|
سفارة فلسطين بالكويت تحتفل بذكرى الاستقلال
نشر بتاريخ: 02/12/2014 ( آخر تحديث: 03/12/2014 الساعة: 09:06 )
بيت لحم - معا - احتفلت سفارة فلسطين في الكويت بالذكرى الـ 26 لإعلان الاستقلال الفلسطيني واحيت اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
والقى سفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب كلمة رحب فيها بالحضور، واشاد بالدعم الكبير الذي تقدمه الكويت لفلسطين. فيما يلي نص كلمة سفير فلسطين لدى الكويت: بسم الله الرحمن الرحيم معالي الأستاذ خالد الجار الله المحترم أصحاب السعادة السفراء السيدات والسادة استهل كلمتي هذه لأرحب بكم باسم سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبالنيابة عن الجالية الفلسطينية في دولة الكويت الشقيقة، وأتقدم بالشكر والتقدير إلى دولة الكويت وعلى رأسها القائد الإنساني حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة على الدعم الدائم واللامحدود على كافة الأصعدة السياسية والمالية والاقتصادية والتي كان آخرها المساهمة بمبلغ 200 مليون دولار لإعادة اعمار قطاع غزة، وعلى تبني دولة الكويت الخطوات السياسية الفلسطينية بل واستعداداها الدائم لحمل هذه المواقف والخطوات وطرحها في كافة المحافل الدولية. معالي الوكيل ،،أصحاب السعادة السفراء ،،السيدات والسادة ،، نحتفل اليوم بالذكرى السادسة والعشرون لإعلان الاستقلال الفلسطيني واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والعلاقة الفلسطينية الكويتية تتقدم بخطى ثابتة وقوية وراسخة تعكس تاريخية وصلابة هذا العلاقة التي قاربت على قرن من الزمان تميزت بالصدق والنقاء ولم يربط الشعبين الشقيقين إلا الحب والوفاء بعيدا عن المصالح الآنية الزائلة. وقد شهد العام الماضي والذي نحن على أبواب نهايته تطوراً كبيراً في علاقة الأخوة بين البلدين الشقيقين على كافة الأصعدة، وشهد هذا العام العديد من الأحداث اللافتة التي زادت من بنيان هذه العلاقة المميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، فكان إطلاق معرض الصناعات الفلسطينية الأول في دولة الكويت والذي كان أنجح معرض تجاري فلسطيني يقام خارج فلسطين في تاريخ المعارض التجارية الفلسطينية وهذا ما أعلنه اتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية. وانطلق بعده قطار التبادل التجاري بين البلدين والذي نتمنى أن يصل إلى أعلى مستوياته لما في ذلك من دعم كبير لاقتصاد دولة فلسطين. الحدث الأبرز هذا العام 2014 والذي اعتبر نقطة تحول هامة ورئيسية في العلاقات الفلسطينية الكويتية كان الزيارة التاريخية التي قام بها معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى دولة فلسطين، تلك الزيارة التي حازت على الاهتمام الكبير والمتابعة الشخصية لها من قبل سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين والذي استقبل الضيف الكبير، الزيارة التي كان أهم ما فيها قيام معالي النائب الأول والوفد المرافق بزيارة مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، ما كان له أثر كبير في دعم المرابطين داخل الحرم القدسي الشريف الذين شعروا بمدى أهمية هكذا زيارات والتي تؤكد على عروبة وإسلامية القدس الشريف. وقد كان إطلاق اللجنة الفلسطينية الكويتية العليا المشتركة على مستوى وزيري الخارجية نقطة تحول عملية هامة جدا لتعزيز العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث ستعقد اجتماعها الأول في مدينة رام الله في النصف الأول من العام القادم. كذلك تم توقيع مذكرة مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين إدراكاً من الجانبين على الأهمية القصوى في التعاون على المستوى السياسي وإيمانا من دولة فلسطين بأن دولة الكويت وبالسياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو هي صمام أمان سياسي لفلسطين وقضيتها تستنير القيادة الفلسطينية بنصائح سموه لما فيه مصلحة واستقلال الشعب الفلسطيني. مدماكاً آخر شُيّد في العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين كان الشهر الماضي، باستضافة دولة الكويت الأسبوع الثقافي والتراثي الفلسطيني الأول برعاية كاملة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي فتح ذراعيه باستضافة فرقة فلسطينية مقدسية قدمت عروضا مميزة نقلت من خلالها رسالة فلسطينية واضحة جدا بأن الشعب الفلسطيني يحب الحياة وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة وقد رغبنا أن تُنقل