وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ملك الأردن: عدم حل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى انتفاضة سابعة

نشر بتاريخ: 07/12/2014 ( آخر تحديث: 07/12/2014 الساعة: 16:50 )
بيت لحم- معا - قال ملك الاردن عبد الله الثاني إن لم يتحقق حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني فستكون هنالك انتفاضة سادسة أو سابعة. وسيكون هنالك حرب ثانية في لبنان، متهما خلال مقابلة تلفزيونية جماعة الإخوان المسلمين باختطاف الربيع العربي.

وأضاف في مقابلة أجراها الإعلامي الأميركي تشارلي روز، وبثتها شبكة "سي بي أس" الأميركية أمس، أنه يعني باندلاع انتفاضة جديدة أنه يمكن لك أن تتوقع وجود سبب للحرب، ولذلك فان المستشفى العسكري الأردني ما يزال قائما في غزة، وما يزال هنالك منذ الحرب الأولى لأنه إذا لم تحل المشكلة، فإنها مسألة وقت فقط حتى تكون هنالك حرب جديدة.

وأجاب الملك على سؤال: فيما يخص الشأن الإسرائيلي الفلسطيني، قام وزير الخارجية كيري بإطلاق جهد كان من المؤمل أن ينتج عنه تفاهم بشكل ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين. يقال إنكم كنتم منخرطين في هذا الأمر، وكنتم ناصحين ومشجعين وتلعبون دورا محوريا. لماذا فشلت مبادرة كيري إذن؟

- لم تفشل. ما زال الأمر قائما ومستمرا وما زال الباب مفتوحا. تذكر الاجتماع الثلاثي الذي جمعني برئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية كيري قبل عشرة أيام تقريبا، وقد كان اجتماعا ناجحا بكل المقاييس. واتصل وقتها الرئيس السيسي كذلك. جرى بيننا حديث لمدة ساعة كاملة عن كيفية المضي قدما.

* تعني أنك كنت ووزير الخارجية كيري ونتنياهو والسيسي، أليس كذلك؟

- نعم وكان الحديث عن كيفية إحداث تقدم، وتحديدا فيما يتعلق بالشأن الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصا أننا الآن جميعا أمام تحد أكبر وهو الحرب الدولية على الإرهاب والتطرف.

العالم يتحرك، ولكن إذا لم نتحد ونجد حلا للمشكلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سنكون كمن يقاتل بيد واحدة والأخرى مقيدة خلف ظهره.
إنه أمر مهم جدا بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين أن يكونوا قادرين على المضي قدما، وكما تعلم، لدى وزير الخارجية كيري عدة أفكار فيما يخص ذلك. وكان هناك بعض الأمور التي بحثت.

* حسنا، ما هو التقدم الذي أحرزته مبادرة كيري؟ أعني – كان وزير الخارجية كيري شديد التكتم حول طبيعة الصفقة، لأنه كان يؤمن بأنه إذا ما تسرب معلومات عنها، فان البعض سيبدأ بانتقادها. ماذا كان جوهر تلك الصفقة؟

- لقد كنا جزءا من العملية. لأنه عندما تصل الأمور لقضايا الوضع النهائي، فنحن معنيون بجميع التفاصيل سواء كانت حول الحدود أو القدس أو اللاجئين.
لذلك فقد تمكنا من مساعدة الطرفين في تجاوز العديد من العقبات. ونتيجة لذلك، كنا مشاركين في الحوار حول عملية السلام. حقيقة أن عليهم الحديث معنا تؤشر على جدية عملية السلام وعلى قربنا مما كان يمكن التوصل إليه. ولأسباب عديدة، لم تتخذ الخطوات اللازمة والحاسمة.

* وما هي هذه الأسباب؟

- يمكن القول إنه كان لكل من الطرفين مخاوفه.

* هل هي مسألة الثقة؟

- الثقة جزء من ذلك. ولكني أعتقد بأننا، وكما هو مؤمل، سنعاود المحاولة لتخطي العقبات في بداية العام. هناك العديد من المسائل التي يجري الحديث حولها ونأمل أن يتحقق النجاح في هذه المساعي.

* ولكن ما زال هنالك إمكانية أن يتم ذلك في السنوات الباقية من حكم الرئيس أوباما؟

- يجب أن تكون، لأنه كيف سيكون الوضع إذا؟ هذا باعتقادي العامل الأهم الذي يجب على جميع الأطراف إدراكه. نحن جميعا نتحرك لشأن أكبر وهو تلك الحرب الدولية على الإرهاب، الحرب المستمرة لأجيال قادمة.

