|
انها ليست انتفاضة ثالثة ... انها بركان
نشر بتاريخ: 10/11/2014 ( آخر تحديث: 14/11/2014 الساعة: 11:07 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ربما نجحت منظمة الجهاد الاسلامي في لفت انتباه العالم للقدس المحتلة وللمسجد الاقصى من خلال انتفاضة القدس وسلسلة عمليات " تدفيع الثمن " ضد الاسرائيليين ، واوقفت " الصراخ العالي " بين حكومة الحمد الله وحماس حول ميزانية الرواتب واموال اعادة الاعمار . وقد اعادت الاحداث الاخيرة الفرصة للجميع ليفكر بطريقة مسؤولة ووحدوية تعبر عن الاخوة والصف الواحد .
منذ سنوات يتعرض سكان القدس والضفة الغربية لاعتداءات المستوطنين ، وقد احرق اعضاء تدفيع الثمن المتطرفين واتباع كاهانا ومعهم بن جبير واريه ايلداد واوري ارئيل وميري ريجيف وموشيه يعلون والحاخام جليك وموشيه فيغلين وثلة من المأفونين وغلمان التلال ، لقد احرقوا الاشجار وخلعوا الزيتون ودنسوا المساجد ومزقوا المصاحف ودمروا الكنائس وضربوا رعاة الغنم وانتشروا في الجبال كالجراد . وكان سكان الضفة يستغيثون بالعالم ولكن لم يسمع نداءهم احد . سنوات والفصائل والسلطة والمؤسسات الدولية واليسار الاسرائيلي ومؤسسات حقوق الانسان تحذر من جرائم المستوطنين ، وقد طغوا وبغوا ورفضت حكومة نتانياهو مواجهتهم ولا حتى محاكمتهم ، وشاهد المواطن الفلسطيني الذي أراد ان يعيش بهدوء للحظة من الزمن ، شاهدوا كيف ان المحاكم الاسرائيلية تحكم على اي مستوطن يقتل فلاحا فلسطينيا بالعمل في مؤسسات المجتمع لمدة شهرين وغرامة عدة دولارات . شاهد المواطن الفلسطيني كيف لا يتم اعتقال مستوطني الخليل والذين يقودهم بن جبير حتى وان احرقوا منازل العرب وقتلوا الاطفال في يوم العيد . وشاهد المواطن كيف تقوم شرطة اسرائيل ووزراء حكومة نتانياهو بمنح النياشين وشهادات التقدير لكل شرطي يقتل عربي ويمتدحونه على شاشات التلفزيون . الانتفاضة بمفهوم الغضب الشعبي بدأت في القدس ، ولم تقف عند القدس بل امتدت الى جميع البؤساء والمظلومين في المثلث والجليل وعكا ومدن الضفة وغزة ، وبعيدا عن كلام المنظّرين على شاشات التلفزيون فان الواقع هنا مختلف ، بشكل اعمق من التحليلات السياسية . حماس اعتقدت ان الضفة ستقوم بانتفاضة ثالثة ضد السلطة ، والسلطة اعتقدت ان جماهير غزة ستثور ضد حماس ، واسرائيل ومن خلال مؤتمر هيرتسيليا استبعدت الملف الفلسطيني من النقاش وقالت ان ايران وداعش هما الخطران اللذان يواجهان اسرائيل ، وفشل الشاباك والموساد مرة اخرى في فهم الواقع . وغضبت القدس ، بطلقة واحدة من مسدس غاضب في صدر الحاخام جليك قامت الدنيا ولم تقعد وبدأ تدفيع الثمن يأخذ دورته العكسية . السلطة واجهزة الامن لا تستطيع منع ما يحدث ، لانها لا تسيطر سوى على ما مساحته 2% من ارض فلسطينت التاريخية ، وحماس لا تستطيع ان تفكر بنفس الطريقة وكأن غزة خارج الهم والمواجهات ، فالحرب الاخيرة غيّرت المواطن وجعلته اقرب الى القدس من اي وقت مضى ، وكان على القادة ان يفهموا ان هذا الجيل الذي رمى نفسه في البحر بحثا عن الهجرة ، مستعد لفعل اي شئ ، واقول اي شئ من اجل الحرية . كل العالم لن يستطيع ايقاف جيل يبحث عن الحرية .الا من خلال منحه الحرية والكرامة والانسانية . ومن فتح الابواب يغلقها ... ومن بدأ المأساة ينهيها . |