وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منجم فوسفات قد يلغي الاعتراف بقرية الفرعة بالنقب

نشر بتاريخ: 30/11/2014 ( آخر تحديث: 30/11/2014 الساعة: 19:35 )
بئر السبع – تقرير خاص "معا" - فيما يبدو انه ضرب آخر من ضروب الإهمال والاستخفاف بحياة المواطنين العرب في هذه البلاد وأحد تجليات واقع عرب النقب المر هو ما آلت اليه قضية منجم الفوسفات في منطقة "سديه برير" القريبة من قرى الفرعة والزعروة غير المعترف بهما، والتي ما فتئت تتفاعل بين جهات الاختصاص حيث يرفض نشطاء بيئيون ووزارة الصحة الإسرائيلية، وعلى رأسها الوزيرة يعيل غيرمان، إقامة هذا المنجم لما يحمله من أضرار وتلوث وإشعاعات تهدد سكان المنطقة المحيطة بها عربا ويهودا على حد سواء حيث انه لا يبعد عن قرية كسيفة مسافة تتجاوز الكيلومترين وكذلك مسافة لا تتعدى خمسة كيلومترات من مدينة عراد التي تخوض نضالا حثيثا يمنع إقامة هذا المنجم فيما تسعى شركة "روتم امبيرت" جاهدة لإقناع هذه الجهات بأن إقامة المنجم لا تحمل أي أضرار صحبة وأي خطر على حياة المواطنين الذين يسكنون المنطقة.

وكانت منظمات أهلية وجمعيات تعنى بشؤون البيئة وحقوق الإنسان خاضت نضالا قانونيا ولا زلت ماضية به على صُعُد شتى ممثلا بحملات توعية قطرية ومحاولة تأليب الرأي العام وزيادة وعيه حول مخاطر إقامة هذا المنجم.

السكان العرب الحاضر الغائب
|305828|
المواطنون العرب في القرى العربية غير المعترف بها هم الحاضر الغائب إذ لا يكادوا يذكرون فى سرد مضار هذا المنجم عليهم وإن ذكروا إنما يكونوا على على هامش القضية في أحسن حال حتى أن الأمر بلغ في أن طلبت مجموعة من سكان مدينة عراد من بعض سكان القرى العربية المتضررة من إقامة المنجم عدم القيام بنضال مماثل بدعوى أن هذا يضعف نضالهم على اعتبار أنهم عربا في إشارة جلية وواضحة على سيادة منطق الاستعلاء والتمييز بين المواطنين العرب واليهود بعيدا عن فكرة المواطنة وحق الجميع في بيئة نظيفة سالمة من الأخطار والإشعاعات.

مراوغة والتفاف على الحقائق

وتحاول شركة "روتم امبيرت" إقناع المواطنين والسكان المحيطين بالمنجم أن الأمر لا يشكل خطرا،فيما يبدوا واضحا بشكل لا يدع مجالا للشك أن الأمر يشكل تهديدا خطيرا وفعليا على المواطنين كون الشركة تعمد إلى إجراءات ينتج عنها تلوث ومستوى إشعاع مرتفع في مراحل استخراج الفوسفات حيث يتم تفجير الصخور في المنجم الذي ينجم عنه جزيئات الغبار التي ستلوث الهواء وكذلك مستوى عالي من الإشعاعات التي ستشكل خطرا لا نقاش حول صحته على حياة المواطنين في كل من الفرعة والزعرورة وكسيفة وعراد والمناطق المحيطة.

تواطؤ ومماطلة جهات نافذة
|305826|

وكانت تقارير إعلامية سابقة قد ذكرت أن الشركة المنفذة لهذا المشروع هي على علاقات مع جهات نافذة في السلطة وتلقى موافقة وتغاضي عن الخطر الذي تسببه للسكان من قبل هذه الجهات وقد سبق أن تقدمت شركة "روتم امبيرت"وهي تابعة لشركة "كيمكاليم ليسرائيل" بطلب للعمل في هذا المنجم عام 1999 وواجهت آنذاك رفضا من قبل جهات مهتمة بالبيئة وبصحة الجمهور وواجهت معارضة منظمات أهلية وجمعيات حقوق الإنسان.

