|
مدى: انتهاكات واسعة لحرية الصحافة خاصة في القدس خلال الشهر الماضي
نشر بتاريخ: 06/11/2014 ( آخر تحديث: 06/11/2014 الساعة: 17:00 )
رام الله -معا - شهد شهر تشرين اول 2014 تصعيدا واتساعا في دائرة الانتهاكات والاعتداءات التي استهدفت الصحافيين في الاراضي الفلسطينية مقارنة بالشهر الذي سبقه، ما يؤكد الحاحية العمل على ما درج مركز "مدى" والمؤسسات الحقوقية على المطالبة به بشأن ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم والاعتداءات لا سيما وان الامم المتحدة أقرت الثاني من تشرين ثاني يوما عالميا لإنهاء الافلات من العقاب.
وبمناسبة اليوم العالمي للإفلات من العقاب الذي صادف قبل أيام فان مركز "مدى" يجدد التأكيد على ان عدم ملاحقة ومحاسبة مرتكبي الجرائم والاعتداءات ضد الصحافيين يعتبر حافزا ومشجعا مباشرا على استمرار ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات واتساع دائرتها دون توقف كما حدث على سبيل المثال في الشهر الماضي، وذلك بعد فترة وجيزة من مقتل 17 صحافيا وعاملا في الاعلام على ايدي قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة خلال شهري تموز وآب الماضيين. ولم يكد يمضِ يوم واحد من أيام شهر تشرين اول 2014 دون ان يشهد انتهاكا او اعتداء ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين، علما ان قوات الاحتلال ارتكبت الغالبية العظمى من هذه الاعتداءات والانتهاكات. ولوحظ خلال تشرين اول الماضي ان العديد من الاعتداءات نفذت من قبل جنود الاحتلال بصورة مباشرة ومتعمدة وسافرة ضد الصحافيين اثناء تغطيتهم للأحداث المختلفة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة. وترافقت هذه الاعتداءات مع عمليات تهديد للصحافيين، ما يقدم مزيدا من الأدلة على الكيفية التي يتعاطى فيها جيش وسلطات الاحتلال الاسرائيلي في الميدان مع وسائل الاعلام والصحافيين، وذلك ضمن محاولاته (الجيش) ابقاء اعماله القمعية بعيدة عن الاضواء، ما يظهر اهمية الدور الذي يلعبه الصحافيون في نقل حقيقة ما يجرى للعالم. لقد رصد ووثق مركز "مدى" خلال شهر تشرين اول 2014 ما مجموعه 37 اانتهاكا ضد الحريات الاعلامية ارتكبت جميعها في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلي القسم الاكبر منها (26 اعتداء وانتهاكا) فيما ارتكبت اجهزة الامن الفلسطينية 11 انتهاكا. الانتهاكات الاسرائيلية صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من اعتداءاتها وانتهاكاتها ضد الصحافيين والحريات الاعلامية خلال تشرين اول 2014، وشكلت الاعتداءات الجسدية وعمليات الاستهداف، المتعمدة، السافرة والمباشرة، القسم الاكبر من مجمل هذه الاعتداءات وذلك في محاولة من جيش الاحتلال منع الصحافيين من التغطية وإبعادهم عن أماكن الاحداث والتعتيم على ما يجري، وهو ما تكرر في العديد من المواقع وترافق مع عمليات مصادرة لبعض المواد الاعلامية المصورة والمسجلة. واقدم أحد جنود الاحتلال على رش غاز الفلفل على عيون الصحفي الحر المتطوع في مركز حقوق الانسان الاسرائيلي "بتسيلم"، بلال عبد السلام التميمي اثناء تصويره مسيرة سلمية في قرية النبي صالح يوم 10/10 واعتدى عناصر الشرطة الاسرائيلية على المصور الصحفي في فضائية "الجزيرة" القطرية وائل محمد السلايمة وصحافيين آخرين اكثر من مرة اثناء تغطيتهم احداثا وقعت في ساحات المسجد الاقصى بمدينة القدس يوم 13/10 كما وتعرض السلايمة في اليوم التالي (14/10) لاعتداء اخر حيث اصيب في ظهره بقنبلة صوت القاها احد رجال الشرطة نحوه اثناء تغطيته احداثا في القدس. واصيب المصور الصحفي في جريدة "الحياة الجديدة" عصام هدى الريماوي في ساقه اليمني من الخلف برصاصة مطاطية اطلقها نحوه احد جنود الاحتلال الاسرائيلي بينما كان يغطي مسيرة في بلدة بيتونيا بمحافظة رام الله وذلك يوم 17/10، وفي ذات اليوم اصيبت المصورة الصحفية مروة محمد عبد الجليل ادريس برصاصة مطاطية في ظهرها في القدس الامر الذي تسبب لها بتمزق ونزيف في الطحال. واصيب مدير انتاج برنامج "صباح الخير يا قدس" ومصور الطوارئ في تلفزيون فلسطين نادر بيبرس بعيارين مطاطيين اطلقهما رجال الشرطة الاسرائيلية اثناء تغطيته أحداثا وقعت في القدس يوم 24/10، كما اصيب المصور الصحفي في وكالة الاسويتدرس "AP" مجدي اشتية بأربع رصاصات مطاطية اطلقها جنود الاحتلال نحو مجموعة من الصحافيين اثناء تغطيتهم تظاهرات في بلدة سلواد بمحافظة رام الله، فيما اصابت رصاصة اخرى الكاميرا الخاصة بالمصور الحر، السويسري الأصل، لازار سيمونوف Lazar Simeonov الذي كان في ذات المكان، ما ادى لكسرها، وذلك يوم 27/10. واعتدى رجال الشرطة الاسرائيلية مرتين على مراسلة ومصورة وكالة "قدس نت" ديالا جويحان اثناء تغطيتها مسيرة في مدينة القدس يوم 24/10. واعتقلت قوات الاحتلال مراسل فضائية الاقصى مصطفى عبد الرزاق الخواجا من منزله في قرية نعلين غرب رام الله يوم 20/10 (ما يزال معتقلا)، كما جددت محكمة عسكرية اسرائيلية يوم 30/10 اعتقال مدير مكتب فضائية "الاقصى" في الضفة الغربية عزيز هارون كايد لمدة اربعة شهور. واستولى جنود الاحتلال على كاميرتي الصحافيين محمد سعيد بلاص، مصور وكالة الانباء الاميركية اسوشيتدبرس " AP" ومراسل جريدة "الايام" في جنين، واحمد حمدي الكيلاني المصور في شركة "بال ميديا" وصادروا بطاقات الذاكرة وشريط التسجيل والبطاريات وذلك اثناء تغطيتهما عملية اعتقال نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم جنين يوم 2/10، كما تم احتجاز مراسل فضائية "خبر" الايرانية جهاد الدين عبد الناصر البدوي اثناء تغطيته مواجهات وقعت في مخيم العروب بمحافظة الخليل يوم 1/10، وتعرض الصحافيون: المصور التلفزيوني في "ترانس ميديا" صهيب حجازي سلهب، والمنتجة في قناة "فلسطين اليوم" ربا بردويل، والمصور في شركة "الارز للانتاج الفني" ايمن ابو رموز، والصحفي الحر مصطفى الخاروف، ومراسلة قناة "الميادين" هناء محاميد للاعتداء والمنع من التغطية والتهديد خلال تغطيتهم احداثا شهدتها ساحات المسجد الاقصى بالقدس يوم 8/10، علما ان الصحفي ابو رموز يحمل بطاقة الصحافة الاسرائيلية وقد أبرزها للشرطي الاسرائيلي الذي لم يكترث لذلك. واحتجز جنود الاحتلال المصور في "ترانس ميديا" معاذ ابراهيم عمارنة ومراسل قناة "أورينت نيوز" سامر الرويشد اثناء توجههما لإعداد تقرير حول موسم قطاف الزيتون في صوريف بمحافظة الخليل يوم 11/10. واعتدى رجال شرطة الاحتلال على مراسلة "وكالة بيت المقدس" ومراسلة مؤسسة "همة نيوز" الصحافية لواء وائل ابو رميلة بينما كانت تغطي احداثا في القدس يوم 15/10، واعتدى جنود الاحتلال على المصور في وكالة "وطن للانباء" محمد شكري عوض بعد ان دهموا منزله يوم 21/10، ومنعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مراسل وكالة "شهاب" في الضفة الغربية الصحفي عامر عبد الحليم ابو عرفة من السفر واعادته من على معبر الكرامة