إذا بقي هذا الأمر بين مد وجزر ومن دون حل، كيف يمكن لنا إذن أن ننجح في الشأن الأوسع والأشمل؟

لماذا نجد كل هذه الحكومات حول العالم تعترف بطريقة غير مباشرة بدولة فلسطين؟ أو يقولون بعد سنة أو سنتين، إذا لم تحلوا المشكلة، سيتم الاعتراف بدولة بفلسطين.

بسبب مشكلة المقاتلين الأجانب التي تعاني منها العديد من الدول، أدركت هذه الدول بأن كل الطرق تؤدي إلى القدس، وبأنه إذا لم يقم الفلسطينيون والإسرائيليون بحل هذه المشكلة، سيكون لها انعكاساتها على نمو الفكر المتطرف لدى سكانها المسلمين. في نهاية المطاف سيبقى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والقدس جوهر الصراع في المنطقة بالرغم من أن البعض لا يروق له هذا الربط. أنت تعلم وبغض النظر عما إذا كان الأمر صحيحا أم لا، فإن العديد من المتطرفين يستخدمون القضية الفلسطينية في خطابهم. وتدرك دول العالم الآن بأنه أصبح لزاما عليها أن تجد حلا لهذه المشكلة خدمة لمصالحها. إذن فهي لم تعد مسألة سياسية خاصة بالشرق الأوسط. إنها تؤثر على الأمن القومي في جميع دول العالم.

* إذن فالكل الآن متحفز نحو حل لهذا الصراع؟

- نعم. وبكلمات أخرى، العديد من دول العالم الآن تتوجه بالنداء للفلسطينيين والإسرائيليين بأن "حلوا مشكلتكم لأنها تؤثر علينا".

* هنالك من يقول إن الإسرائيليين لم يكسبوا في النهاية حرب غزة بسبب نتائجها وعواقبها عليهم؟

- من هذا المنظور، أقول إنك على حق. ولو نظرت إلى تغطية وسائل الإعلام الدولية خلال الصيف، خصوصا غير الأميركية، إذا نظرت إلى أغلبية وسائل الإعلام الدولية التي من المفروض أنها كانت تغطي أوكرانيا كخبر رئيسي، خاصة في أوروبا، لاكتشفت بأنها لم تكن تغطي أوكرانيا، بل معظم العناوين الرئيسية كانت حول غزة. إذا حدث هناك تغير في الاهتمام. يجب أن يكون هنالك فهم من كلا الطرفين بأننا جميعا قد تحركنا نحو شيء أكبر. وإن لم يدركا ذلك، فإننا جميعا سندفع الثمن.

* حسنا، كان لديك حوارات عديدة مع مجموعة من الزعماء في هذا الشأن ومن ضمنهم نتنياهو. هل تعتقد بأنه أدرك ذلك؟ هل أدرك نتنياهو كما أوضحت للتو بأن العالم كله قد تغير وأن هنالك ما هو أكبر؟ هناك عامل الوقت. وكل هذه الدول تقول "عليكم حل المشكلة"، هل أدرك نتنياهو ذلك؟ هل يعي تقييمك للأمور؟

- أستطيع القول إن الحديث الذي جمعني مع كيري والسيسي ونتنياهو كان إيجابيا ومريحا وصادقا وباعثا على الأمل بشكل كبير. والطريقة التي كان كل واحد يتحدث فيها عن المشكلة جعلتني أشعر بجديتهم في المضي إلى الأمام.

* نعم فالأمل سلعة قيمة هذه الأيام. ولكنك لا ترى الكثير منها. ما الذي يجعلك بالضبط متفائلا؟

- فهمي لمدى تأثير الأمل. وما أعتقده هو أن على الإسرائيليين أن يدركوا أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه، خصوصا أننا جميعا تحركنا باتجاه حل مشكلة أكبر، كيف يمكن لهذا أن يؤثر على العلاقة الأردنية الإسرائيلية والعلاقة المصرية الإسرائيلية. إذا استمر هذا الأمر بشكل يشعل التوتر في المنطقة، فإنه سيشكل ضغطا كبيرا على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ومصر. لذلك أعتقد بأنه كان هنالك فهم كبير لضرورة أن ندفع بعملية السلام للأمام. وأعتقد بأن الجميع غادر الاجتماع بانطباعات متفائلة وأنهم متحمسون للخطوة التالية.

* هل لاحظت أي تغير منذ ذلك الحين؟

- لا. أعني أن هناك ردود فعل من قبل المصريين والإسرائيليين والفلسطينيين. ولا بد أن يكون هناك مناورات مختلفة من مجموعات مختلفة. وهنالك أمور حدثت كمشروع قانون الدولة اليهودية الأخير أو قضايا أخرى.

* نعم، ما رأيك في مشروع القانون الإسرائيلي؟

- مشروع القانون الإسرائيلي الجديد بالمناسبة عقد الأمور بالتأكيد، وجاء بعد الاجتماع الرباعي الناجح.

* إذن فقد خرجت من ذلك الاجتماع متفائلا ثم جاء هذا القانون؟

- هذا الأمر جعل الموقف أكثر تعقيدا. ولكن مرة أخرى، أتطلع لبداية السنة الجديدة. بعض الأمور التي تم الحديث عنها على العشاء وتلك التي عاد بها وزير الخارجية كيري، وكانت المرحلة التالية الجمع بين الأطراف. ما أقوله هو لنعط الفرصة ونرى ما سيحدث.

* هل تخشى اندلاع انتفاضة ثالثة؟

- إن لم تتوصل إلى حل للصراع، ستكون هنالك انتفاضة سادسة أو سابعة. وسيكون هنالك حرب ثانية في لبنان. أعني أنه يمكن لك أن تتوقع وجود سبب للحرب، ولذلك فان المستشفى العسكري الأردني ما يزال قائما في غزة، وما يزال هنالك منذ الحرب الأولى لأنه إذا لم تحل المشكلة، فإنها مسألة وقت فقط حتى تكون هنالك حرب جديدة.

* هل استدعيتم سفيركم لدى إسرائيل؟

- قمنا باستدعائه للتشاور، وكان ذلك بعد سنتين من المراوحة لمشاكلنا وخلافاتنا حول القدس والمسجد الأقصى، ولعدم تمكننا من الحصول على الاستجابة المناسبة من إسرائيل حول كيفية التعاطي مع هذه المسائل. بالمختصر، تحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء حرب غزة وقلت له "اسمعني جيدا، هذا أمر جاد وخطر جدا. لقد تحدثنا عن هذا الموضوع في مناسبات عديدة، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فسأقوم باتخاذ إجراء".

وقد تم اتخاذ الإجراء بسبب ما حدث في القدس. قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاتصال بي في اليوم التالي، بعد أن اتخذت القرار، وقال لي "علينا أن نتخذ خطوات تخفف من حدة التوتر". لكننا قمنا بعد ذلك باتخاذ حزمة من الإجراءات للتأكد من أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح. وبالمناسبة، فقد كانت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى هي الأفضل منذ 15 أو نحو 20 سنة عندما اتخذنا هذه الإجراءات. هنالك رغبة من جميع الأطراف للمضي بعملية السلام قدما. وهناك الآن هدوء في أيام الجمع في القدس.

وفي نفس المقابلة اتهم ملك الأردن جماعة الإخوان المسلمين باختطاف الربيع العربي، وكشف من ناحية أخرى أن بلاده ستكون لها أدوار أخرى في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية دون أن يكشف عن طبيعة هذه الأدوار.

وقال إن الربيع العربي "قام به شباب وشابات تواقون للتغيير، وقد تم اختطافه لاحقا من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة سياسية منظمة".

وأضاف "بالمحصلة كانوا هم من أخذوا مكان الشباب الطامحين للتغيير في تلك المرحلة في مصر، حيث تم استبدال الشباب بجماعة الإخوان المنظمة، وفي الأردن للأسف اتخذ الإخوان قرارا بالبقاء في الشارع".

وردا على سؤال عما إذا كان سيتخذ إجراءات ضد الجماعة قال "إنها منظمة رسمية"، وشرح أن السلطات في بلاده قامت ومنذ بداية الربيع العربي بدعوة الإخوان لأن يكونوا جزءا من العملية السياسية.

وذكر أن الجماعة عرضت مطالبها "المعروفة جدا لدينا، وهي تغيير الدستور والمطالبة بمحكمة دستورية"، مشيرا إلى أن معظم هذه المطالب لبيت، "ومنها المطالبة بلجنة حوار وطني يتم خلالها مناقشة الإصلاح، ولكنهم رفضوا أن يكونوا جزءا من هذه اللجنة".

وتأتي تصريحات الملك عبد الله في حين تشهد العلاقة بين النظام الأردني والإخوان فتورا متصاعدا منذ أبريل/نيسان الماضي على خلفية قضايا جلها يتعلق بتطورات المنطقة، ومن ذلك انتقاد الجماعة موقف الأردن الرسمي إزاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي أثارت موجة غضب حكومية ظهرت على شكل تسريبات في الإعلام الرسمي وغير الرسمي تلمح بحظر التنظيم.

المصدر: وكالات