوي.

وأكد أبو يوسف على أن جميع المناضلين الصادقين في خدمة شعبهم وقضيتهم تجمعهم القناعة بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمان الحقوق الوطنية.

وفي سياق كلمته دعا امين عام جبهة التحرير الفلسطينية حركة حماس إلى التراجع عن انقلابها العسكري لكي يتسنى عودة الجميع إلى الحوار الوطني الشامل وبما يمكن من تأليف حكومة انتقالية تتولى التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية كمخرج لا بديل عنه للأزمة الشاملة التي تعصف بالشعب الفلسطيني وقضيته.

واعتبر عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية والخارج لتوه من سجون الاحتلال في كلمته التي ألقاها نيابة عن زملائه الأسرى على أن الوفاء لذكرى الشهداء يكون من خلال التزام القيم والمبادىء التي ناضلوا من أجلها وفي مقدمتها الالتزام بمصالح الشعب وأهدافه.

ونقل ملوح رسالة الأسرى في سجون الاحتلال الذين اكدوا على أن قضيتهم هي قضية وطنية جمعية وسياسية وهم يرفضون تجزئتها كما يرفضون تحويلها إلى قضية "كانتينا"، وهي قضية شعب وحرية وليست قضية أمنية و جنائية، مؤكدا على أن مسؤولية النهوض بقضية الأسرى هي مسؤولية مشتركة لقوى الشعب وقيادة السلطة والمنظمة.

وشدد ملوح على ضرورة تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة داعيا إلى نبذ الأوهام حول إمكانية تحقيق أي انتصار عبر الانقلاب على الديمقراطية أو على أي علاقة بالقوى الخارجية، وقال أن المسؤولية الأساسية في عودة الأمور إلى نصابها تقع على عاتق حركة حماس لكونها المسؤولة عن الكيفية التي حسمت فيها الأمور في قطاع غزة.

وألقى النائب مهيب عواد كلمة دعا فيها إلى وقفة جادة ومسؤولة تكون في مستوى التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني كما بحجم أهداف النضال الوطني، مشيرا إلى أن النظام السياسي الفلسطيني تعرض مؤخرا لانتهاكات خطيرة أبرزها استخدام الحسم العسكري لحل الخلاف السياسي بديلا عن الحوار وما رافق ذلك من جرائم ارتكبت بحق الإنسان الفلسطيني والمشروع الوطني مما شكل تراجعا كبيرا للقضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي.

وأكد عواد على ضرورة التراجع عن الانقلاب والاعتذار عما جرى كشرط للحوار وذلك من أجل استئصال هذا النهج وهذه الثقافة الغريبة عن الاخلاق والثقافة الوطنية.

كما تحدث النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عن التجربة التي جمعته على مدى أربعة عقود بالشهيد عامر نوفل الذي خاض غمار الكفاح من أجل شعبه وقضيته مذ كان فتى يافعا وتنقل في عدة ساحات ومختلف ميادين العمل العسكري والسياسي والمؤسسي، وعبر محطات عديدة ومتعرجة تعرضت فيها وحدة التمثيل الفلسطيني للتهديد والخطر، وكان عامر نوفل مستعدا دائما لن يضحي بحياته دفاعا عن الشرعية وعن المشروع الوطني الفلسطيني.

واعتبر أبو ليلى أن الأزمة الحالية التي تعيشها الساحة الفلسطينية هي الأخطر في تاريخ القضية حيث أن الانقسام الحاصل يهدد بالإطاحة بأهم المنجزات التي حققتها الثورة بدماء وتضحيات عشرات الالاف من الشهداء ، وهو تهديد وحدانية الكيان الوطني الفلسطيني ووحدانية التمثيل الفلسطيني واستقلاليته.

وقال أن ما يجري الآن لا ينبغي له أن يريح أي وطني فلسطيني أو أي حريص على مصالح شعبنا ومستقبله وأن ما يبدو للبعض مكاسب وإنجازات بفعل قصر النظر هي إنجازات للاحتلال الإسرائيلي وحيث يراد للجميع أن يبقى رهينة للعدو والاحتلال والابتزاز المتواصل.

ورأى أبو ليلى أن الخروج من هذا المأزق ينبغي أن يكون إلى ما هو أفضل للشعب والقضية ى إلى مواصلة الدوران في الحلقة المفرغة للأزمات، وذلك عبر الاحتكام للشعب والمزيد من تعميق الممارسة الديمقراطية وقال أن كلمة السر في كل ذلك هي الاحتكام للشعب بدلا من الاحتكام للسلاح وخاصة بعدما وصل الحوار السابق إلى طريق مسدود بسبب تغليب المصالح الفئوية ومنطق المحاصصة.

وألقى نصر نوفل كلمة باسم مؤسسات قرية رأس كركر مسقط رأس الشهيد استعرض فيها مآثر الشهيد, داعيا إلى السير على خطى الشهداء وإكمال مسيرتهم التي ضحوا من أجلها بأعز ما يملكون.

وألقى ضرغام نوفل شقيق الشهيد كلمة ذوي الشهيد دعا فيها للعمل الجاد من أجل الوحدة الوطنية الصادقة لتخليص الشعب الفلسطيني من ويلات الدمار ولتوفير الحياة الحرة الكريمة لكل أبناء الوطن، ودعا قادة الشعب الفلسطيني إلى الاستماع لنداءات الجرحى والأسرى والوفاء لوصية الشهداء وتغليب قضية الوطن والشعب على كل الحسابات الفئوية.

كما ألقى أيوب سمحان قصيدة مؤثرة من وحي المناسبة مجد فيها الشهداء.