وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قطار الرياضة الفلسطينية يسير بثبات

نشر بتاريخ: 01/11/2014 ( آخر تحديث: 01/11/2014 الساعة: 19:57 )
بقلم :أسامة فلفل

منذ زمن بعيد كان حلم عبور القارات يراود الرجال والأبطال الذين كانوا يعشقون الوطن ويحلمون بشرف تمثيل فلسطين في المشاركات والاستحقاقات على المستويين الإقليمي والدولي.

اليوم أضحى الحلم حقيقة رسختها بواعث انجازات عظيمة ومواقف وطنية سديدة وتضحيات جسيمة عبرت عن وعي وفكر وثقافة راقية ومتطورة لعبور تحديات هذا العصر والولوج على الساحة الدولية وتثبيت قيم ومفاهيم رياضية فلسطينية أصيلة أضافت حضورا مميزا وسمعة طيبة عن الرياضة والرياضيين في وطن مزقته الحروب ومازال في دائرة استهداف الدولة العبرية.

إن النجاح الذي حققته قيادة الوطن الرياضية رغم المصاعب والمعيقات الكبيرة يعبر عن حالة وطنية فلسطينية أصيلة لها جذورها وامتداداتها وعمق تفكيرها ونضالاتها وتضحياتها التي حبرت حروف الوطن ورسمت ملامح هويته الرياضية والوطنية بوعي ومسؤولية.

إن الغوص في أعماق البحر يتطلب سباح ماهر متمرس صاحب خبرة وباع طويل في الغوص والإبحار ,وحين أبحر قبطان السفينة الرياضية الفلسطينية كان على يقين أن أمواج البحر العاتية لن تنال من سفينة الحركة الرياضية التي تم إعدادها بمواصفات عالية الجودة لتتغلب على المصاعب والمشاكل التي تواجه السفينة التي تحمل على متنها طموح أمة وأمال شعب يتحدى المنون من أجل حريته واستقلاله و المحافظة على هويته الوطنية و الرياضية.

لاشك أن الوصول إلى شاطئ الأمان يحتاج لمهارة فائقة ولياقة ولباقة عالية وقيادة مميزة وثقة كبيرة بالذات وإيمان راسخ بالقدرة على حمل المسؤولية وتأمين سلامة الوصول بفطنة وهدوء والتعامل مع التحديات بفراسة القبطان الماهر الذي يعرف جيدا كيف يرسو بالسفينة التي تشق عباب البحر بثقة وإصرار وإرادة قوية لا يمكن أن تنال منها النوازل ,وبإيمان راسخ بالقدرة على حمل لواء المسؤولية والتحليق في الفضاء وتحقيق الانجازات.

هذا ما لامسته قلوب الرياضيين والجماهير الرياضية في شخص ربان السفينة اللواء جبريل الرجوب الذي حمل هموم الرياضة الفلسطينية وما تتعرض له من ممارسات واستهداف عناصر وكوادر المنظومة الرياضية والبنية التحتية والمنشآت الرياضية في الوطن عامة وفي قطاع غزة المكلوم والمحاصر خاصة ,وكشف القناع عن الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال وفضح سلوكه وممارساته واستهدافاته للرياضة والرياضيين.

لقد حمل الرجوب هذا الملف للأسرة الدولية وجند كل الشخصيات والقيادات الرياضية العربية والدولية للوقوف لجانب ونصرة الحق الفلسطيني وإدانة هذا السلوك العدواني الذي يحرمه الميثاق الأولمبي وتدينه كل القوانين والمواثيق الرياضية الدولية ,إضافة إلى ذلك وضع كل الخروقات والتجاوزات الإسرائيلية على طاولة الأسرة الدولية.

إن عملية الانتشار الواسعة للرياضة الفلسطينية على مستوى الوطن وخارجه يعطي دلالات واضحة على أن الرياضة الفلسطينية أصبحت تحتل مكانة مرموقة على الخارطة العالمية الدولية ويعكس حالة الرقي والتطور والحضور التي وصلت إليه.

حالة النهوض التي تشهدها الرياضة الفلسطينية بكل مستوياتها وأركانها وعناصرها هي نتاج جهود مضنية وعمل دءوب ومسؤولية وطنية للقيادة الرياضية التي نجحت في تحويل التحديات إلى انجازات تاريخية تعبق بأعظم صور العطاء الفلسطيني الذي لا ينضب.

فالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لعب دورا بارزا وهاما على مدار المرحلة السابقة في تعزيز وتدشين جسور التواصل مع الأشقاء والأصدقاء ونشر الثقافة الرياضية والفكر الرياضي بين القطاعات الرياضية المختلفة ,وما تحقق من انجازات على الخارطة العالمية الرياضية للرياضة الفلسطينية جسد بوضوح قوة وحجم الإصرار والعزيمة عند القيادة الرياضية والمنظومة الرياضية بكل مستوياتها.

فانتظام المسابقات وبناء منظومة منتخبات بإطارات وطنية ومساقات علمية تمتلك مقومات القدرة على صناعة وتحقيق الطموح الفلسطيني يصب في مصلحة الرياضة والقضية الفلسطينية ,إضافة إلى إعادة بناء منظومة الهيئات الخاصة وترسيخ مبدأ الديمقراطية والممارسة الحضارية في العملية الانتخابية لهذه الهيئات شكل بارقة أمل في تحقيق مشروع النهضة في الوطن.

نحن ندرك أن المسيرة طويلة وشاقة فبرغم الأحداث المتلاحقة يمتد اليوم البصر في أفق المستقبل للقيادة الرياضة للبحث عن كل مقومات التطور والرقي ومواكبة النجاح واللحاق بركب الأمم والشعوب وترجمة طموحات شعبنا ومنظومته الرياضية والمساهمة في صناعة انجازات تعيد لنا إرثنا وتاريخنا الرياضي الذي نهب وسلب لطمس هويتنا الوطنية والرياضية والتنكر للرصيد الهائل والكبير من المكاسب والانجازات الرياضية الفلسطينية بالمحافل الإقليمية والدولية.

إن سمات الأصالة وملامح التطور التي غرسها ربان السفينة تتوهج اليوم ويلمع بريقها في كل الساحات والميادين لتعكس بجلاء الحالة الرياضية الفلسطينية والمشهد الرياضي الذي بدأ يبرز بشكل يوحي بحالة الرقي و التميز.

فالرياضة الفلسطينية شعرت بدفء مفاصلها بعد الرعاية والحضانة الدافئة للقيادة الرياضية والاهتمام بعناصر الألعاب وتحسين أدواتها وتأسيس أجيال رياضية فلسطينية قادرة على المنافسة انطلاقا من فرق البراعم والناشئين وصولا إلى منتخبات الرجال والسيدات وتفعيل مشاركتهم الخارجية على أساس المنافسة والتمثيل المشرف بالمحافل الإقليمية والدولية.

فهذا العطاء المثمر والبناء للوطن والرياضة الفلسطينية حققته سواعد وزنود وطنية في سنوات قليلة من عمر الزمن ليكتب التاريخ كل فصول هذه المرحلة بحروف معطرة ويسجل المواقف الوطنية والرياضية الملتزمة التي حملتها القيادة الرياضية الفلسطينية.

ختاما...

الشجاعة ورباطة الجأش والثقة بالذات والقدرة والكفاءة العالية لربان السفينة في خلق واقع رياضي متجدد والوقوف والانحياز لمصلحة الرياضية والوطنية ودعم الشباب الفلسطيني والقطاع الرياضي وتعزيز صمود هذه القطاعات كان الشغل الشاغل لقيادة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي برهن وعبر محطات كثيرة على أنه على مستوى الالتزام والمسؤولية الوطنية والرياضية.

فنجاح جهود القيادة في صرف مكافأة الرئيس محمود عباس لدعم الرياضة الفلسطينية لاسيما أندية الدرجة الممتازة والدرجتين الثانية والثالثة يعزز من قدرة هذه القيادة على الالتزام وتنفيذ المسابقات والبطولات الرسمية المحددة وبالتواريخ المعلنة.

من المعلوم أن الرياضة وتنظيم المسابقات لم تعد منصات للمنافسة فحسب بل أصبحت فضاءات رحبة للتواصل الحضاري والإنساني وتعزيزا وترسيخا للوحدة.

إن النشاط الذي يقوم به الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في هذه المحطة الفارقة من شأنه إلى جانب أبعاده الرياضية والوطنية رفع المستوى وتحقيق التمثيل المشرف على المستوى الخارجي ويسهم في تثبيت إرث رياضي خالد وحضاري عريق وحاضر زاهر تقود دفته الرؤية الحكيمة والسديدة لربان السفينة الرياضية في الوطن فلسطين.