|
الشيخ رائد صلاح: "النقب عمقنا الاستراتيجي"
نشر بتاريخ: 02/11/2014 ( آخر تحديث: 02/11/2014 الساعة: 08:35 )
رهط - تقرير معا - "المشروع الصهيوني مكشوف العورة مفضوح لأن غزة العزة حطمت كبرياءه، وقد حاول أن يتعامل مع النقب كعمق استراتيجي، حيث كل القيادات الصهيونية أوصت على الاستيطان في النقب، وأقول لكل من يسمعني اليوم، إنّه إذا كان هذا تفكيرهم عن النقب، فنحن أحق بهذا التفكير بأن يكون النقب عمقا استراتيجيا لأهل الجليل والمثلث والمدن الساحلية"، هذا ما قاله مساء السبت الشيخ رائد صلاح، في مؤتمر "عطاء وبقاء" في مدينة رهط.
وأضاف الشيخ صلاح: "باختصار يجب أن نتعامل مع النقب كعمق استراتيجي لتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا سيما ان من النقب انطلقت تلك الصرخة، أما أن نعيش على أرضنا سعداء أو الموت عليها شهداء. أقولها بصوت عال: حتى ننصر القدس والأقصى يجب أن ننصر النقب". وقد شارك المئات من الرجال والنساء مساء السبت في مؤتمر عطاء وبقاء الأول الذي مؤسسة النقب للأرض والإنسان في قاعه القمر بمدينة رهط، وذلك بمناسبة مرور أكثر من عقد على انشائها. وجاء المؤتمر تحت عنوان "مؤتمر عطاء وبقاء"، والذي نظمته الحركة الاسلامية الشمالية، تأكيدا على جهودها لدعم صمود الأهل في النقب والقرى غير المعترف بها. وقد قام على عرافة المؤتمر الشيخ يوسف أبو مديغم، حيث حضره شخصيات اعتبارية على المستوى القطري والمحلي، وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركه الإسلامية (الجناح الشمالي) في الداخل الفلسطيني والدكتور الشيخ الباحث رائد فتحي. |301773| وتحدث الشيخ صالح أبو سعد، مدير مؤسسة النقب للأرض والإنسان، عن دور المؤسسة في العطاء من أجل صمود أهل النقب في مواجهة سياسات المؤسسة الإسرائيلية من أعمال هدم وتهجير، مشيدا في الوقت نفسه بجهد مؤسسة الميزان الحقوقية على دعمها لأصحاب الأرض والمسكن المهددين في المجال القضائي. وقدم عطا أبو مديغم، القائم بأعمال رئيس بلدية رهط – البلد المضيف - كلمة ترحيبية بالضيوف حيا فيها القائمين على المؤتمر وأشاد بجهد مؤسسة الأرض والإنسان وعطائها الضخم للمجتمع النقباوي، ودعمها لصمود أهله. الشيخ أسامة العقبي، مسؤول الحركة الشمالية في النقب، أكد في كلمته على الصمود والثبات في النقب رغم كل ممارسات المؤسسة الإسرائيلية ضد أهلنا في النقب. كما وأكد على حق العودة للأهل في الشتات وأشار إلى "محاولات المؤسسة في تشويه وجه النقب الحقيقي الإسلامي العروبي الفلسطيني، لنزعه عن أصله". و أشار إلى أن أهل النقب جراء سياسات المؤسسة الإسرائيلية يفتقدون لأبسط الحقوق، كالماء والكهرباء. وفي نهاية كلمته أكد أن "كل مخططات المؤسسة الإسرائيلية ستفشل ونحن باقون ما بقي الزعتر والزيتون وأننا أصحاب حق ولا نبدل أما شهداء أو دفاع حتى نلقى الله". من جانبه عرض المسؤول الإعلامي في الحركة، الشيخ سلمان أبو عبيد، عبر شاشة الحاسوب صور للانجازات التي قامت بها مؤسسة النقب للأرض والانسان واهمها: إعمار 500 بيت هدم أو دمر جراء كوارث طبيعية؛ امداد 25 قرية غير معترف بها بالمياه؛ مشرع الكتاب المدرسي والذي يستفيد منه زهاء 3000 طالب؛ دعم طلبة المعاهد العليا بالمنح؛ تعبيد شوارع لـ15 قرية؛ امداد 25 بيت بالطاقة الشمسية لسد حاجتهم من الكهرباء؛ إقامة 9 معسكرات عمل تواصل في النقب. |301774| "فضح رجال المؤسسة" الشيخ عطيه الأعسم، رئيس مجلس القرى غير المعترف بها، شكر مؤسسة النقب للأرض والإنسان على جهودها وعطائها كما أوضح مأساة وحجم الوضع الرديء في النقب. وأشار أن هدف المؤسسة الاسرائيلية تعدى مسألة الأرض ووصل الى