وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إعصار... ثورة الزنج ......موفق مطر

نشر بتاريخ: 08/09/2005 ( آخر تحديث: 08/09/2005 الساعة: 21:17 )
معا - بقلم موفق مطر - سؤال عالماشي
. هل ستنطلق "ثورة الزنج" الأمريكية من بين أنقاض المدينة الغارقة المحترقة "اوليانز" ؟!
. هل عصفت "كاترينا" بقوة إعصارها و قسوة عدالة قانون الطبيعة بالمفاهيم الأمريكية المادية ونزعة العزة بالقوة الفولاذية ونفوذ "الدولار" وشققت عدسات بمنظار السيطرة على العالم ؟!
. ماذا بقي من ركائز المفاهيم الأمريكية الحديثة الخادمة لنمطية أباطرة الشركات الصناعية وخاصة الحربية منها بعد انكسارها في جولتين أولاهما الحروب المسلحة ضد الإنسانية وثانيهما التداعي والسقوط المريع أمام ضربات كاترينا "الإعصار" إذ لم يعد أمام مصارعي وحيد القرن الأمريكي إلا أن يسددوا على نقاط الضعف المكشوفة في خاصرته الآن بفعل إعصار ليس من صنع البشر!؟..
. هل ترى البنتاغون قد سحب طاقة المدينة من الشباب والشابات إلى ساحات الحرب الارعابية المدمرة في العراق وترك أمهاتهم وأمهاتهن المريضات البدينات وآبائهم وآبائهن "العواجيز" على الكراسي المتحركة يصارعن دوامات الإعصار من أجل البقاء ؟! ولهذا تراهم قد أسرعوا بإعادة ثلاثمائة طيار من أبناء المدينة المنكوبة وهي واحدة من المدن الأمريكية التي شيعت أعداد كبيرة من قتلى جنود الحرب في العراق.؟! أم أن هناك خشية حقيقية من هؤلاء الطيارين و من معنوياتهم الشخصية وردود أفعالهم المتوقعة؟!!
. هل سيأخذ المستقوي بسلاحه على ثقافات الإنسانية وحضاراتها العبرة مما حصل بعد أن رأيناه منكسرا هشاً- اللهم لا شماتة بالشعب الأمريكي الذي نراه ضعيفا مسكينا في هذه الأيام؟
. كيف تستقيم الأمور عند "الصاعدون إلى المريخ" بينما تغرق بلادهم بفيضانات الإعصار وخرابه,وينتشر وباء الجريمة في غياب قوة تنفيذ القانون, وإذ تأتيهم المساعدة من الشعوب والدول الصغيرة _لكنها كبيرة بمواقفها كدولة قطر المتبرعة بمئة مليون دولار للمساكين أبناء اورليانز؟!!
. هل جاء الدور على الشعب الأمريكي ليقف بطابور المتلقين للمعونات والمساعدات بفضل السياسة "الخارقة"!! للقيم والمبادئ الإنسانية التي رسمتها زعامة بلادهم على مر العقود الماضية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ؟! فصرفت مالا يحتسب ويعد من المليارات لخدمة أهداف "أصحاب الأنياب" الناهشين بلحم الإنسانية تاركين الشعب الأمريكي يواجه الأسوأ في تاريخه ؟!!..لا يقوى على ردة فعل مؤثرة لمواجهة الإعصار وتداعياته ,تماماً كما يقف الجاهلين المستبدلين عقلهم بمناسك تجهيلية أمام كوارث الطبيعة وظواهرها..!!
. هل يدركون الآن أن العقل إذا تسيد تفكير الإنسان وسلوكه فانه جالب للخير حتماً ؟!..ربما.
. أيحق لنا بعد أكثر من ثلاثين سنة من إلغاء التمييز العنصري بالولايات المتحدة الأمريكية أن يأتي إلى أذهاننا هذا السؤال:" أ لأن أورليانز مدينة سوداء "زنجية" تركها أهل البيت الأبيض" تغرق وتحترق ؟!- نعرف أنه إعصار لكننا نعرف أن أمريكا التي "تباطح" العالم كانت قادرة على إنقاذ أهل الولاية السمراء خاصة وأنهم يعلمون باتجاه وقوة جبروت الطبيعة وإعصارها "كاترينا" قبل أيام من حلول الكارثة ؟!
. هل سيستمر مفعول سحر الحروب وصورها بالتعاضد والتآلف المرسومة في مكاتب شركات صناعة الأسلحة وهل سيصمد أمام الحقيقة المنكشفة عارية كما الذين شاهدناهم من ضحايا إعصار كاترينا وسحره المضاد المنذر بتفكك ثقافة القوة والهيمنة وقدرة الرجل الأبيض على صنع المعجزات ونشر الحرية والسلام في العالم..إذا يكتشف الأحياء من بعد إعصار كاترينا أنهم كانوا مجرد أدوات وموارد للحرب ضد الإنسانية أما عند الكوارث وغضب الطبيعة فإنهم من أصول افريقية هكذا تقفز الفكرة إلى صناع القرار الأمريكي وربما أدركها الزنوج بعد أن غرقت مدينتهم "بالطوفان" ؟!