|
مؤتمر حول التغير المناخي يوصي بخطاب وطني بديل للخطاب للاسرائيلي
نشر بتاريخ: 03/12/2014 ( آخر تحديث: 03/12/2014 الساعة: 17:59 )
البيرة - معا - أوصى مختصون في قضايا المناخ والبيئة والزراعة وممثلي اللجان الزراعية الى ضرورة الخروج بخطاب وطني بديل للخطاب الاسرائيلي، لا سيما وأن سلطات الاحتلال استغلت قضية التغير المناخي لتبرير التوزيع غير العادل للمصادر الطبيعية في المحافل الدولية، كذلك دعم صمود المزارعين ورفع الوعي البيئي للتكيف مع المتغيرات المناخية، وادخال التكيف في المخططات الاستراتيجية للسلطة الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني.
جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه اتحاد لجان العمل الزراعي، اليوم، بعنوان "توجهات التكيف مع التغير المناخي في فلسطين بين النظرية والتطبيق" في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة ضمن مشروع " النضال من أجل السيادة على الغذاء باعتباره توجه للتكيف مع آثار التغير المناخي" الممول من مؤسسة روزا لكسمبرغ، بهدف الخروج برؤية مشتركة ما بين المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية المختصة والمؤسسات الأهلية العاملة في قطاع الزراعة حول الخطاب الفلسطيني البديل للخطاب الاسرائيلي المتعلق بالتغير المناخي وتنسيق وتوحيد الجهود باتجاه توسيع تطبيقات آليات التكيف المقترحة على المستوى المحلي. |306355| وافتتح المؤتمر مدير عام "العمل الزراعي" المهندس خالد الهدمي، أشار في كلمته الى أن قضية التغير المناخي ليست قضية هامشية بالمقارنة بما نشهده من انتهاكات ضد الإنسان والأرض، مؤكدا أن قضية التغير المناخي لها أهمية على ثلاث مستويات: مستوى توحيد الجهود لدعم صمود صغار المزارعين عبر اقامة مشاريع تنموية زراعية تساهم في التأقلم مع آثار التغير المناخي، مستوى وضع خطط وطنية واستراتيجيات واضحة للتعامل مع اثار التغير المناخي، مستوى تقديم خطاب وطني بديل للخطاب الإسرائيلي الذي برع في توظيف هذه القضية التي تشغل العالم كافة، لتبرير وتعزيز هيمنته الجغرافية والمائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبين الهدمي أن "العمل الزراعي" يعمل على دعم المزارعين خاصة الذين يقطنون مناطق "ج" والمناطق المحاذية للمستوطنات وجدار الفصل، من خلال مشاريع استصلاح الأراضي وشق الطرق الزراعية ومشاريع الحصاد المائي المختلفة وغيرها من البرامج المتعلقة بتمكين المزارعين ورفع الوعي لديهم، داعيا المؤسسات الدولية والوطنية للتوجه من أجل إعمار الأراضي في مناطق "ج" والتي تشهد مصادرات يومية لالاف الدونمات باتجاه تقليص الرقعة الزراعية، واجبار المزارعين على هجر أراضيهم تمهيدا لضمها أو مصادرتها. من جهته، قال ممثل وزارة الزراعة الدكتور قاسم عبدو: "إن القطاع الزراعي الأكثر تضررا من سياسات الاحتلال والتغيرات المناخية، مشيرا الى أن الوزارة تنظر الى قطاع الزراعة ببعده السياسي أكثر من بعده الاقتصادي، مؤكدا على ضرورة إعادة صياغة الرسالة التي نوجهها دوليا في قضية التغير المناخي." فيما أكدت ممثلة مؤسسة روزا لكسمبرغ سلام حمدان على اهتمام مؤسستهم بقضايا المصادر الطبيعية تحديدا الأرض والمياه، وتهتم بتطوير السياسات الخاصة بالقطاع الزراعي بما يخدم المزارعين، مشيرة الى أن المشروع الذي تنفذه