وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبيدات يحاضر عن الأوضاع والتحديات في القدس لعشرات المتضامنين الدوليين

نشر بتاريخ: 13/11/2014 ( آخر تحديث: 13/11/2014 الساعة: 12:59 )
بيت لحم- معا - بدعوة من المقهى الثقافي التابع لمركز المعلومات البديلة في بيت ساحور،ألقى مساء امس الثلاثاء الكاتب الصحفي راسم عبيدات محاضرة عن القدس لعدد كبير من المتضامنين الأجانب،الذين تم دعوتهم من قبل مركز المعلومات البديلة،وفي هذه المحاضرة شرح الكاتب عبيدات بشكل مسهب حقيقة ما يجري من اوضاع في مدينة القدس،موضحاً بانه لفهم حقيقة ما يجري في القدس،علينا اولاً ان نعي بان المجتمع الإسرائيلي يشهد حالياً إزاحات كبيرة نحو اليمين الديني والتوراتي ونحو التطرف والعنصرية،والحكومة الإسرائيلية الحالية والتي تضم اكثر الأحزاب اليمينية تطرفاً،باتت معتقدة بان المحرك الأساسي لصنع القرار والسياسة الإسرائيلية هو التوسع والإستيطان،حيث انه بإمكانها الإحتفاظ بالسلام والأمن والإستيطان معاً في ظل حالة فلسطينية ضعيفة ومنقسمة على ذاتها،وحالة عربية غارقة في الحروب والصراعات المذهبية والطائفية،وحالة دولية مشتبكة أقطابها في اكثر من بلد من أوكرانيا وحتى اليمن.

وأصحاب هذه النظرية المسيطرين على حكومة الإحتلال،باتوا على قناعة بأن ذلك يوفر لهم فرصة سانحة وكبيرة للسيطرة بشكل نهائي على القدس والأقصى،ولذلك بدأوا بشن حربهم الشاملة على المدينة والأقصى موظفين لذلك كل اجهزتهم وادواتهم ومؤسساتهم،ولكن في سياق الهجوم والحرب التي شنوها،إكتشفوا بان حسابات حقلهم لم تاتي على حسابات بيدرهم،حيث أبدى المقدسيون حالة غير مسبوقة من الصمود وقوة والإرادة للدفاع عن قدسهم ومقدساتهم.

ولقد شكلت جريمة خطف وتعذيب وحرق الفتى الشهيد ابو خضير في الثالث من تموز الماضي، نقطة تحول كبيرة في المقاومة الشعبية عند المقدسيين،بات فيها المقدسيون مصممين أكثر من أي وقت مضى على الدفاع والمقاومة لمشاريع ومخططات الإحتلال المستهدفة اقتلاعهم وطردهم وتهجيرهم القسري من وعن مدينتهم وأرضهم،ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية في أقصاهم،ومنذ استشهاد الفتى أبو خضير وحتى اللحظة الراهنة والقدس تشهد هبات جماهيرية متلاحقة ،دفع فيها المقدسيون سبعة شهداء وعشرات الجرحى واكثر من الف معتقل منذ ذلك التاريخ،ولم تنجح كل إجراءات وممارسات الإحتلال القمعية وإرهابه وقمعه في تراجع المقدسيين او كسر ارادتهم وتطويعهم،وقد وصل الاحتلال الى حالة من التبخط الكبير والارباك والافلاس في التعامل مع ما يجري في القدس،فخرج في حملة شاملة على المقدسيين وظف لها اكثر من( 3000) جندي وشرطي وكل أجهزته الأخرى من بلدية وداخلية ودوائر الضريبة بأذرعها ومسمياتها المختلفة والشرطة والجيش والمستعربين،واعلنت حرب شاملة على المقدسيين،شرطة تنتشر على كل مفترقات ومداخل القرى الفلسطينية التي جرى اغلاقها بالمكعبات الاسمنية،ومخالفات لكل المركبات الفلسطينية بغض النظر عن قانونيتها او عدمها،مداهمات للمحلات التجارية وفرض غرامات ومخالفات عليها،حملة تقشيط لصالح ما يسمى بضريبة المسقفات الأرنونا والتامين الوطني،هدم منازل بالجملة وتوزيع اوامر هدم،منع واعاقة الحركة،وحملة اعتقالات واسعة بحق شبان الانتفاضة والأطفال،ومشاريع قوانين لتشديد العقوبة على راشقي الحجارة لفترة تصل الى عشرين عاما،استمرار الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى،وحملة واسعة للإستيلاء على المنازل،وتكثيف غير مسبوق للإستيطان.

واشار عبيدات بأن هذه الحرب رغم دمويتها وقمعيتها لن تنجح في كسر ارادة المقدسيين المصممين على الدفاع عن ارضهم ووجودهم ومقدساتهم في القدس وبالتحديد المسجد الأقصى،ولفت عبيدات الى ان الصراع مع هذا الإحتلال ليس ديني بل هو صراع سياسي ووجودي.

واوضح عبيدات للمتضامنين بان حكوماتهم من امريكان وأوروبين غربيين استعماريين شركاء مع دولة الإحتلال فيما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني والقدس والمقدسيين،حيث يوفرون لها كل اشكال الدعم والحماية في المؤسسات الدولية،لكي تبقى دولة فوق القانون.

وقد جرى نقاش مطول ومعمق وتفاعل مع الحاضرين حول المادة التي تم طرحها.