وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجيش الاسرائيلي يتدخل لارجاع طفلتين من والدهما الفلسطيني الى إمهما الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 16/08/2007 ( آخر تحديث: 16/08/2007 الساعة: 11:33 )
بيت لحم- تقرير معا- آليات عسكرية وناقلات جند عديدة اقتحمت بعد منتصف ليلة الاربعاء بلدة بيت أولا, شمال غرب الخليل, وسط اطلاق القنابل المضيئة, وفرضت حصاراً على منطقة قيلا غرب البلدة, وحاصرت منزلاً مانعة جيرانه من التحرك, وتنتهي العملية هذه المرة "باعتقال" طفلتين الاولى في الرابعة من عمرها والثانية لم تتجاوز عامها الاول.

لم تكن الدهشة على وجه أحد من سكان المنطقة, فالكل يعرف قصة الطفلتين, فهما لاب فلسطيني يدعى جبر عيسى مرشد حوالي 44 عاماً وأم يهودية تدعى "رفقة" تبلغ حوالي 35 عاماً, كما يعرفها الجميع جيداً بعد ان قضت بينهم سنوات عديدة في منزل زوجها الفلسطيني.

ولكن الذي لا يعرفه المواطنون في "قيلا" هو الخلاف الذي نشب بين جبر ورفقة والذي استدعى الى تدخل القوات الاسرائيلية حتى يتم اخذ الطفلتين من والدهما الى امهما داخل اسرائيل.

وحسب أحد الجيران الذي تحدثت الية "معا" رجح أن يكون الخلاف قد طرأ منذ حوال 3 الى 4 اشهر حيث لم يعد منذ ذلك الحين الجيران يرونها في بيت زوجها في القرية.

وحسب المعلومات التي رشحت من طرف الزوجة فإن الاب قام باخذ ابنتيه منذ اسبوعين الى منزله في "قيلا" ورفض اعادتهما اليها رغم وجود قرار من المحكمة الاسرائيلية بذلك, الامر الذي اضطرها الى الاستعانة بالقوة.

وعن "رفقة" اليهودية يقول يوسف طايع أحد جيران زوجها الذي تزوج غيرها من امرأتين فلسطينيتين وله منهن "اولاد كثر": "كانت تأتي عندنا الى البيت, فالحجة امي كان لديها بقرة, وكانت رفقة تأتي باستمرار لاخذ الحليب والجبن والزبدة منها", ويضيف "كانت رفقة مبسوطة في حياتها وهي بتحكي عربي أحسن مني".

أما ما يعرفه اهالي قرية "قيلا" عن زواج جبر من رفقة أنه جرى في تركيا عام 2000, وبعد ذلك بنى لها بيتا في القرية واصبحت تعيش معه فيه, ولها منها بنتان احدهما "الكبيرة" تدعى شرين وتناديها امها شيري, كما معروف عنه لدى الاهالي انه يعمل في مجال البناء.

ويوجد لجبر شقيق آخر يدعى جمال حوالي 37 عاماً متزوج من يهودية وله منها ولد اسمه "أمير" ويسكن معها في بيت شيمش بالقدس, كما أن له زوجة فلسطينية تسكن القرية, ويوجد لهما شقيقان آخران احدهما يقيم داخل اسرائيل وغير متزوج, والاخر يسكن في منطقة شرق بيت اولا وبعيداً عن بيوتهم, التي يسكن فيها والداهم المسنان.

ويبدو أن علاقات جبر واشقائه بالاسرائيليين في ظل هذه الاجواء من المواجهة والصراع القت بظلالها على مكانتهم الاجتماعية بين سكان قريتهم حيث وصف أحد المواطنين العلاقة بالقول " العلاقة مش قوية مع الناس.. مرحبا مرحبا".

وقال أحمد العدم شاهد عيان إنه شاهد عند الساعة الثانية عشرة ونصف بعد منتصف الليل, 6 جيبات عسكرية وحافلة لنقل الجنود الاسرائيليين تقتحم بلدة بيت أولا من ناحية قرية نوبا, وتدخل قرية قيلا وتطلق القنابل المضيئة في سماء القرية.

ويؤكد جيران والد الطفلتين أن القوات فرضت حصاراً مشدداً حول المنزل حتى تمكنت من أخذ الطفلتين والانسحاب من المكان دون ان يتواجد والدهما في منزله.