وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الناصرة: عرض نتائج بحث العنف الاسري بالمجتمع العربي

نشر بتاريخ: 27/11/2014 ( آخر تحديث: 27/11/2014 الساعة: 16:41 )
الناصرة -معا - بمبادرة من جمعية الجليل وركاز بنك المعلومات في جمعية الجليل ، عقد يوم امس ، اجتماع في مكاتب لجنة المتابعة في مدينة الناصرة ، لنشر نتائج البحث حول العنف الاسري في المجتمع العربي، وكانت هناك نتائج مذهلة ومقلقة جدا حول انتشار الظاهرة، بحضور العديد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية ونخبة من الباحثين العرب وتم طرح اوراق بحثية ومناقشتها .

ويهدف البحث الى تشكيل قاعدة بيانات لفهم الظاهرة اسبابها ، انتشارها ، اثارها وتشكيل قاعدة معلومات موضوعية وعلمية تمكن متخذي القرار والمهنيين من التعامل مع هذه الظاهرة المقلقة بطرق علمية وتنفيذ مشاريع مستقبلية تعتمد على المعلومات الموثوقة من اجل الحد من هذه الظاهرة.

واستمر البحث على مدار السنة الماضية من قبل ركاز بنك المعلومات في جميعة الجليل. ويعتبر هذا البحث الاكبر الذي يبحث الظاهرة داخل المجتمع العربي حيث شملت العينة 1770 استمارة. وتم هذا البحث بالتعاون مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية.

وافتتح المؤتمر بكملة سوسن رزق التي رحبت بالحضور ، وقالت : " امسى العنف خبرا يوميا في مجتمعنا وفي حياتنا اليومية ليصبح اخطر الافات الاجتماعية ، وصمود مجتمعنا على حافة الانهيار".

انطلاقا من ايماننا بضرورة محاربة ظواهر العنف في مجتمعنا العربي قمنا بهذا البحث ، وقال بكر عواودة مدير جمعية الجليل في كلمته : " ننشر اليوم نتائج هامه عن العنف الاسري وهنالك باحثون سيقدمون نتائجهم التي توصلوا اليها من خلال البحث ونحن بدورنا ايضا نفتخر بجهاز الاحصاء الفلسطيني على عمله المهني والعالمي وانطلاقا من ايماننا بضرورة محاربة ظواهر العنف في مجتمعنا العربي قمنا بهذا البحث حول واحدة من اخطر هذه الظواهر وهو العنف الاسري وهذا البحث سيوفر معلومات قيمة املين ان يكون مرجعا للمسؤولين واصحاب القرارات ولتنظيم برامج مستقبلية للتوعية من هذا العنف ".

اما علا عوض رئيسة الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فقالت : " تعتبر ظاهرة العنف احد اهم المشاكل الاجتماعية التي باتت تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني وتهدد تماسكه وترابطه وتأخذ هذه الظاهرة اشكالا عدة ، لعل من ابرزها العنف الاسري ، وهو العنف الذي يتطرق لكل اشكال الاساءة داخل الاسرة بغض النظر عن العمر والنوع الاجتماعي للضحية او للمعتدي حيث تعتبر النساء الاكثر عرضة للوقوع ضحية للعنف والاساءة من قبل اشخاص سواء من داخل الاسرة او من خارجها ".

يجب ان يبادر كل مسؤول من منصبه ووظيفته بالعمل على محاربة ظاهرة العنف
وشدد مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية في كلمته على " ان ظاهرة العنف في ازدياد مستمر ويجب ان يبادر كل مسؤول من منصبه ووظيفته بالعمل على محاربتها ، وكرئيس سلطة محلية أواجه كل يوم عشرات المشاكل ومعظمها تافهة ، الأخطر أن هناك سياسة مبيته ضدنا، والسلاح متاح للجرائم وعلينا الحذر منها ونتمنى من خلال هذا البحث المثمر الاستفادة وايجاد الحلول الملائمة لهذه الظاهرة ".

وفي كلمته قال أحمد الشيخ محمد مدير مركز "ركاز" : "أنهت جمعية الجليل مؤخرًا تنفيذ مسح العنف والعلاقات الأسرية داخل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. هذا المسح يتميز بشمولية عينته. إضافة إلى تطرقه الى طيف واسع من المواضيع والابواب. تحديدا فيما يخص العنف ضد النساء تم فحص عدة مؤشرات منها: درجة هيمنة الزوج في الأسرة؛ اتّخاذ القرار في الأسرة؛ عدد سنوات الزواج؛ الواقع الاقتصادي للأسرة؛ حالة العمالة للزوج والزوجة ومستوى التعليم للزوج والزوجة. فيما يتعلق بالعنف ضد النساء المتزوجات أو اللواتي سبق لهن الزواج من قبل الزوج: أظهر البحث أنّ 30.4 % من النساء تعرّضن لأحد أشكال العنف في العام المنصرم. تجدر الاشارة الى أن أعلى نسبة من النساء اللواتي تعرضن لعنف من قبل الزوج على مستوى مناطقي هي منطقة الشمال (36%) مقارنة مع 22.2% في منطقة حيفا التي بها نسبة تعرض النساء للعنف من قبل الزوج هي الاكثر انخفاضا. يُظهر البحث أيضًا علاقة واضحة بين العنف والمستوى التعليمي للزوج، فمثلا يُستدل أن نسبة العنف ضد النساء لأزواج ذوي تعليم إعدادي فأقل هي 37.4 %. بينما نسبة العنف ضد النساء لأزواج أصحاب لقب أول فأكثر بلغت 21.1 %".

واضاف احمد :"يُظهر البحث فيما يخص أنماط الأساليب التي اتّبعتها النساء في تعاملها عند تعرّضهن للعنف من قبل الزوج؛ أنّ أكثر طريقة متبعة لطلب المساعدة كانت تجاهل الزوج ورفض الحديث معه لعدة أيام حيث صرّحت 40.7 % من النساء عن اتّباعهن لهذا الأسلوب. بينما تبيّن أن الذهاب أو الاتّصال بمركز نسوي والمكوث هناك عدة أيام هو الأسلوب الذي اتّبع بشكل أقلّ بنسبة 2.6 % فقط".