|
إسرائيل الباحثة عن هوية: أزمة حكومة أم حكم؟
نشر بتاريخ: 04/12/2014 ( آخر تحديث: 06/12/2014 الساعة: 09:10 )
بيت لحم- معا - حار المختصون في الشأن الإسرائيلي في توصيف الأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية التي أفضت الى حل الكنيست والتصويت اليوم "الأربعاء" على عقد انتخابات مبكرة في السابع عشر من آذار القادم "17/3/2015 بعد ان نال هذا الاقتراح موافقة 84 صوتا وامتناع واحد عن التصويت .
هناك من قال أن ما تعانيه إسرائيل هو أزمة حكومية تتعلق بتركيبة الائتلاف وتناقض مصالح مكوناته المختلفة، وبهذا يمكن للانتخابات إن تعيد تشكيل ورسم الخريطة السياسية بما يسمح بتركيب حكومة أكثر تجانسا أو اقل تناقضا على اقل تقدير، وبهذا جزموا بان الأزمة هي أزمة حكومة وليست أزمة حكم معارضين بذلك ما ذهب إليه "نتنياهو " في كلمته امام الكنيست حين أشار إلى وجود أزمة حكم حالت وستحول دون ممارسته لصلاحياته وقيام الحكومة بواجباتها المنصوص عليها ما لم يمنحه الناخب الإسرائيلي أغلبية مطلقة "تسمح له بتجاوز أزمة الحكم الناتجة في أساسها عن تفتت القوى الحزبية ضمن نظام انتخابي يمنح الأحزاب الصغيرة في كثير من الحالات حق النقض "الفيتو " ويترك القرارات الصعبة رهينة بيد حزب صغير هنا وهنا". وفي العمق ذهب الكثير من المحللين والساسة الإسرائيليين إلى وضع الأزمة الراهنة ضمن سياقات أزمة الهوية التي تواجهها إسرائيل الساعية يمينيا نحو التنازل عن الهوية "الإسرائيلية" التي حاول بن غريون ومن خلفه ترسيخها لضمان فضاء "ديمقراطي" يضفي على إسرائيل مقبولية وشرعية عالمية والاتجاه نحو الزاوية الضيقة عبر تحديد هوية إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي دون غيره مقدمين قيم اليهودية على قيم الديمقراطية، وهذا ما يفسر حدة الموقف المتفجر بين نتنياهو ونفتالي بينت وأقطاب اليمين الداعمين لقانون يهودية الدولة ووزيرة القضاء تسيفي ليفني بشكل أساسي و"لبيد"بشكل ما . ويبقى السؤال هل تمنح الانتخابات المبكرة إسرائيل حلا لازمة الحكومة الحكم والهوية ؟ أم ستفضي إلى إعادة توزيع المقاعد بين قوى اليمين ذاتها التي تشكل الائتلاف ليعود نتنياهو بحكومة جديدة–قديمة مع بعض إضافات لا تغير في جوهر الأمور الكثير مثل ضمن بعض الأحزاب الدينية تعويضا عن غياب محتمل لحزب "يش عتيد" وحزب ليفني. قد يبدو الجواب على هذه الأسئلة سابقا لأوانه وهذا صحيح لكن الكاتب الإسرائيلي "ناحوم برنيع" اختصر الأمر عبر عنوان مقالته المنشورة اليوم في "يديعوت احرونوت" والقائل "الشعب هو المذنب" لأنه لم يمنح نتنياهو القوى المطلقة . وفي باب الاستشراف ومحاولة توقع نتائج "انتخابات الأزمة" استذكر "برنيع" النكتة البريطانية التي تتندر على جيش المملكة المتحدة والقائلة "هناك خبران الأول جيد يبشركم بقرار قيادة الجيش السماح للجنود باستبدال ملابسهم الداخلية القذرة لكن الخبر السيء هو أن الجنود سيبدلون هذه الملابس فيما بينهم وليس بملابس نظيفة". وأخيرا وبغض النظر عن سيل التصريحات الصادرة عن قادة إسرائيل بمختلف مسمياتهم يتوجب على المراقبين والمنتفعين والمتضررين من انتخابات إسرائيل المبكرة الانتظار حتى يحين الموعد وعدم البناء على توقعات وحسابات قد تصيب وقد تخيب . |