|
الأمم المتحدة: جيش إسرائيل يتواصل مع المعارضة السورية
نشر بتاريخ: 07/12/2014 ( آخر تحديث: 07/12/2014 الساعة: 16:11 )
بيت لحم- معا - كشفت تقارير أعدها مراقبو الأمم المتحدة في هضبة الجولان، خلال السنة ونصف السنة الأخيرتين، تكثيف التعاون بين إسرائيل وتنظيمات المعارضة السورية.
ووفق التقرير الذي نشره مراقبو الأمم المتحدة فقد عقد بين مطلع آذار 2014 وحتى نهاية أيار، 59 لقاء بين المتمردين المسلحين الجيش الإسرائيلي، تمّ خلالها نقل 89 جريحاً سورياً إلى إسرائيل، وإعادة 19 سورياً وجثتين إلى الجانب السوري. وفي تقرير آخر، يعود إلى 12 أيلول 2014، أشير إلى أنّه منذ حزيران، وحتى أواخر آب، جرت سلسلة من اللقاءات بين المسلحين السوريين والجيش الإسرائيلي قرب موقع المراقبة 85، تمّ خلالها نقل 47 جريحا الى الجانب الاسرائيلي واعادة 43 سوريا بعد معالجتهم في إسرائيل. وفي 28 آب، اضطرت القوات الدولية الى اخلاء موقع المراقبة 85، بسبب تدهور الوضع الامني، ولم يعد بمقدور المراقبين تتبع اللقاءات بين المعارضة والجيش الاسرائيلي، لكن القوة الدولية تشير الى انها شاهدت لقاءات جرت بين الجانبين في هذه المنطقة. ووفق التقرير فقد كشف المراقبون في آذار 2014 عن لقاءات تجري بين الجنود الاسرائيليين والمسلحين السوريين بالقرب من موقع المراقبة الدولي رقم 85. وتبين، وفق الامم المتحدة، ان هذا الموقع يقع على بعد كيلومترين الى الشمال الشرقي من كيبوتس "رمات مغشيميم" الاسرائيلي في الهضبة. وجاء في التقرير ان قوات المراقبين شاهدت بين كانون الاول 2013 وآذار 2014، عدة لقاءات بين قوات المعارضة السورية وقوات الجيش الاسرائيلي، كما شاهدت خلال فترة المعارك القاسية نقل الجرحى من قبل مسلحي المعارضة، من الجانب السوري الى الجانب الاسرائيلي. وفي 17 كانون الثاني شاهدت القوات الدولية، قوة من الجيش الاسرائيلي اثناء قيامها بتسليم ثلاثة اشخاص لقوات المعارضة السورية. وفي تقرير تم نشره في العاشر من تموز، اشار المراقبون الى قيام قوات اسرائيلية بتسليم صندوقين الى مسلحي المعارضة السورية. ويشير التقرير الأخير الذي تم نشره في الأول من كانون الأول الجاري، إلى لقاء مثير آخر بين جنود الجيش الإسرائيلي ورجال المعارضة السورية، في السابع والعشرين من تشرين الأول، بالقرب من موقع المراقبة 80، على بعد ثلاثة كيلومترات من مستوطنة "يونتان" في الهضبة. ولاحظ المراقبون قيام جنديين اسرائيليين بفتح البوابة الحدودية لدخول شخصين من الجانب السوري الى اسرائيل. وخلافا للتقارير السابقة لم يشر التقرير الى كون هذين الشخصين مصابين، وليس من الواضح لماذا دخلا الى اسرائيل. ويعتبر هذا الحادث العيني مثيرا بشكل خاص، على ضوء ما يحدث في الجانب السوري من الحدود في تلك المنطقة تماما. وجاء في تقرير المراقبين الدوليين انه تم على بعد 300 متر من موقع المراقبة 80، انشاء مخيم تسكنه 70 عائلة من المهجرين السوريين. لكن الجيش السوري كان قد بعث في ايلول بشكوى الى قائد القوات الدولية كتب فيها انه يقيم في هذا المخيم "ارهابيون مسلحون يجتازون الحدود الى اسرائيل". وهدد بأنه اذا لم يتم اخلاء هذا المخيم، فسيعتبره الجيش السوري هدفا مشروعا للقصف. وكانت العلاقة بين الطرفين بدات في آذار 2013، عندما نقلت إسرائيل جرحى سوريين لمعالجتهم في المستشفيات الاسرائيلية. واقام الجيش الاسرائيلي مستشفى ميداني في هضبة الجولان. وفي حينه بعث سفير سوريا لدى الامم المتحدة، بشار جعفري، بعدة شكاوى الى الامين العام للأمم المتحدة، قال فيها انه في المنطقة الحدودية الفاصلة التي يعمل فيها المراقبون، يجري التعاون الواسع بين إسرائيل والمتمردين، واحتج على نقل المصابين من قوات المتمردين إلى إسرائيل، وعلى المساعدات التي تقدمها إسرائيل للمعارضة. وادعت اسرائيل في البداية ان الجرحى الذين تعالجهم هم مدنيون يصلون إلى السياج الحدودي بمبادرة منهم، وبدون تنسيق مسبق، وبعد ذلك، ادعى الجيش الاسرائيلي ان عملية نقل الجرحى تتم بالتنسيق مع مواطنين سوريين وليس مع قوات المعارضة. لكن تقارير المراقبين الدوليين تكشف بالذات وجود اتصالات مباشرة بين الجيش الاسرائيلي والمسلحين في المعارضة السورية. ويكشف المراقبون في تقارير عن حالات تعرض فيها نشطاء المعارضة الى الاصابة وتم نقلهم إلى إسرائيل بسيارات اسعاف رافقتها سيارات عسكرية اسرائيلية. وأشار المراقبون إلى أنّه تم بين التاسع والتاسع عشر من تشرين الثاني نقل عشرة جرحى من المتمردين، على الأقل، الى الجانب الاسرائيلي وتسليمهم للجيش. يشار إلى أنّ قوة المراقبين الدوليين ترابط في هضبة الجولان منذ تشكيلها في عام 1974، كجزء من اتفاقيات الفصل بين القوات في الهضبة. وحتى عام 2013 كان الف مراقب دولي يفصلون بين قوات الجيشين الاسرائيلي والسوري على امتداد "الخط البنفسجي" في الجولان. لكن التصعيد العسكري خلال الحرب الأهلية السورية، غير طابع عمل المراقبين خلال العامين الأخيرين وقام المراقبون بتحويل تقارير إلى الأمم المتحدة حول ما يحدث على الحدود بين اسرائيل وسوريا. ومرة كل ثلاثة اشهر يقوم الأمين العام بتجميع التقارير وتقديم نسخ عنها إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن. |