وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الالعاب النارية.. عادة للتعبير عن الفرح ولكنها قد تقفل أبوابه وتفتح أبواب الندم والحزن

نشر بتاريخ: 18/08/2007 ( آخر تحديث: 18/08/2007 الساعة: 11:54 )
نابلس- سلفيت- معا- إطلاق الأعيرة والألعاب النارية والمفرقعات في الأفراح والمناسبات السعيدة، وأحيان من قبيل المتعة وتضيع الوقت وقتل الزهق والملل كما قال احدهم وهو يطلقها في الهواء لمراسلنا، أصبحت ظاهرة مقيتة تسيء لعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني وقد حولت الأفراح إلى أتراح وأحزان في أحيان كثيرة.

ضحايا كثيرة

قبل أيام راح ضحية هذا العبث المواطن عبد الكريم عابد 50 عاماً من بلدة قبلان جنوب نابلس، وأيضا أصيب الفتى مهدي عزام فوزي 12 عاماً برصاصه في الفخذ، كما حول إلى مستشفى نابلس التخصصي شاب كان يحلم في مستقبل مقبل وزواج وأولاد وراح ضحية هذا العبث برصاصة أدخلته في موت سريري، وأيضا هناك مواطن تفجرت الألعاب النارية في يده وبترتها، وفتية من محافظة رام الله وسلفيت ادخلوا للطوارئ ليخرجوا وقد قطعت بعض اصابعهم وفقدت إحدى عيونهم، وهناك الكثير الكثير من القصص والمآسي عن هذه الظاهرة السيئة ولكننا أخذنا الإحداث القريبة منها.

حلول للمشكلة

احد الأطباء في قسم الطوارئ بسلفيت قال انه يجب أن تتظافر الجهود جميعا كل من موقعه وخاصة في المدارس والمساجد والمحطات المحلية المسموعة والمرئية، والتي يقع على عاتقها التوعية الجماهيرية لمخاطر هذه الظاهرة والتي للأسف أصبحت جزءاً من ثقافة "شعبنا" السلبية والتي الكل يرفضها ولكن لا يتحرك بشكل كافي لوقفها.

والد احد المصابين بالألعاب النارية وخلال تواجده في قسم الطوارئ قال: "نصحت ابني كثيرا بترك هذه العادة ولكني لم أقم بمتابعته", وأضاف "الخطير في الأمر أن الناس لا تعتبر وتستمر الظاهرة رغم كل المخاطر، انني ادرك الآن حجم خطورتها واعترف بتقصيري في منع ابني من استخدامها".

مشكلة الالعاب النارية تكمن في أن الكثير من الباعة ورغم منع هذه المفرقعات قانونيا يبيعونها في متاجرهم سعيا منهم في جني شواقل معدودة على حساب حياة الناس وراحتهم، والا فكيف نفسر قيام تاجر ببيع هذه المخاطر لطفل لا يتجاوز عمره أل 13 سنة وأحيانا أقل من هذا بكثير؟.

رأي الدين

يقول الشيخ "أبو محمد" ويحمل شهادة جامعية من جامعة النجاح الوطنية في الفقه والتشريع "انه يمنع شرعاً استعمال المفرقعات والألعاب النارية طالما ترتب على استخدامها ضرر بالأشخاص والممتلكات للأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، وقال أيضا "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً" وقال أيضا "من أشار إلى أخيه بحديدة فلا تزال الملائكة تلعنه حتى يضعها وان كان أخاه لأبيه وأمه"، سواء كان هذا الضرر في أنفس الأشخاص أو أموالهم أو بإدخال الرعب والخوف على قلوب المارة لأنه من الأذى المنهي عنه.

ويضيف فكيف إذا أضفنا إلى ذلك إضاعة المال والتبذير المنهي عنه، واستعمال هذه المفرقعات على أبواب المساجد بحيث تشوش على المصلين وعند الإفطار وحتى في السحور ، واستعمالها في ساعات الليل المتأخرة فترعب الأطفال وتقض مضاجعهم وتزعج الناس.

وأضاف "من أجل كل هذا يمنع استعمال هذه الألعاب شرعا ومن يفعل ذلك فهو آثم وسيحاسب أمام الله تعالى يوم القيامة", وتمنى الشيخ أبو محمد على كل فلسطيني أن يمتنع عن استعمال المفرقعات حفاظا على سلامته وحياته أولا وعلى ماله أيضا ومنعا لإزعاج الآخرين وتعريض حياتهم للخطر.