|
انتفاضة بلا رأس
نشر بتاريخ: 21/11/2014 ( آخر تحديث: 25/11/2014 الساعة: 11:46 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ان استمرار الصراع بين الفكر القومي والاخوان المسلمين لعدة سنوات اخرى ، ان استمرار الصراع بين فتح وحماس لعدة سنوات اخرى قد يؤدي الى انقسام الشعب والوطن بشكل كامل ويقضي على حلم الدولة الفلسطينية ولن يكسب اي طرف منهما ، بل ستتوزع جغرافيا فلسطين وشعبها الى مناطق تحت السيطرة ومخيمات دائمة ولاجئين يحملون جوازات سفر مؤقتة في الاردن واسرائيل ولبنان وسوريا ومصر وتتكرر التجربة الكردية في فلسطين .
ولا يزال الصراع الداخلي الفلسطيني الفلسطيني والعربي العربي ، يتقدم على الصراع العربي الاسرائيلي . ومن وجهة نظري الشخصية فان التنظيمات الحاكمة لديها القابلية والدافعية والاستعداد لعقد صلح مع اسرائيل بشكل سهل وأكثر نجاحا من صفقات المصالحة الداخلية . وهذا ينطبق على المنظمات الفلسطينية وينطبق على الانظمة والاحزاب العربية السائدة . ومن خلال تجربة السنوات الماضية فان اتفاق منظمة التحرير مع اسرائيل لا يزال اوفر حظا وأكثر امكانية من اتفاقها مع الاخوان المسلمين وحماس فالمنظمة لا تزال ترى في اسرائيل شريك سلام وان غضبت من تصرفات ومواقف حكومة نتانياهو بعينها . كما ان قابلية الاخوان المسلمين " الرئيس مرسي سابقا " وقطر وتنظيماتها وقنواتها وصولا لحركة حماس ، ان قابليتهم لعمل هدنة او مفاوضات غير مباشرة او حل طويل المدى مع اسرائيل تحظى بفرص نجاح اكبر بكثير من اتفاقها مع فتح ومنظمة التحرير . قد يغالطني البعض ، وقد يحزن ، وقد يغضب من هذا الكلام ، ولكن الواقع الراهن في القدس يثبت ان الانتفاضة بلا رأس . لان هناك برنامجان عربيان مختلفان متضادان متنازعان متحاربان متناحران يسيطران على المشهد العربي والمشهد الفلسطيني . ورغم كل ما يحدث في شوارع القدس لا يزال الاتفاق مع اسرائيل اسهل على الطرفين من التنازل والاتفاق مع الضد الاخر . ولا يبدو ان الانكار سينفعنا الان ، لان التناحر الداخلي على السلطة والحكم صار اساسيا . وان صراعنا مع بعضنا صار صراع وجود فيما صراعنا مع اسرائيل صار صراع حدود ، ولو ان حكومة غير يمينية جاءت بدل حكومة نتانياهو وتفاهمت مع القيادات الفلسطينية والعربية على ترسيم جديد للحدود لسكتت البنادق وابتلت العروق وذهب الغضب !!!! ان من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي ويشاهد الاحقاد والشتائم من كل طرف ضد الاخر ، سيرى المشهد بشكل صحيح ، ومنذ ذكرى عرفات وحتى اليوم تصاعدت حدة الاتهامات بين منظمة التحرير وحماس بشكل لم يسبق له مثيل شوى في العام 2007 ، ما جعل اهل القدس ينتفضون لوحدهم ، وهم يقاومون الاحتلال بجهود جبارة ذاتية ، وان كل البيانات التي تصدر من هنا او هنا تهدف الى قهر الطرف الاخر قبل ان تقهر الاحتلال . وللمثال لا للحصر ، شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تم اختراعها على الفوتوشوب لنصف وجه ابو مازن مع نصف وجه لنتانياهو وكتب تحتها وجهان لنفس الشخص ، أما من الجهة الاخرى قال لي احد مثقفي رام الله : انني مستعد للتصالح مع داعش والتحالف معها على ان اتحالف أو أصدق فكر الاخوان المسلمين وحماس !!! |