المؤسسة مع اتحاد لجان العمل الزراعي أحد المشاريع الهامة التي تتعلق بهذه السياسات. |306357| وتخلل المؤتمر مداخلة قدمها مدير برنامج تطوير الأراضي الزراعية الدكتور محمد عوض حول النضال من أجل السيادة على الغذاء كمتطلب للتأقلم مع التغير المناخي، بين فيها الى أنه بالرغم من وجود صعوبات في اتخاذ اجراءات لتطبيق اليات التكيف مع التغير المناخي خاصة عند المزارعين ما لم يكن هناك سيطرة فلسطينية على الأراضي ومصادر المياه، إلا أن "العمل الزراعي" قدم نماذج تنموية ناجحة في الحفظا على البذور البلدية من خلال بنك البذور الوطني، بالإضافة الى وجود شراكة عالمية بين اتحاد لجان العمل الزراعي وحركة "الفياكمبسينا" في النضال من أجل السيادة على الغذاء. بدوره تحدث وكيل مساعد وزارة الزراعة الدكتور زكريا سلاودة حول التوجهات التنموية في فلسطين باتجاه التأقلم مع آثار التغير المناخي، مشددا على ضرورة ادخال التغير المناخي في المخططات الاستراتيجية المحلية والدولية، مبينا أن فلسطين على الرغم من مشاركتها المؤتمرات الدولية للتغير المناخي إلا أنه ليس باستطاعتها الاستفادة من صندوق التغير المناخي باعتبارها عضوا مراقبا في الأمم المتحدة. وتناول المؤتمرون الخطاب الحقوقي في مواجهة سياسات الاحتلال استنادا على الإعلان العالمي لحقوق الفلاحين، حيث تناولت المختصة في علم التغير المناخي سهى جرار نضال الفلاحين الذي يتماشى مع الاطار العام للمواثيق الدولية لحقوق الانسان، والتي تشمل الأدوات والآليات الموضوعية المنبثقة عن مجلس حقوق الانسان التي تنادي بالحق في الغذاء، حقوق السكن، الحصول على المياه، الحق في الصحة، حماية المدافعين عن حقوق الانسان، وحماية الشعوب الأصلية، مناهضة العنصرية والتمييز العنصري، وحقوق المرأة. الا أن هذه الادوات التابعة للامم المتحدة لا تغطي بشكل كاف حقوق الانسان ولا تمنع انتهاكها، خاصة حقوق الفلاحين. وقدم ممثلو اللجان الزراعية وجه نظر المجتمع المحلي حول معيقات التأقلم مع التغير المناخي، أشاروا الى أن الاحتلال يضع العراقيل أمام قدرة المزارعين على التأقلم مع المتغيرات المناخية، بالإضافة الى الاجراءات التعسفية التي تنتهك ضدهم، مشددين على ضرورة تنفيذ مشاريع تنموية خاصة بحفر آبار وطرق زراعية واستصلاح الأراضي. بدورها قدمت ممثلة مجموعات التأقلم مع التغير المناخي وهي مجموعات طلابية شكلها العمل الزراعي ضمن المشروع من طلبة كليات الزراعة في الجامعات الفلسطينية بيسان أبو هواش مداخلة حول عمل اتحاد لجان العمل الزراعي مع المجموعات الطلابية والورش التدريبية والربط بينهم وبين مجموعات مناصرة دولية للخروج بتوصيات للتخفيف من أثار التغيرات المناخية الخطيرة التي ستنعكس سلبا على المزارعين. فيما قدم المختص في إدارة مصادر المياه المهندس زهير عليان مداخلة حول الزراعة المائية كنموذج تنموي يمثل أداة ناجحة للتكيف مع حالات الجفاف وشح المياه وانحسار المراعي. يشار الى اتحاد لجان العمل الزراعي عمل خلال السنوات السابقة الى ايجاد طرق للحد من التغيرات المناخية من خلال نماذج تنموية هامة تمثلت في انشاء وحدات استنبات الشعير وبنك البذور الوطني، وزارعة واستصلاح الأراضي الزراعية في المناطق الفقيرة والمهمشة، وتنظيم دورات وورش عمل خاصة بالتغيرات المناخية ورفع الوعي البيئي تجاه هذه المتغيرات. |