|
فواتير الكهرباء ليست مشكلة؛ فواتير الحياة هي المشكلة
نشر بتاريخ: 08/11/2014 ( آخر تحديث: 10/11/2014 الساعة: 21:52 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم تجب العلوم بشكل حاسم ونهائي على جميع الاسئلة على مر التاريخ؛ كما لم تنجح الفلسفة بصفتها ام العلوم ان تشفي غليل المتعطشين لاجابات قاطعة . حتى يخيل لي ان الحصول على اجابات كاملة محض خيال. وقد تركت لنا الحياة هامش خطأ واسع نعيد من خلاله تصحيح ذواتنا وترتيب الفوضى التي تركناها وراءنا من خلال اوهامنا قبل سنوات اننا كنا نعرف الحقيقة المطلقة.
هناك اشخاص وقادة وتنظيمات يعيشون بفواتير سابقة ترهقهم وترهق اتباعهم والمحيطين بهم؛ وعادة ما تكون هذه الفواتير وهمية موروثة او مكتسبة تثقل كاهلهم وتمنع عنهم التفكير الحر والابداع والتقدم والاختراع. ما يحدث في ليبيا فواتير اقليمية ودولية، وما يحدث في العراق وسوريا فواتير محلية واقليمية. وما يحدث في تونس والبحرين واليمن ومصر محض فواتير. وما سيحدث في لبنان والسعودية وقطر وعمان سيكون في جدول الفواتير. هذه الفواتير حولتنا الى عبيد لا حول ولا قوة لنا. وحولت الدول الفقيرة الى خدم او منافقين للدول الغنية. ولكن الدول العربية الغنية هي ايضا مجرد خدم وجواري ومحظيات عند امريكا والمحور الرأسمالي . نحن في فلسطين لا يمكن ان نتحرر من الاحتلال ونحن نحمل فواتير ثقيلة على ظهورنا؛ فواتير ايديولوجية ومالية وسياسية. كما لا يمكن للتنظيمات ان تقودنا نحو الثورة وهي نفسها لا تحمل جينات الثورة بل تحمل فواتير الولاء والطاعة لجهات اقليمية غنية تتحكم بها؛ والمواطن لا يمكن ان يقف امام خيارين فقط: اما ان يكون خانع وبائس وقد سلم مفاتيح عقله وكرامته لجهة ما. واما ان يكون نمرود وسلبي ويشتم كل شئ لانه فاقد لتوازن نفسه. نحن في فلسطين؛ وفي القدس بالذات لسنا مرهونين لاية جهة أو اية دولة في العالم باية فواتير ؛ ولو كنا فعلا مديونين لهم بشئ فاننا يجب ان نتخلص من هذه الفواتير وفورا وبسرعة كي لا نورثها لاولادنا. فواتير الولاء الفكري والسياسي والديني والمالي والرياضي والصحي وصولا الى فواتير الراتب. لم نلتزم امام اي احد في العالم ان نلبس مثلما يلبس وان نشرب مثلما يشرب وان نفكر مثلما يفكر وان نصلي مثلما يصلي. صحيح اننا تحت الاحتلال وفي الزنازين ولكننا احرار روحانيا وسيكولوجيا . وصحيح هم اغنياء وفي القصور لكنهم عبيد لقوى عظمى. فاقد الشئ لا يعطيه . وطباخ السم سيتذوقه اجلا ام عاجلا. |