تحذير وزارة الصحة وحقوق الإنسان

وقد أصدرت وزارة الصحة كذلك تقريرا خاصا عام 2012 حول إقامة منجم "سديه برير" وقدمت على ضوئه توصياتها التي خلصت إلى أن التلوث البيئي الناجم عن إقامة هذا المنجم سيتسبب حتما بإصابة السكان المحيطين به بأمراض مزمنة وموت مبكر وسيعمل على ارتفاع نسب الوفيات بشكل ملحوظ وان عمليات التنقيب عن الفوسفات سينجم عنها ارتفاع في نسبة الإشعاع كونه غني بمادة اليورانيوم الذي سيتسبب لا محالة في ظهور أمراض قاتلة كالسرطان لدى الكبار والأطفال وسيتسبب في تشوهات لدى ألأجنة والحوامل في المنطقة نتيجة لتعرضهم لدرجة عالية من الإشعاع. وقال تقرير الوزارة بأن لشركة "روتم امبيرت" بدائل أخرى لإقامة هذا المنجم ويمكنها تفادي حدوث كل هذه الأضرار الجسيمة للإنسان والبيئة .

القضية على طاولة اللجنة القطرية للتخطيط والبناء
|305829|
وتعتبر اللجنة القطرية للتخطيط والبناء هي الهيئة المخولة للبت في هذا الأمر،وقولها هو الفيصل في قضية لا زالت حتى الآن معلقة ولم يبت فيها على الرغم من معارضة السكان ونشطاء بيئيون ووزارة الصحة كان آخرهم وزيرة الصحة الحالية "يعيل جيرمان" التي أكدت من خلال تصريحاتها أن المنجم في حال إقامته يشكل خطرا حقيقيا على صحة السكان في المناطق القريبة منه .

مستوى إشعاع يشكل خطرا

يشار إلى أن موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" كان قد تناول الخبر مؤخرا وأرسل مراسلة لفحص نسبة الإشعاع في المناطق المحيطة بموقع المنجم خلص إلى أن نسبة الإشعاع أكبر من المعايير المسموح بها في كل من أمريكا وأوروبا وكذلك المعايير المعمول بها هنا في البلاد حيث تجاوزت نسبة الإشعاع الضعفين في مدينة عراد وأكد التقرير أن الإشعاع يمثل خطرا على صحة المواطنين المحيطين بالمنجم.

نضال لا زال مستمرا...

يشار إلى أن سكان مدينة عراد ممثلين ببعض الأهالي يخوضون نضالا شرسا رفضا لإقامة منجم "سديه برير" وهي التي تبعد عنه مسافة أربعة كيلومترات تقريبا في حين تبعد عنه قرية كسيفة مسافة الكيلو مترين ولا تتجاوز المسافة بين المنجم وقرية الفرعة مسافة كيلومتر واحد والخطر الأكبر يمكن في أن مدرسة الفرعة لا تبعد عن المنجم أكثر من 300 متر فقط لا أكثر.

محمد قبوعة، من سكان الفرعة، قال معقبا في حديث لمراسل "معا" في النقب: "إقامة منجم الفوسفات سيحكم على سكان قرية الفرعة بالرحيل وسينهي على حلم الاعتراف بل سيعمل على مصادرة أراضيها، وكل من سيبقى على أرضه سيهدده خطر هذا المنجم حيث أكدت ثلاثة تقارير لوزارة الصحة خطورة إقامة هذا المنجم على صحة السكان كونه يؤدي إلى تلوث بيئي والتسبب في العديد من الأمراض، والأمر المثير للسخط في الموضوع أنّ هناك تجاهل تام لوجود حوالي 4 آلاف نسمة في المكان بالإضافة إلى وجود مدرستين بالقرب من مكان المنجم، يدرس فيهما نحو 1500 طالب وطالبة.

وناشد قبوعة "الجهات المختصة بإيقاف هذا المخطط فورا كون ضرره أكثر من فوائده، وعلى الدولة أن تسارع في الاعتراف بقرية الفرعة حيث علمنا أن هذا المشروع يعرقل بشكل جدي قضية الاعتراف بقريتنا".