وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شبيه الرئيس؟

نشر بتاريخ: 06/12/2014 ( آخر تحديث: 10/12/2014 الساعة: 10:58 )
شبيه الرئيس؟
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كلما كتبت امتدح حماس قام نصف اصدقائي على الفيس بوك بشتمها، وكلما كتبت امتدح فتح قام نصف اصدقائي على الفيس بوك بشتمي وشتمها. فقلت لنفسي أن اكتب هذه المرة عن حالنا فلعلها تمر دون غضب من طرف.

في بعض الدول يموت الرئيس ويحتفظون بجثمانه لاسبوعين قبل اعلان خبر الوفاة ريثما يختارون خليفته ويتوافق الفرقاء.

أما في فلسطين فقد استشهد زعماؤنا وقادتنا جميعا على الهواء وقامت اسرائيل بتصوير وبث لحظة اغتيالهم؛ بدءا من الزعيم عرفات الذي تابع العالم بث وفاته على فراشه وهو يحتضر حتى تكسر صفائح الدم، مرورا باغتيال الشيخ ياسين وابو علي مصطفى وقافلة طويلة من القادة، وحتى خالد مشعل الذي حاول الموساد اغتياله لم يستخدم شبيها فنحن شعب لا نحترم الا النسخة الاصلية.

وفي بعض الدول تعتبر اجهزة الامن والمخابرات عناوين قد تسبب الذبحة الصدرية لمن يلفظ اسمها. اما لدينا فقد اصبحت أخبار اجهزة الامن في رام الله وغزة واقالة وتعيين ضباطها خبرا يسابق أخبار الفن والمسرح.

وفي بلاد اخرى إن تناول قضية أو ملف من دون اثبات يعتبر تضليلا للجمهور؛ بل أن رئيس التحرير لا يسمح بنشره اساسا. اما في فلسطين فيمكن أن تنشر أي خبر وأي تهمة حتى لو كانت شائنة وعلى المحكمة أن تثبت العكس.

في اسرائيل مثلا تمنع الرقابة العسكرية نشر الاخبار والاسرار ولا ترفع الغطاء عنها الا بعد مرور 30 عاما على وقوعها وفي بعض الملفات 70 عاما لضمان موت جميع اصحابها. اما في فلسطين فيمكن نشر سرا لم يحدث بعد وانما سيحدث بعد 30 عاما وربما بعد 70 عاما.

بالامس اتصلت بأحد القادة وسألته بعد انتشار شائعات قوية ومحترفة: هل الرئيس بخير؟ هل صحته بخير؟

لم يكتف الجمهور بنشرنا نفيا لشائعة مرض الرئيس فنزل الرئيس ومشى في شوارع رام الله.

سمعت كثيرا عن شبيه للرئيس عرفات؛ وقصص كثيرة تروى عن اشباه للرئيس صدام ورؤساء روسيا وامريكا. بل شاهدت صورا لزعماء اسرائيل بينهم ديان وبيريس يلبسون باروكة شعر ويتخفون خلال تنفيذ مهمات.

ولكن الفلسطيني صاحب تجربة عريقة ولا يؤمن بالشبيه؛ ولا يتعامل معه فكل قصصنا "اوريجنال" ومن المصدر الاصلي.

قبل شهر ونصف أي في منتصف اكتوبر كنت في المقاطعة واطلعت على تقرير خاص ورد فيه العبارة التالية: بعد نحو شهر أو أكثر وفي شهر ديسمبر ستحاول جهات دولية وعربية مذكورة بالاسم التخلص من أبو مازن واغتياله سياسيا قبل توجهه لمجلس الامن وقبيل انتخابات فتح المقررة. وحين سألت الرئيس اذا يقلقه الامر اجاب لا؛ وأضاف ممازحا: كل شيء عملته وسأعمله وقلته وسأقوله على الهواء.

نحن شعب لا شبيه له؛ ومقاومة لا شبيه لها؛ ورئيس لا شبيه له؛ ورئيس وزراء لا شبيه له؛ وحماس لا شبيه لها وحتى عزام الاحمد لا شبيه له.