|
محلل إسرائيلي: يجب منع اندلاع حرب دينية في الشرق الأوسط
نشر بتاريخ: 30/10/2014 ( آخر تحديث: 02/11/2014 الساعة: 09:10 )
بيت لحم - معا - بات الاسوء الذي نخشاه أمام ناظرينا وتحول "الانتفاضة الثالثة" بمدينة القدس إلى حرب دينية بين الإسلام واليهودية... حرب دينية يقف المسجد الأقصى او "جبل الهيكل" في مركزها وتحمل في طياتها وثناياها إمكانية أن تتحول إلى مواجهة واسعة ينجر إلى اتونها ليس فقط سكان القدس والضفة الغربية وسكان غزة والإسرائيليين بل أيضا حزب الله والأردن ودول إقليمية أخرى.
بهذه النبوءة أو الاستشراف استهل المحلل العسكري والأمني "روني بن يشاي" مقالته المنشورة اليوم على موقع "يديعوت احرونوت" العبري الالكتروني وحملت عنوان "لنمنع الحرب الدينية في الشرق الأوسط". " يمكن للحرب الدينية هذه وفي هذا التوقيت بالذات ان تغير اتجاه الربيع العربي أو الهزة التي تشهدها المنطقة العربية وتوجيه هذا الغضب والعنف نحونا لهذا فان اندلاع موجة شديدة من المواجهات حول موضوع المسجد الأقصى ستغير قواعد اللعبة في القدس". وردت كلمة التصعيد و"الاسلمة" في قاموس الجيش الإسرائيلي لوصف حالة التطرف الإسلامي التي يمر بها الشرق الأوسط وصولا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأبعاد ومغزى توجيه هذا الصراع نحونا واضحة وجلية ويمكن لها أن تترجم نفسها عبر سلسلة من العمليات "الإرهابية" ضد أهداف إسرائيل في الخارج وفي إسرائيل نفسها إضافة لإطلاق الصواريخ من سيناء وعمليات "تفجيرية" في أماكن مختلفة وإذا لم نوقف العملية التي تجري أمام أعيننا حول المسجد الأقصى قد نجد أنفسنا وبسبب الوضع المتفجر الذي يعيشه الشرق الأوسط في خضم موجهة اخطر من الانتفاضة الثالثة " قال بين يشاي. قد يبدو هذا التحليل نبوءات غضب ومحاولة لإنتاج عملية تخويف لكن هذا بالضبط ما قالوه قبيل اندلاع حرب "يوم الغفران" وقبل تفجر الانتفاضة الثانية التي بدأت كما هو معروف بزيارة شارون للمسجد الأقصى وبالتالي حملت اسم هذا المسجد وعرفت بانتفاضة الأقصى. إذا ماذا يتوجب علينا أن نفعل ؟ يجب علينا أن نتخذ عدة إجراءات فورية ومتوازية تبدأ بضرورة رفد الجيش الإسرائيلي والشرطة بقوات تعزيز كبيرة تنتشر في أرجاء القدس لمواجهة "الجريمة" على خلفية قومية ليس من جانب الفلسطينيين فقط بل من جانب اليهود أيضا. ان "يهودا غلوك" الذي أصيب يوم أمس بالرصاص وسط القدس يقيم في مستوطنة "عاتينائيل" جنوب الضفة الغربية لكنه يتمتع بتأييد واسع في أوساط اليمين اليهودي لذلك يتوجب على الشرطة والشاباك ان تمنع بأي ثمن وقوع جريمة على خلفية "الكراهية الدينية" من قبيل عمليات "جباية الثمن" وفي ذات الوقت يجب عليها الاستعداد لمواجهة احتمال تنفيذ الفلسطينيين لعملية "تخريبية" من قبيل الخروج بمواجهات عامة تتضمن إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وصولا الى عملية إطلاق نار على المركبات التي تسافر على مختلف الطرق وزراعة عبوات ناسفة. يجب على قوات الأمن أن تنفذ عمليات اعتقال