وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طالبتان تخترعان "العربة الميكانيكية" كحل لانقطاع التيار الكهربائي

نشر بتاريخ: 09/12/2014 ( آخر تحديث: 09/12/2014 الساعة: 16:34 )
غزة - معا - لا تزال أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة تمثل هاجسا للسكان الغزيين تعيقهم عن ممارسة أعمالهم وحياتهم بشكل طبيعي، فمنذ أكثر من ثماني سنوات تحولت أزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى واحدة من أبرز المشكلات التي يعاني منها السكان الغزيين بشكل دائم ما دفع الكثير من طلاب وخريجي الجامعات للبحث عن حلول بسيطة وسهلة التطبيق بديلا عن بعض الأدوات و الأجهزة الكهربائية التي يتطلب تشغليها وجود التيار الكهربائي.

العربة الميكانيكية أحد المشاريع البسيطة التي حاولت من خلالها طالبتان من جامعة الازهر بغزة تقديم حل بديل عن المصاعد الكهربائية لرفع الأوزان الثقيلة في أوقات انقطاع التيار الكهربائي , خاصة في الأبراج و العمارات السكينة المرتفعة.

أمل أبو ميري خريجة قسم الميكاترونكس في جامعة الأزهر تحدثت لـ معا عن بداية المشروع الذي بدأ بفكرة عربة ميكانيكية تحمل الأوزان الثقيلة على السلالم داخل البيوت المرتفعة والعمارات السكنية في أوقات انقطاع التيار الكهربائي, بسبب حاجة الناس لرفع حاجيتهم دون أن يتطلب ذلك منهم انتظار ساعات طويلة من عودة التيار الكهربائي.
|307289|
وأوضحت بأن العربة في بداية المشروع كانت تحمل سبعين كيلو من الأثقال, وذلك سبب عبئ كبير على الشخص الذي يعمل بها الأمر الذي دفعهم للتفكير في حل أكثر راحة للناس وتوصلوا للعربة الكهربائية التي تعمل بنظام التحكم عن طريق "كبسات" إلا أن ذلك أثار مشكلة لدى الناس نظرا لارتفاع تكلفتها.

و سرعان ما تحولت فكرة العربة إلى مشروع تخرج للجامعة تسعى أمل لتطويره و تحسينه للأفضل ليخدم أكبر شريحة ممكنة من الناس .

بدورها تحدثت غادة منسي خريجة بقسم الميكاترونكس في جامعة الأزهر وشركة امل في المشروع عن التحديات التي واجهتهم أثناء تصميم المشروع و التي كان أهمها صعوبة الحصول على القطع اللازمة للعربة, بسبب عدم توفرها في الأسواق المحلية و لارتفاع أسعار الموجود منها.

لكن أمل و غادة أرادتا لهذا المشروع أن يكون منتجا غزي بالكامل الأمر الذي تطلب منهم الانتظار بعض الوقت حتى يتسنى لهم الحصول على القطع التي يحتاجونها .
|307288|
وأشارت إلى أن عدم توفر القطع اللازمة لم تكن المشكلة الوحيدة التي واجهتم , فالماتور الذي استخدمته أمل و غادة كانتا قد حصلتا عليه من أحد كراسي المعاقين المقعدين لعدم وجود "ماتور" قادر على حمل 300 غرام من الأوزان.

إضافة إلى أن " الأكشويتر " الذي يلزم لحمل الاوزان لم يكن هو المطلوب نفسه للعربة , فالعربة مصممة لحمل 300 غرام إلا أن " الأكشويتر " الذي حصلوا عليه لم يحمل أكثر من 150 غرام من الأثقال فقط .
|307287|
ورغم ذلك تسعى أمل و غادة لتطوير العربة و تحسينها مساهمة في رفع الحرج عن المواطنين الغزيين و تحديا للحصار و الاحتلال .

ويحاول الشباب الفلسطيني المساهمة في رفع الضيق عن المجتمع الغزي من خلال ما يبتكرونه من أفكار و مشاريع يتحدون من خلالها الحصار إيمانا منهم بأن الاستسلام للواقع ليس بحل , لكنهم بحاجة لمن يدعمهم و يهيئ لهم الظروف المناسبة لتنفيذ مشاريعهم .