رسالة هذه الفرقة لأول مرة خارج فلسطين وان تكون من أرض الكويت الحبيبة مركز الإنسانية وحب الحياة. أصحاب المعالي والسعادة ،،،السيدات والسادة ،،، يأتي احتفالنا هذا في ظل ظروف سياسية معقدة جدا في المنطقة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، والتي تدفع ثمن التعقيدات السياسية في المنطقة بحرف البوصلة السياسية عن اتجاهها الصحيح نحو فلسطين قضية العرب المركزية، ما أدى إلى امعان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني، فقام بعدوانه الغاشم الهمجي على قطاع غزة الصيف الماضي نجم عنه سقوط أكثر من 2200 شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح وتدمير عشرات الآلاف من المنازل وتشريد الآلاف المؤلفة من أبناء شعبنا. ولم تكتفي حكومة المستوطنين بهذا العدوان بل أضافت عليه هجمتها الشرسة الحاقدة على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وأطلقت لمستوطنيها العنان لاستباحة الحرم القدسي الشريف وبشكل يومي بهدف الوصول إلى تقسيمه زمانياً ومكانياً كما فعلت في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وبدأت الحكومة الإسرائيلية بشن حرب دينية داخل مدينة القدس ستؤدي إلى اشتعال المنطقة بأسرها إن لم يتم لجم هذه الحكومة المجنونة والمسوؤلين عنها. معالي الوكيل ،،،السيدات والسادة ،،، إن حل القضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد للصراع العربي الإسرائيلي، بل سيكون له دور ايجابي كبير في حل كل مشاكل المنطقة فهي أساس الصراع وأساس كل ما آلت إليه الأمور في منطقتنا العربية، ومن هنا وبعد إفشال الحكومة الإسرائيلية للمفاوضات الأخيرة وإغلاقها كل الأبواب في وجه المساعي الأمريكية والدولية للوصول إلى مفاوضات جادة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال عن دولة فلسطين، جاء قرارالقيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على قرار يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال وإجبار إسرائيل العودة إلى مفاوضات جادة خلال المدة الزمنية التي يحددها المجتمع الدولي، مع الاحتفاظ بحق دولة فلسطين بالانضمام إلى 522 منظمة ومعاهدة ومواثيق دولية في حال تم إفشال هذا المسعى العربي الفلسطيني والذي تم اقراره السبت الماضي 29 نوفمبر 2014 في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عُقد في القاهرة بحضور سيادة الرئيس محمود عباس الذي وضع الوزراء العرب بكل تفاصيل الوضع الفلسطيني وبكل صراحة وشفافية. ضيوفنا الكرام،،،،، وبما أننا نحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يتزامن مع الذكرى الثانية لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة كدولة مراقب، بدأ المجتمع الدولي يدرك تماماً أن إسرائيل غير معنية بالسلام ولا بحل الدولتين وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن أن تكون شريكة في السلام ، فيما أكدت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس وبالأفعال لا الأقوال أنها جادة في السعي للسلام العادل القائم على مبدأ حل الدولتين، وأن الشعب الفلسطيني يستحق ومؤهل لإقامة دولته المستقلة، ومن أجل هذا بدأت الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، فكانت مملكة السويد السباقة لهذا الاعتراف الرسمي، ثم بدأت البرلمانات الأوروبية بالتصويت على الاعتراف بدولة فلسطين ولو كان هذا التصويت غير ملزم، إلا أنه رسالة واضحة أن القارة الأوروبية في طريقها إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وكان آخر ما ورد بهذا الخصوص تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن فرنسا ستدعو إلى مؤتمر دولي للسلام في باريس وإن فشل هذا المؤتمر ستعترف فرنسا بدولة فلسطين وأن هذا الاعتراف سيكون حق لفلسطين وليس محاباة لأنها أدركت وتأكدت من هو الطرف الذي لا يريد السلام ولا يريد لهذه المنطقة أن تنعم بالهدوء والاستقرار. إن هذا التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني ومع دولة فلسطين ليؤكد على أن شعب فلسطين قد ظلم على مدى التاريخ وأنه قد آن الأوان لرفع الظلم عنه لينعم بالاستقرار والاستقلال ويقيم دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل الدول التي اعترفت أو صوتت للاعتراف بدولة فلسطين إيمانا منها بحق فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال. عاشت فلسطين وعاشت الكويت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |