وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منظمة أطباء العالم - فرنسا تنظم لقاء تلفزيوني حول "القلق النفسي العام"

نشر بتاريخ: 15/08/2007 ( آخر تحديث: 15/08/2007 الساعة: 17:42 )
نابلس- معا- ضمن النشاطات المستمرة لبرنامج الصحة النفسية المنفذ من قبل منظمة أطباء العالم لتقليل النظرة السلبية تجاه المرض النفسي من قبل الجمهور. وضمن السعي من اجل تبادل الخبرات بين الأخصائيين واستعراض طرق العلاج للأمراض النفسية في محافظة نابلس خاصة، فقد عقدت منظمة أطباء العالم- فرنسا برنامجا متلفزاً حول الصحة النفسية بعنوان (القلق النفسي العام).

وقد استضاف اللقاء الطبيب النفسي الدكتور حازم عاشور، والأستاذ ماهر الريشة، والأخصائي النفسي خضر رصرص وعدد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين العاملين في مؤسسات الدعم النفسي الاجتماعي. وقام بتقديم اللقاء المرشد النفسي محمد الأعرج من منظمة أطباء العالم.

تم التطرق في اللقاء إلى الحديث حول القلق والتوترات النفسية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني في ظل ظروف الاحتلال، والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها في حياتهم اليومية، خاصة في محافظة نابلس، ثم بعض الحلول المقترحة للتغلب على هذه الصعوبات.

في البداية تم الحديث حول مفهوم القلق النفسي العام والتوتر واعتباره انشغال البال لأغلب اليوم حول أحداث عديدة ولمدة لا تقل عن ستة أشهر ويكون مصحوباً بأعراض جسمية كآلام العضلات والشعور بعدم الطمأنينة وعدم الاستقرار وضعف التركيز واضطراب الدم والشعور بالإعياء. بالإضافة إلى المشاعر السلبية المصاحبة، كفقدان الرغبة بالعمل، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية للطعام، وضعف الرغبة الجنسية، والميل إلى العزلة، ومواجهة صعوبات في أداء المهام الموكلة في العمل.
وتم التأكيد على أن هذه الحالة إذا أهملت ولم تعالج فإنها تزداد سوءاً، خاصة في مجتمعنا الفلسطيني حيث أن العوامل المحيطة بنا تساعد على خلق هذا الجو من التوتر والقلق أهمها: وجود الاحتلال والاعتقالات والمداهمات والقتل والحواجز والإذلال للمواطن الفلسطيني. وعلى الصعيد الداخلي غياب الحوار بين الأفراد وحتى بداخل الأسرة، وكثرة الشجارات والمشاحنات، بالإضافة إلى عدم وجود خطط اقتصادية واضحة للتقليل من حدة البطالة في المجتمع الفلسطيني خاصة بين فئة الشباب.
كل هذه الأسباب تجعل من الفرد محبطاً وغير قادر على مواجهة هذه الصعاب إلا بجهد كبير، خاصة داخل الأسرة مما يزيد حدة التوتر بين الأزواج وينعكس أثره على الأبناء مستقبلا.

وقد تعرض المتحدثون إلى بعض الجوانب التي يمكن استخدامها من اجل تجنب الاضطرابات والضغوطات والتغلب عليها مثل: اخذ قسط من الراحة الجسدية والنفسية والفكرية والخروج مع أفراد العائلة إلى أماكن محببة، زيارة الأشخاص المقربين منا باستمرار، ممارسة التمارين الرياضية للذكور والإناث وللكبار والصغار، ممارسة بعض الهوايات، الصلوات والأذكار، التفكير الايجابي حول النظرة للمستقبل والتفاؤل فيه، عمل تمارين استرخاء بشكل يومي ومنتظم وبالأوقات التي نشعر بها بالارتياح أو بالتوتر، ....

وأكد المشاركون أن بعض المرضى أحيانا يحتاج إلى علاج دوائي ومن طبيب مختص من اجل استقرار حالتهم وتحسنها بشكل تدريجي. هنا يكون التعاون بين الطبيب المختص والأخصائي النفسي من اجل تجنب المضاعفات المترتبة على العلاج، ذلك أن مرض القلق من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، فهو يصيب حوالي واحد من كل تسعة من الأفراد. ولحسن الحظ، فإن هذا المرض يستجيب بشكل جيد للعلاج، ويشعر معظم المرضى الذين يتلقون العلاج براحة كبيرة بعده. ولكن للأسف الكثير من المرضى لا يسعوا للحصول على العلاج. وقد لا يعتبروا الأعراض التي تصيبهم نوع من المرض، أو قد يخافوا أن يوصموا بوصمة عار في العمل أو في البيت أو وسط أصدقائهم بسبب المرض.

ومن الجدير ذكره أن منظمة أطباء العالم- فرنسا وبالتعاون مع تجمع مؤسسات الدعم النفسي الاجتماعي قد بدأت بتنفيذ مشروع "صحتكم النفسية" منذ أواخر نيسان 2006 وهو عبارة عن سلسلة حلقات تلفزيونية تبث يوم الثلاثاء الأول من كل شهر وعلى الهواء مباشرة بتلفزيون آفاق يتم من خلالها استضافة عدد من الخبراء في حقل الصحة النفسية وذلك لمناقشة مواضيع لها علاقة بالصحة والأمراض النفسية، من اجل توضيح أسباب الاضطرابات النفسية وأثرها على المجتمع وكيفية علاجها. ذلك أن المشروع موجه بالدرجة الأولى للجمهور الذي يستطيع المشاركة عبر الهاتف للاستفسار عن قضايا نفسية تخصهم.