مرحلة محاربة النسل والولادة في النقب، واصفا اياها إنها تهديد بحجم تهديد النووي الايراني على المؤسسة الاسرائيلية. وأوضح أنّ "للنقب رجال ولا تنازل عن شبر منه"، كما وطالب المجتمع وخاصة شريحة الشباب "بكشف رجال المؤسسة من عرب النقب وفضحهم عبر كل وسيلة متاحة". الشيخ الدكتور رائد فتحي شرح موجزا بكلمته أن المؤسسة جعلت من القضية النقباوية والفلسطينية عامه موضوع ديني بعكس واقع العصر المتحضر وأشار في مداخلته إلى أنّ "الحركة الصهيونية ابتكرت فكر السلطوية والعليوية للسيطرة على المكان والزمان"، لافتا إلى أنّ "الحاخام موشيه بن ميمون الذي يصف في كتاباته أنّ كل من هو غير يهودي هو منزله أقل من الإنسان ومنزله أعلى من الحيوان في إشارة منه على الفكر اليهودي المتطرف ضد باقي الديانات، لافتا إلى أنّه "بحسب تلمود اليهود كل من هو غير يهودي هو خلق من حيوان وشبه بشكل انسان ليخدم اليهودي ويكون عبدا عنده". "منكم نتعلم الصمود" وفي كلمته التي أنهاها بأهمية النقب كعمق استراتيجي لعرب الداخل، أرسل رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، الشيخ رائد صلاح، "تحية إجلال واكبار لأهلنا في النقب في كل ربوعهم وبواديهم، على هذا الصمود الأسطوري الذي تحلوا به، رغم الظروف المأساوية التي مروا بها، والذي حاول المشروع الصهيوني أن يغرقهم بها، ظانا أنهم سيرحلون ولكنهم ظلوا منزرعين في هذه الأرض وجزء من حاضرها ومستقبلها فألف تحية لكم يا شباب النقب، وأقولها بدون تردد منكم نتعلم معاني الصمود والبقاء والعطاء، ويشرفني أن أكون جزءا من صمودكم وبقائكم وعطائكم ومن هذا المؤتمر التاريخي الكبير". وأضاف الشيخ صلاح: "لقد داس أهل النقب على المشروع الصهيوني بتحويلهم إلى "هابدويم شيلانو"، وأكدوا أنهم جزء لا يتجزأ من عالمنا الفلسطيني وعالمنا العربي والإسلامي. المشروع الصهيوني بتفكيره الصفيق وضيق الأفق والسطحي، خطط لأهلنا في النقب – كما في الجليل والمثلث والمدن الساحلية – بأن نكون طوال حياتنا بمثابة سقاة وحطابين وحراثين ليس إلا، وقال أن الله خلق اليهود من بني البشر والبقية من الحيوانات لخدمة اليهود.. أرادوا لنا أن نكون عبيدا لخدمة المشروع الصهيوني، فقال أهل النقب أنك يا أيها المشروع الصهيوني تحلم، والديل الساطع على ذلك هنا في الأرض حيث لا يزال يولد من بينهم طليعة من القيادات الاعلامية والسياسية والفكرية، وطليعة من وصلوا إلى درجة البروفيسور. هذا وجه النقب الحقيقي وهذه حقيقة أهلنا في النقب، وأنا أقولها بارتياح: لو يخططوا مليون مخطط برافر، أهلنا في النمقب باقون وكل مخططات برافر زائلة بإذن الله". وأضاف الشيخ صلاح: "إننا نحب شعبنا الفلسطيني اينما كان، ولكن نخص أهل النقب بحب خاص واللاجئين منهم في أرض الشتات، قد تكون في الأردن أو غزة أو أماكن أخرى. لقد تشرفت باللقاء مع الكثير منهم، فكانوا رغم رفاهية العيش يقولون اشتقنا للشق الذي هو أفضل من أعظم القصور، اشتقنا لنبتة الشيح التي هي أجمل من أجمل حدائق العالم... ألف تحيه لهم، نحييهم من هنا ونقول لهم يا أهل النقب في الشتات نحن في انتظاركم وسيعيش اهلكم في النقب أمناء يحفظون أرضكم وجذوركم وزيتونكم – هو امتداد وجودكم حاضرا ومستقبلا باذن الله". وأكد الشيخ صلاح إلى أن "كل الأعمال العنصرية لن تستأصل العرب من النقب، وكم زدنا ايمان انه منذ النكبة ازداد النقب من 10 آلاف إلى 220 ألف مرابط ومرابطة وصامد وصامدة، كلهم يرددون إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون.. اطمئنوا يا أهلنا في كل مكان والشتات ففجر عودكتم قريب". وانهى بشكره لكافة المؤسسات الداعمة للأهل في النقب. |