احترازية استباقية تشمل متطرفين يهود وعرب وعدم الخوف من تنفيذ مثل هذه الاعتقالات لان هؤلاء المتطرفين عبارة عن مجموعة من المرضى النفسيين تم التعامل معهم حتى ألان باللين الذي يشكل عمليا أفضل وصفه للانفجار الكبير يجب علينا أن ننزع عيدان الثقاب من أيدي هؤلاء المرضى النفسيين. والدليل على ذلك ما حدث مع "المخرب" الذي أصاب المتطرف "غوليك" حيث تشير سرعة تحديد وتصفية "معتز حجازي" على يد الشاباك بانه كان أصلا تحت الرقابة والاهتمام الاستخباري وكان من الواضح قبل فترة طويلة بأنه كان مهيأ لتنفيذ عملية من هذا القبيل وهو سجين سابق ومن الممكن ان يكون قد خطط للعملية منذ فترة طويلة وعرف تماما الشخص الذي يريد استهدافه وهناك إمكانية للافتراض بأن الشاباك قد عرف بأن شيئا ما يجري حول هذا الشخص وهذا مثال على هدف محتمل للاعتقالات الاستباقية الإدارية ضد الفلسطينيين واليهود الذين يخططون لإشعال المنطقة. وهناك خطوة أو إجراء آخر يمكننا اتخاذه وهو تجنيد السياسيين ورجال الدين اليهود والمسلمين بما في ذلك الرئيس الفلسطيني ابو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ليوجهوا دعوات للجمهور عموما وللمتطرفين خصوصا الذي يحملون راية التطرف الديني يطالبونهم فيها بالهدوء والسكينة والعودة للاتزان والتوازن. أن الحديث مع ساسة ورجال دين يهود ومسلمين ليس فقط من قبل شرطة القدس بل من قبل ساسة وحاخامات يمكن أن يؤدي إلى الهدوء وقد ثبت صحة ذلك وقوة تأثيره في الماضي. إضافة لذلك يجب إرسال قوات عسكرية وشرطية كبيرة مسلحة بوسائل تفريق المظاهرات للقدس وأرجاء الضفة الغربية ويجب ان يكون حضور هذه القوات ظاهرا وباديا للعيان ويجب أن يتلقى الجنود الذين لا يمتلكون خبرة رجال الشرطة في مجال تفريق المظاهرات تعليمات وأوامر واضحة ومحدد ومفصلة تتعلق بعمليات إطلاق النار واستخدام وسائل تفريق المظاهرات وكذلك يجب أن نزودهم بالمعدات والتجهيزات الضرورية والمناسبة. يجب استمرار إغلاق الأقصى أمام اليهود والعرب ليوم "الجمعة" بما في ذلك منع الصلاة في هذا اليوم ويجب نشر قوات كبيرة من الشرطة قرب وحول المسجد الأقصى وفي الأزقة التي تؤدي إليه لضمان إفشال محاولات الصعود إلى المسجد حتى وان تعلق الأمر بزوار أبرياء عفويين يجب علينا أن نبرد الميدان وإذا اقتضى الأمر أن نحتل "الانفعالات المتصاعدة والغضبة" حتى تهدأ. واختتم "بن يشاي" مقالته التحليلية بالقول " المهم ان نمتنع قدر الإمكان عن القتل لان كل جثة تؤدي إلى تدهور إضافي في الوضع وتخلق أجواء أكثر تطرف". ومن المنطقي الاعتقاد ان خطوات وإجراءات من هذا القبيل وربما خطوات أخرى بما في ذلك فرض نظام منع التجول خلال ساعات الليل في مناطق محددة من القدس والضفة الغربية سيتم اتخاذها بوعي وتعاون بين الجيش والشاباك والشرطة ما سيؤدي إلى تهدئة الأجواء خلال الأيام القليلة القادمة ويمكن حينها ان نعود إلى حياتنا الروتينية وإذا لم نفعل ذلك فان خطر المواجهة الإقليمية ستتحول أكثر فأكثر إلى أمر حقيقي ممكن الوقوع. |