وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"ماس" ينهي استعداده لعقد محاضرة يوسف صايغ السنوية 2014

نشر بتاريخ: 13/11/2014 ( آخر تحديث: 13/11/2014 الساعة: 14:39 )
رام الله- معا - يعقد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) يوم الأربعاء 26 تشرين الثاني المحاضرة السنوية السادسة التي تحمل اسم الاقتصادي الفلسطيني المرموق، الدكتور يوسف صايغ (1916-2004). والدكتور صايغ هو واحد من أبرز الاقتصاديين العرب في القرن العشرين ممن تركوا بصمات واضحة على أبحاث التنمية والتكامل الاقتصادي في الوطن العربي، كما كان له إسهامات هامة في التنمية الفلسطينية، حيث ترأس فريق الخبراء الذين قاموا بوضع البرنامج العام لإنماء الاقتصاد الوطني الفلسطيني (1994-2000). ومن الجدير ذكره أن الدكتور صايغ كان عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لسنوات طويلة كما أنه كان وراء فكرة إنشاء "ماس" وعضواَ فاعلاً في أول مجلس أمناء للمعهد عند تأسيسه.

وسيقدم محاضرة هذا العام البروفيسور د. ماثياس ايتر، أستاذ الدراسات التنموية في جامعة هومبولدت، برلين- ألمانيا وهو أيضاً مستشار للحكومة الألمانية شغل مناصب عليا في وزارة التعاون والتنمية الاقتصادية الألمانية.

وسيتطرق البروفيسور ايتر في محاضرته إلى النموذج ثلاثي المستويات لفهم تعقيدات النظم والقواعد التي تحكم تطور المجتمع والتغيرات التي تحدث فيه من حين لآخر، وهو النموذج الذي اقترحه أستاذ علم الاجتماع في جامعة هارفارد تالكوت بارسونز عام 1954. المستوى الأول هو العملي أو الجزئي والذي ينطوي على الأنشطة الحياتية اليومية في المجتمع حيث يتصرف الأفراد بدافع من اهتماماتهم وواجباتهم ومبادئهم، والثاني هو المستوى التنظيمي الذي يبين كيف يتم تنظيم الأنشطة اليومية من خلال ترتيبات متعارف عليها، أما المستوى الثالث فهو المؤسسي الرسمي، حيث تحكم القوانين والأنظمة الأنشطة المجتمعية وحيث نجد المشرعين والأجهزة الحكومية والقضائية والمؤسسات التي تصوغ القوانين وتفسرها. وللمستوى التنظيمي دور أساسي في سرعة ونوعية التأقلم في عالم متغير، وهو المستوى الذي تتواجد فيه الجهات ذات المصالح من شتى الأنواع: نقابات عمالية ومهنية وأحزاب سياسية ومعاهد بحوث ومؤسسات، وبالطبع أيضاً المنظمات الشعبية على المستويين المحلي والإقليمي (المحافظات). ومن الضروري أن لا تعمل كل هذه الجهات فقط من أعلى إلى أسفل، بل عليها أيضاً أن تكون منفتحة على الاقتراحات والشكاوى والاقتراحات من المستوى العملي، أي من أسفل إلى أعلى.

لكي تستطيع المستويات الثلاث القيام بمهامها بالشكل الصحيح يجب أن تكون مترابطة. وفي هذا الخصوص، يتطرق المحاضر إلى عمل عالمة الاقتصاد الينور أوستروم، الحائزة على جائزة نوبل في الاقتصاد للعام 2009، التي أدخلت مصطلح "حلبة الفعل"، وهو الحيّز الذي يجري فيه الجدل حول حوكمة الموارد الطبيعية والسلع العامة وحيث تُؤخذ القرارات وتتبلور الخيارات الاجتماعية. وعندما نهدف إلى إحداث تغيير في الإجراءات، ليس علينا أن نفهم فقط كيف تعمل الأجهزة على المستويين التنظيمي والمؤسسي أفقياً، بل أيضاً كيف يجري التواصل فيما بينهما، ومع المستوى العملي للتزود بالتغذية الراجعة، أي أنه علينا أن نطور إستراتيجية تواصل عمودية.

ويعرض المحاضر هنا نموذجأ يزاوج بين مفهومي بارسونز وأوستروم، جرى تطويره لتدريب العاملين في مشاريع التعاون التنموي بين ألمانيا ودول عربية في قطاعات رئيسية (كالمياه والطاقة المتجددة والإصلاح الاقتصادي وإدارة التعليم وتخطيط المدن) ويشرح قابليته للتطبيق وحدود ذلك.