وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قلق وترقب لمصير جثماني الشهيدين أبو الجمل

نشر بتاريخ: 23/11/2014 ( آخر تحديث: 23/11/2014 الساعة: 16:56 )
قلق وترقب لمصير جثماني الشهيدين أبو الجمل
القدس - تقرير معا - بقلق وترقب تجلس عائلتا الشهيدين غسان وعدي أبو جمل حابستين الأنفاس بانتظار ما سينتج عن اجتماع الحكومة الإسرائيلية اليوم...ففي ذلك الاجتماع ينتظر ان تقرر الحكومة في أمر تسليم جثماني الشهيدين لذويهما أم إنهما سيدفنان في مقابر الأرقام.

فمنذ يوم استشهادهما لما تهنأ عائلة أبو جمل بالراحة خاصة في ظل الدعوات التي صدرت عن جهات رسمية إسرائيلية بإنزال عقوبات قاسية بحق عائلات منفذي العمليات، وأشدها ستكون هدم المنزل أو سحب (الهوية المقدسية) وبالتالي الحرمان من الحقوق في مدينة القدس.

وفي مقابل الاحتقان والتوتر والحزن الذي يسيطر على حي جبل المكبر الحي الذي كان الشهيدان يقطنان فيه، فان معنويات والدتي الشهيدين عالية رغم صعوبة الفراق وألم التهديدات الإسرائيلية، إضافة إلى الحزن على أطفال الشهيد غسان الذين سيكبران دون وجود والدهم.

والدتا الشهيدين: لن نهنأ ولن نرتاح حتى دفنهما
وفي لقاء مع والدتي الشهيدين بدت قوة الايمان بالله في حديثهما حيث قالتا :"ندعو لله سبحانه وتعالى أن يحتسبا شهيدين، ورغم وجعنا وشعورنا بالحرقة على فقدانهما، إلا أننا نشعر بالفخر والإعتزاز بشهادتهما".
|304843|
ونفت الوالدتان ما تردد من خلال التحقيق معهما بمعرفتهما نية ابنيهما تنفيذ أي عملية استشهادية ضد اسرائيليين، حيث قالتا حينها للمحققين الذين احتجزوا (15 نفرا من عائلة أبو الجمل بينهم 5 سيدات)، أنهما لن توافقا على إرسال فلذات أكبادهم الى الموت.. رغم فخرهما باستشهادهما.

وقالت السيدتان ام غسان وام عدي "نريد دفنهما بمقبرة السواحرة لا ان يدفنا خارج مدينة القدس".

عائلتا الشهيدين ابو جمل سمعتا بخبر العملية عبر التلفاز، وتقول والدة غسان:" سمعنا عن وجود عملية وهي بالقرب من مكان عمل غسان، حاولت زوجته الاتصال به عدة مرات للاطمئنان عليه دون جدوى، وبعدها اعلن ان الشهيدين من عائلة أبو الجمل من جبل المكبر، ولكننا لم نتوقع أنهما غسان وعدي، حتى جاء لمنزلي ابن اختي وابني وقالا لي:" زغردي" ... غسان شهيد."

|304842|
والدة عدي تقول:" كنت بالمنزل لوحدي اتابع الأخبار عبر التلفاز، وفجأة قرأت اسم عدي وغسان بأنهما من نفذا الهجوم على الكنيسة.. شعرت بصدمة كبيرة ولم أصدق في البداية."

وقالت والدتا أبو الجمل :" لم نتوقع أن ينفذا غسان وعدي أي عملية، لم يتحدثا في أي يوم عن السياسة، ولم يهتما بالأخبار التي كانت تجري ابدا.
ادانة مستغربة..

وعبرت الوالدتان عن استغرابهما من ادانة الرئاسة الفلسطينية للعملية، وقالتا :"ما قام به ابناؤنا هو نتيجة الضغط من شدة الانتهاكات والاقتحامات للأقصى، وهو رد على ما يحدث للمسلمين فيه حيث يضربون ويصابون، ويعتدى على المرابطات، بينما يسمح للمستوطنين بإقتحامه".

وأضافتا :"ألم يكن الشهداء في المسجد الابراهيمي عام 1994 يصلون؟؟ عندما قتل 50 مصليا بداخله برصاص المستوطن باروخ غولدشتاين، واضافة الى الشهيد يوسف الرموني الذي خنق داخل الباص، والشهيد محمد أبو خضير الذي قتل بدم بارد وهو حي أليسوا بشرا".

وأكدت السيدة إم غسان :"أن المسجد الأقصى لنا وسندافع عنه حتى آخر قطرة دم، وإن شاء الله على طريق الشهداء بالمسجد الأقصى".
يوم العملية وما بعده

وأوضحت السيدة إم غسان أن قوات الاحتلال إقتحمت منزلها بوحشية، حيث اعتدت المجندات على زوجة ابنها وقامت بشد شعرها وجرها، كما قامت خلال إقتحامها لمنزلي الشهيدين بتفتيش وبعثرة محتوياته، كما القيت قنابل الغاز المسيل للدموع داخلهما.

وقالت أن الشرطة الاسرائيلية قامت بإعتقال وإحتجاز أفراد العائلة من الساعة العاشرة صباحا حتى الحادية عشر ليلا في المسكوبية.

وأضافت :"تركونا في الساحة الخارجية رغم البرد، وحققوا معي عن معرفتي بأن غسان سيقوم بهذه العملية، فأجبتهم بأني لن أسمح له القيام بذلك، لأني كأُم لن أقبل أن يموت إبنها بهذه الطريقة".

وأشارت أن الشرطة الاسرائيلية مارست ضغوطات كبيرة على أفراد العائلة لدى إعتقالها، وقامت بإطلاق العيارات المطاطية نحو إبنها منذر فأصيب بواحدة في رجله وأخرى في بطنه وتم ضربه على وجهه ، كما تم الاعتداء عليه بالضرب داخل المسكوبية.

التهديد بترحيل زوجة غسان للضفة الغربية

أما حالة زوجة الشهيد غسان لم تكن بأفضل من والدته وعائلته، فلا تزال علامات الصدمة والتعب والإرهاق تظهر عليها، ولم تتمكن من الحديث، قلقها وتساؤلاتها عن مصير جثمان زوجها... وعن مصير أطفالها الثلاثة ( أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم 3 سنوات... وعن مصيرها هل سيتم ترحيلها حسب تهديد المخابرات....

وقالت زوجة الشهيد غسان:" لقد اتهمني المحقق في المسكوبية بأنها كنت على علم بالعملية قبل وقوعها".

وأضافت :"في التحقيق قاموا بشتمي والضغط علي، وهددوني بسحب الهوية المقدسية مني وترحيلي للضفة الغربية، وأتهمني المحققون بأني على علم بما سيقوم به زوجي، وطلب مني التوقيع على ورقة اعتراف لكني رفضت التوقيع".

وأوضحت أن زوجها غادر المنزل متجها الى عمله الساعة السادسة والنصف صباحا، دون أن يودعها، ودون ان يبلغها بأي شيء.

تقرير ومتابعة مراسلة معا ميساء ابو غزالة"