بينما كان في طريقه للمشاركة في ملتقى الاعلام الاجتماعي الذي عقد في الاردن يوم 25/10، واعتدى عناصر شرطة الاحتلال الاسرائيلي يوم 30/10 بالضرب المبرح على الصحافي المتطوع في شبكة "هنا القدس" حازم زياد صندوقة بينما كان يصور احداثا في مدينة القدس واحتجزوه واجبروه على ازالة المواد التي صورها، واحتجز جنود الاحتلال مراسل تلفزيون فلسطين علي دار علي بينما كان يصور احداثا في قرية سلواد واقتادوه الى احدى المستوطنات وذلك يوم 31/10 الانتهاكات الفلسطينية: استدعى جهاز الامن الوقائي المحرر المسؤول عن الموقع الالكتروني لتلفزيون "الفجر" شادي سميح عبد الله، والمدير المالي والاداري للتلفزيون يسري السرغلي، والمصور التلفزيوني وموظف البث علاء الجلاد، واحتجزهم واستجوبهم على خلفية خبر تم نشره ما دفع تلفزيون "الفجر" لوقف بثه لمدة اربع ساعات احتجاجا على هذا، يوم 8/10، كما اعتدى رجال الامن الفلسطيني على مدير مكتب تلفزيون "وطن" في الخليل مراد محمد الجعبري، وزملائه واحتجزوا المصور في "وطن" كمال زياد الشريف اثناء تغطيتهم مسيرة نظمت في المدينة وصادروا كاميرا التصوير ومنعوهم من التغطية يوم 17/10. واعتقلت المخابرات الفلسطينية يوم 17/10 مراسل قناة الاقصى الفضائية طارق ابو زيد والمصور الصحفي في شركة "رامسات" محمود فوزي عبد الغني، اثناء تغطيتهما مسيرة في مدينة نابلس واحتجزتهما لعدة ساعات وحققت معهما وأزالت (حذفت) المواد التي تم تصويرها بجهاز هاتف نقال وبالكاميرا التي احتجزوها. واعتقل جهاز المخابرات الفلسطينية المصور الصحفي الحر غسان جمال نجاجرة بتهمة اثارة النعرات والتحريض ضد المؤسسات الامنية الفلسطينية وذلك يوم 21/10، كما اعتقل جهاز الامن الوقائي الفلسطيني الصحفي الحر المتطوع في شبكة" انين القيد" عبد الله محمد مصطفى شتات، فيما اعتقل رجال الشرطة الفلسطينية طالب الصحافة في الكلية العصرية خالد جميل ذياب يوم 30/10 بينما كان يلتقط بعض الصور في سوق الخضار بمدينة رام الله واقتادوه لمركز الشرطة واحتجزوه لعدة ساعات واعتدوا عليه بالضرب وهددوه بتلفيق تهمة له. وفي سابقة غير معهودة، منعت المخابرات الفلسطينية بتاريخ 29/10 المدون والمذيع السابق علي خالد قراقع (وهو من بيت لحم) من السفر الى الخارج، وأعادته من معبر الكرامة وحققت معه على خلفية نشاطه وكتاباته على "فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي. واستدعى جهاز الامن الوقائي مراسل وكالة شهاب في الضفة الغربية عبد الحليم ابو عرفة (31 عاما) ومراسل قناة "اورينت نيوز" سامر رويشد (26 عاما) بعد ان تم ايقافهما على حاجز عند مدخل مدينة الخليل وذلك بحجة انهما كانا يستهزآن بعناصر الامن الوقائي وذلك يوم 31/10. وادان المركز كافة الانتهاكات ضد الصحافيين، فانه يطالب بوقفها وتمكين الصحفيين من اداء واجبهم المهني بحرية وأمان خاصة واننا نعيش في عصر لا يمكن فيه اخفاء الحقائق عن الرأي العام المحلي والدولي، كما ان حرية العمل الصحفي والتعبير مكفولة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي لحقوق المدنية والسياسية بالإضافة للقانون الاساس الفلسطيني. واكد مركز "مدى" مجددا على ضرورة محاسبة المعتدين على الصحفيين خاصة المسؤولين عن جرائم قتل الصحفيين، والاعتداءات الجسيمة التي ارتكبت بحقهم هذا العام وفي الاعوام السابقة، اذ ان استمرار حصانة المعتدين على الصحافة يشجع ليس فقط على استمرار تلك الاعتداءات بل ازديادها. |